بين الخيال والواقع
✍️ د / سعاد حسني :
بين الأمس والغد، بين الخيال والواقع، بين الحلم والحقيقة، وأيضا بين المعقول واللا معقول تنبثق فكرة قيمة ذات فكر وعلم عال : ألا وهي فكرة ( تصنيع الحاويات محليا). فقد شهد الطلب العالمي على الحاويات طفرة ونموا ملحوظا بنسبة 7/5٪ ليصبح بذلك متجاوز العرض لأول مرة، وقد كان ذلك في عام 2021 م؛ مما أدى إلى نقص عالمي في الكونتيرات. والجدير بالذكر أن الفريق ” كامل الوزير” نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة قد أعلن عن إقامة أول مصنع للحاويات في مصر، وسيكون ذلك بالتعاون مع شركة مصرية، والهدف هو معالجة مشكلة نقص الحاويات المستخدمة في نقل البضائع
وقد أقر الدكتور ” محمد كامل إبراهيم” الباحث في اقتصاديات النقل الدولي، أنه بضم وزارة الصناعة لوزارة النقل؛ سيكون هذا حافزا قويا لإقامة مثل هذه الصناعات في مصر، ولاسيما الحاويات، ويعد هذا تصنيع جديد على السوق المصري. ويحتاج هذا الأمر إلى عنصرين لنجاحها : الأولى: وجود دراسات جدوى للمشروع تقوم بها مكاتب خبرة عالمية في نشاط النقل، واللوجستيات، إلى جانب معرفة كيف سيتم تسويقها بين الخطوط الملاحية. أما العنصر الثاني : من وجهة نظر ” كامل” ضرورة توافر المواصفات العالمية للحاويات؛ خاصة وأنها ليست منتجا محليا لكل دولة، وهذا يعتمد على مواصفات فنية معقدة لابد أن تتواءم مع المتداولة عالميا.
أما من وجهة نظر “حسام الديب” رئيس إدارة شركة ( ستار شين) للشحن والخدمات اللوجستية إن توطين صناعة الحاويات تعد خطوة جريئة على الطريق الصحيح في دعم إقامة مركز عالمي لتجارة الترانزيت. كما أكد أن توطين صناعة الحاويات محليا طبقا للمعايير الدولية؛ سيكون له أثر كبير في تقليل أسعار النوالين البحرية، وهذا هدف في حد ذاته. كما أنه سيقلل مدد الشحن؛ نتيجة توفر الكونتينر؛ خاصة في ظل العجز الحالي في السوق؛ ويرجع ذلك إلى بطء الحركة بين الموانئ العالمية، إلى جانب استخدام الخطوط الملاحية السفن الكبيرة الحجم؛ مما زاد من حركة الشحن وطول مدة الرحلة
وللحديث بقية في العدد القادم