رسـالَةٌ مِن مَيِّـت

✍🏼 ناصر الدسوقي :

ولقـد أتـاني في المـنـامِ مُهلهـلا
وقـالَ إنِّي بالقـيـــــــــود مُكَـبّـَلا
ما عُـدْتُ أعـرِفُ مَـسـلَكًـا لدُربِـنا
ولا اِستطعـتُ بأن أسـيـرَ تَـرَجُّـلا
والأرضُ قد ضاقت عَليَّ بِرحـبِها
ولا لِجـبـلٍ أن يَـسَعـني وإن عَــلا
والناسُ مـلأت كُــلَّ دارٍ إنَّـمـــا
الدارُ مِن أهـلِ المبــادِئِ قـد خَـلا
والصِّدقُ أصبَحَ مِثلَ جَمرٍقد كَوى
والنَـمُّ كـالمـاءٍ المُثَـلـَّجِ إن حَــلا
والبعـضُ يَحـلِفُ لليمينِ غَـمُوسَهُ
كالـرَّكْـبِ يأتـيـهِ الـدليـلُ مُـضَـلِّلا
ورأيتُ رَمـيَ المُحـصَناتِ ضـلالًة
هـلَّا لِـيعـلَمَ مِن حـَدِيـثِـهِ مَـوْئِـلا
والإبـنُ يـنهـرُ والِـداهُ يَـعُـقَّـهُـــــم
ولِمــا تـَمَـنَّــوْ فيـهِ دَوْمــًا مُـخْـذِلا
وأَبٌ لِقـتــلِ صِغــارِهِ مِـن قِـلَّــةٍ
لا خـشـيَةَ الإنفــاقِ تأتــيَ قــاتـلا
والخـمـرُ يُشْـرَى بالثَّمِينِ ومُسكِرٌ
لا يَـضـرِمِ النـارَ النُّقــودَ عــاقــلا
والسَّـائِلُـونَ في القَدِيمِ لِـحــاجَــةٍ
والآنَ مِن صِـنـفِ العَمـالَةِ سائلا
وتَرى الشبابَ بِسُوءِ قَـوْلٍ بينهُم
ومِنَ الصَّبـايا في حَـدِيـثِهِ نائِـلا
ونِساؤُهم جُبْنَ الشوارِعَ كالعُرى
والبعـضُ كالـذِّئـبِ المُشَـرَّدِ أَقْبَلا
وشـبابُهُم يأتي الخُـمورَ بِـشرهَةٍ
وعـنِ الصَّـلاةِ تـراهُ دًوْمًا أعـدَلا
إنَّ الأمـانـةَ ضُيِّـعَـت بِـزَمـانِهِـم
وأَبَى لِحَـملِهـا كُـلُّ جَـبَـلٍ أكــولا
والكُـرهُ قـد عَـمَّ الرُّبُـوعَ جميعُها
والبعضُ أَعيتْـه المآقـي أعضَـلا
وأخٌ أخـيـه لِـبـطـنِ أُمِّــهِ كَـــارِهٌ
يدعُـو الكـريـمَ لِكُـلِّ خَـيْـرٍ زائِـلا
أرحامَهُـم قـد قَطَّعُـوا أوصـالها
أو كالخِـيــاطِ لمَـا لِثـوبٍ أَنْسَــلا
لا ترتجِـي خَـيرًا بِـقـوْمٍ شَأنُهُـم
مِثـلَ الغُثـاءِ لمَا بِـسَيْـلٍ أهـضـلا
لَمْ يُسمَعُـوا أو يُسمِعُوا وتراهُـمُ
مِثـلَ الَّذي حَـبْـلًا بِعُـنُقِـهِ أشْكَـلا
وتَـفَـرَّقُـوا كُـلٌّ بِــوادٍ مِـثـلَـمـــا
خُـطَّ السَّبِيلُ وجَمعُهُـم هوأحْـدَلا
قُـلْ للكَريـمِ لِذِي البلادِ جـميعُهـا
ما للِـكِتـابِ نَسِيتَهُ هل قد سـلا ؟
فـليَـرجِـعُـوا للهِ لا يُـتَخَـطَّـفُـــوا
لا للعِـبــادَةِ أَجــرَها أو قـد غـلا