(روح مُكْتئِب)

" قصة قصيرة "

✍️ أحلام أحمد بكري :

أنت أيها القابع على الأريكة ، ألا تلاحظ أني أسير جسدك ..
استيقظ ، طرقتُ قلبك ، هززتُ عقلك ، تحايلتُ عليك بكل الطرق ، استيقظ أريد أن أخرج للحياة وأنطلق من هذا الجسد المُهترئ ، للعالم ، للفضاء الخارجي ؛ فقد سأمتُ نفسك المتبلدة المُكتئبة السوداويّة..
هيّااا إنني أصرخ بك منذ زمن وأنت لا تجيب..
.
(حرّك يديه منزعجاً ، عدّل من وضع جسده الملقى على الأريكة و استوى جالساً بتأففٍ ، قائلاً : ماذا تريد مني أيها الطفل البائس ، كفاك ثرثرة).
.
الحمد لله لقد اعترفت أنني بائس ، لن أتوقف عن الثرثرة ، فطفلك الداخلي سأم من احتكارك بداخله ، هل لك أن تخرجني من جسدك الخامل وفكرك البالي ، وددتُ أن أسعد بهذه الحياة واستمتع ، توقف عمّا تفعله بنفسك وبي ، كفاك تعذيب
( ماذا تريد يا ثرثار ..؟!
الحياة كلها تناقضات واضداد مليئة بالكذب والنفاق ومشاكلها لا تنتهي ، تُعذّب بها الروح ويعجز العقل عن استيعابها ، ولا يوجد بها شيء جميل..؟!)
.
أعلم بكل ذلك ولكن طفلك الداخلي يريد أن يتحرر يخوض تجربة الحياة بكل ما فيها ، يسعد ، يتعس ، يفرح ، يحزن ، يصيب ، يخطىء ، يحب ، يكره ، ينجح ، يفشل ، وهذا حق من حقوقي عليك..
.
(صارخاً به : أي حقٍ هذا الذي تطلبه مني وتجبرني عليه ، أصمت أيها الصبي..!)
.
غاضباً : لن أصمت ..!
فمن حقي عليك أن تُسعدني ، تُبهجني ، لا أن تتركني أتجوّل بين قضبان روحك المُكتئبة وعزيمتك المتخاذلة وعقلك المنغلق وقلبك القاسي ..
لن أصمت حتى تُخرجني للحياة..
.
( قام من تلك الأريكة متجهاً لسريره الذي يكسوه الفوضى استلقى عليه مجدداً ، وعاد لسباته بتمتمة مبهمة : كفاك ثرثرة لا تزعجني مرة أخرى).
.
قُلتُ له بأسى : رفقاً بطفل البراءة القابع بداخلك ؛ له كل الحق عليك..!
…………

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى