الوصفة الالكترونية للأدوية المخدرة

✍️ د_ سلطان الراشد :

أصبح من المعلوم خطورة الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية خاصة على فئة الشباب وسعيهم في الحصول عليها بشتى الطرق والأساليب .
وقد سعت قيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بالملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالسعي الحثيث للتصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تهدم المجتمعات وتقتل الشباب وذلك بالتصدي لهذه الآفة سواءاً في تهريبها عبر المنافذ الحدودية أو من خلال التلاعب في المستشفيات المصرح بها داخل المملكة ومن أحل ذلك وتحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠ فقد دشّنت وزارة الصحة مرحلة جديدة متطورة في وصف وصرف الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية والخاضعة للرقابة إلكترونيًا، والاستغناء التام عن الوصفة الورقية، وذلك من خلال منصة وطنية للوصف والصرف والرقابة على الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية والخاضعة للرقابة.
يأتي ذلك في إطار التحول الرقمي ضمن برنامج التحول الصحي، حيث تعمل المنصة على حوكمة الوصف والصرف السليم للأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية في جميع المنشآت الصحية “الخاصة والحكومية” على مستوى المملكة.
ويمكن من خلال هذا النظام الإلكتروني، المراقبة والمتابعة للأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية والخاضعة للرقابة بشكل منظّم بما يزيد من السلامة الدوائية لمستخدميها، كما يمكن للمستفيد من هذه الوصفات الإلكترونية الوصول إليها إلكترونيًا، وتحميلها عبر تطبيق “صحتي” بصيغة PDF؛ مما يؤدي إلى تعزيز التنسيق الرقابي في المنشآت الصحية على مستوى الوطن.
وهذا يجعل هذه الأدوية تحت رقابة متقدمة دقيقة يمكن من خلالها للمسئول والمريض متابعة صرف تلك الأدوية بدقة عالية متناهية .
كذلك تتميز الوصفة الإلكترونية للأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية والخاضعة للرقابة بتمكين الممارسين الصحيين من الاطلاع على تاريخ الوصفات الطبية للأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية والخاضعة للرقابة وجميع البيانات الخاصة بها، إضافة إلى الوصف والصرف بين المنشآت المختلفة، كما تتيح تتبع صرف هذا النوع من الأدوية عبر الصيدليات المرخّص لها بصرفها، سواءً الحكومية أو المجتمعية، أو الخاصة، والربط الإلكتروني بين المنشآت الصحية كافة بما يحقق التكامل في تطبيق صحي موحد.
وبذلك لامجال للتلاعب فيها البتة بحيث تعرف الإدارات المعنية وكذلك المريض نفسه كمية الأدوية التي صرفت ومتى وأين ومن صرفها سواءاً الصيدلي وكذلك المريض .
ويأتي التحول من النظام الورقي إلى نظام إلكتروني موحد، ضمن جهود وزارة الصحة نحو التحول الرقمي تحت إطار برنامج التحول الصحي، وذلك للإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتحسين جودة الخدمات الصحية على مستوى المملكة.
هذه نقلة كبرى ونوعية وموفقة وسنكون نتائجها بإذن الله فوق المتوقعة في التصدي لهذه الآفة ومراقبتها ومراقبة المتعاطين لمثل هذه الأدوية الخطرة وبالتالي حماية أبناء الوطن والمقيمين عليه من المجرمين الذين يتربصون بنا وبأولادنا وبمقدرات أوطاننا .
حفظ الله البلاد والعباد ووفقنا وإياهم لكل خير والحمد لله رب العالمين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى