مهر أبنتي

✍️ سمير الشحيمي :

يحكى في أحدى المدن القديمة سكن بها رجل يملك من الدنيا فتاة واحده رزق بها وأعتنى بها حتى كبرت وأكملت دراستها وتخرجت من الجامعه وكانت الفتاة جميله جداً وذو خلق وكل من يراها يقع في غرامها.
وفي يوم من الأيام تقدم لها شاب متوسط الحال لخطبتها وطلب الأب من أن يجلس لوحده مع الشاب وماهيه إلا دقائق حتى خرج الشاب عابسا بوجهه من بيت الرجل فتهرع الأم لزوجها تسأله مالذي حدث فيقول الأب : لم نتفق على المهر ليس له نصيباً معنا.
وبعد عدة أشهر أتى شاب آخر غني لخطبة الفتاه وبنفس الطريقة انفرد فيه الأب وخرج الشاب كمثل الذي سبقه وعندما تسأل الأم مالذي جرى يكون جواب الأب : لم نتفق على المهر.
ومر الحال كما هو عليه شاب قادم وشاب مغادر وكله نفس السبب عدم الإتفاق على المهر حتى بدأت الفتاه تتضايق من تصرفات أبيها وإنه إنسان مادي لا يفكر إلا بالمال ولم يفكر قط بسعادة إبنته.
و بعد سنتين أتى شاب لخطبة الفتاة وأنفرد به الأب كبقية من سبقوه وماهيه إلا دقائق وخرج الأب ينادي الأم والفتاة ويقول : مبارك لقد وافقت عليه.
هنا غمرت الفتاة السعادة وتهلل قلبها أخيراً وافق الأب ووجد من يعطيه مهر أبنته.
وبعد الزواج عاشت الفتاة بسعاده وهناء ولكن بنفس الوقت لا تعلم كم دفع زوجها مهراً لأبيها لأنه كان فقيراً ومع ذلك كان لا يقصر معها بشئ
حتى جاء اليوم الذي توفى فيه الأب وحزنت الفتاه على فقدان أبيها.
وبعد الإنتهاء من العزاء ذهب الزوج لزوجته وحضنها قائلاً : لا تحزني فأنا جنبك يا صغيرتي.
أندهشت الفتاه من قوله كلمة صغيرتي!
نظر لها بعطف وحنان وقال : نعم صغيرتي ؛ كنتي تسألي عن مهرك ولم أجاوبك ؛ عندما تقدمت لخطبتك سألني أبوك ماذا أستطيع أن أقدم لك فقلت له ياعمي أنا لا أملك الكثير ولكن أوعدك أنني لن أجعلها تحتاج إلى أي شيء وكأن أبوها موجود معها هنا إبتسم والدك وقال لقد زوجتك أبنتي.

عزيزي الأب عزيزتي الأم إن المهر الحقيقي للفتاه هو ماتجده من حنان وعطف وحب وإهتمام الرجل من بعد الزواج وليس بالمال.

إنتهت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى