آه يا وجع القلب.. قد توقف القلب!

✍🏼 صالح الريمي :
من المعروف أن المرض كفارة للمسلم، وربما اعتبر من حسن الخاتمة، وقد كان الرسول يستعيذ من موت الفجأة، بالأمس توفي الدكتور الجراح المصري الشاب أحمد ماهر، بتوقف قلبه فجأة وهو في ثياب العمل في داخل المستشفى بعد أن أنتهى من عملية قلب لمريض استمرّت خمس ساعات .
وبعد الإنتهاء من العملية وقف يتحدث مع زملائه في المستشفى، بعدها بربع ساعة ذهب ليغسل وجهه لشعوره ببعض الإرهاق، لكن توقف قلبه فجأة وهو في وسط دكاترة القلب ولم ينجح كل زملائه من الأطباء في إنعاش قلبه رحمه الله تعالى.
الدكتور أحمد ماهر رحمه الله كان على قدر عال من العلم والخلق والدين واللين، وكان رحمه يستعد للزواج ولكن إرادة الله شاءت أن يزف إلي القبر، ويعد الدكتور أحمد من الأطباء أصحاب القلوب الرحيمة بالفقراء، ممن سخروا عملهم وطاقاتهم من أجل خدمة المرضى، حيث عُرف بأنه “الطبيب الإنسان، وقد عبر أحد أصدقائه بعد إعلان الوفاة آه يا أحمد آه يا وجع القلب.. قد توقف القلب بعد رحيلك..
موت الفجأة لا يُذم ولا يمدح، فقد يكون رحمة للمؤمن الطائع كما يكون عقوبة على الكافر والفاجر، فمن كان مستعدًا للموت كل حين بالإيمان والعمل الصالح، فإن موت الفجأة رحمة في حقه، وتخفيف عليه، ومن كان متثاقلًا عن الطاعات، مسارعًا إلى المحرمات فإن موت الفجأة نقمة عليه وعذاب في حقه.
*ترويقة:*
الحمد لله على نعمة الإسلام الذي علمنا قيمة الدنيا وأنها ممر ومعبر، وأن الدار الآخرة هي الحيوان، كما حضنا على الصبر ووعد الصابرين بوافر الأجر، فالمسلم أمره كله له خير، فالذي قدر علينا الأقدار حكيم خبير لا يفعل شيئًا عبثًا ولا يقدّر شيئًا سدىً بل هو رحيم تنوعت رحمته سبحانه وبحمده..
يرحم العبد فيعطيه، ثم يرحمه فيوفقه للشكر، ثم يرحمه فيبتليه، ثم يرحمه فيوفقه للصبر، ثم يرحمه فيكفر بالبلاء ذنوبه وآثامه، ثم ينمي حسناته ويرفع درجاته، ثم يرحمه فيخفف من مصيبته وطأتها، ويهون مشقتها ثم يتمم أجرها، فرحمته متقدمة على التدابير السارة والضارة ومتأخرة عنها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
*ومضة:*
إنا لله وإنا إليه راجعون الموت هي الحقيقة الغائبة عن البشر، هذا الحقيقة المطلقة التي تناسيناها ونحن نمشي في عجلة الحياة! لكن ربما قد يأتي الموت بغتة لأحدنا على غير ميعاد، وقد يأتي للصغير قبل الكبير، والصحيح قبل السقيم، كل له أجله مكتوب، وعمره محسوب، فهل نحن مستعدون لتلك الساعة؟!
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*