لتعش الحياة أبتعد عنهم!!
✍️ صالح الريمي :
جميل أن تعيش في الدنيا محب للحياة وعاشق لها، تعيش لترى الجمال في كل شيء، وبمشاعر رائعة وبإحساس طيب ومتفاهم ومتعاطف مع الناس وحنون وعطوف ورحيم مع الآخرين، ماضيًا قُدُمًا مبتعدًا عن التشاؤم والتُعساء، فالحياة أجمل بابتسامة عذبة وبروح تعشق الحياة..
فهناك من تُبقيه أنفاسك حيًا فدع قلبك نابضًا لأجله، ولا تكن كالذبابة التي لا ترى إلا القاذورات والأوساخ وكل ما هو فاسد، بل كن كالنحلة لا ترى إلا الأزهار والأشجار ولا تقع إلا على كل ما هو جميل ومفيد فقط، كأنه ليس هناك شيء حولك فاسد أو خبيث.
يقول بالأمس أحد الأصدقاء ظروفي المادية ليست على مايرام وأمر بأزمة مالية خانقة، لكن ولله الحمد لا أفكر في المشكلة بل في الحلول الممكنة لتقليص الخسائر قدر الممكن، ومتعايش مع واقعي حامدًا ربي على كل حال ومتفائلًا بأن الخير قادم وحسن ظني بالله كبير..
ولكن قبل أيام اتصل بي شخص طالبًا مني زيارته والحديث معه وشرب كوبًا من الشاي معه، وصلت إليه، رحب بي، تتجاذبنا أطراف الحديث فينقلني من بهجة الحياة ونعيمها إلى وادٍ سحيق من القنوط، قد سود عليّ نظرتي للحياة بتشاؤمه وإحباطه، ونقلني من محطة الانهيار الاقتصادي إلى التشرذم والتشاؤم في الحياة عامة، وعرج بي على مستقبلٍ مظلم لا أرى فيه خيرًا ولا حتى بصيص من أمل.. انتهت رسالته.
بعض البشر عندما تجلس معه يسقيك مع كوب الشاي حممًا من التنبؤات العبوسة بقادمٍ أنكى وأشد من حالك الحالي، وتنصرف من عنده وأنت مثقل الخطى كسير الحال والبال، وهذا حال البعض للأسف اليوم لا يحسن إلا لغة التشاؤم ناسيًا أو متناسيًا هدي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في حبه للفأل والإيجابية وزرعه للأمل ونبذه لليأس والإحباط وتبشيره للصحابة بالنصر والفرج، حتى خرج جيلٌ من الصحابة ملكوا الدنيا من أقصاها إلى أدناها..
لذا ابتعد عن أي شخص سلبي، متشائم، يلبس نظارة سوداء معتمة، لا يرى إلا المشكلات والمصائب، ويرى من الدنيا الجانب المظلم فقط، ولا يرى في الكأس إلا نصفه، ولا في العالم إلا كل أمر سلبي، كأن ليس هناك أمر واحد جميل في حياته، وجالس من يحدثك عن جمال الحياة وأن الدنيا بخير، والخير قادم مهما تأخر. فالمشكلة ليست في عدم وجود الخير والجمال بل في عين الذي لايرى إلا الفساد والسوء والجانب السلبي ولا شيء غيره.
ترويقة:
قرأت مقولة رائعة يقول صاحبها:
“إن الإدراك هو الإسقاط”. بمعنى أن ما تراه في الدنيا من حولك هو جزء من تكوينك الداخلي أو هو إسقاط من تكوينك الداخلي عليه، والمتشائمين حولك كثر ولتعش الحياة أبتعد عنهم!! وأنشر الأمل!! وبشر ولا تنفر!! وإياك والجلوس مع المثبطين والمحبطين، بل فر منهم فرارك من الأسد، فمزاجك هو أغلى ما تملك، فاجعله مرتفعًا لتقرأ وتكتب وتعمل وتتفاعل مع الحياة بكل إيجابية، فمن الضروري لنجاح حياة الأنسان الأ يترك مزاجه ومشاعره نهبًا للظروف والمؤثرات الخارجية، وأن يضع في وعيه وإدراكه أنه قادر على السيطرة عليها، بالإصرار والتدريب وممارسة فن التغافل.
ومضة:
يقول جون ماكسويل:
“لا نملك السيطرة على الكثير من الأشياء في حياتنا، فنحن لا نختار مكان أو ظروف ميلادنا ونشأتنا وحياتنا كما لا نختار ما نتمتع به من مواهب أو درجة ذكاء، لكننا بالتأكيد نملك الخيار بشأن شخصياتنا وتصرفاتنا وردة أفعالنا بالسلب أم بالإيجاب”.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*