حاوره: سمير تلايلف
• الفنان المسرحي ماسينيسا قبايلي أهلا بك معنا من خلال فضاء ثقافة نيوز الجزائرية، بداية حدثنا عن نفسك، وماذا يعني لك المسرح؟
ماسينيسا قبايلي: ماسينيسا قبايلي مسرحيٌ هاوٍ، كانت بدايتي سنة 2006م مع فرقة «الرسالة» للمسرح تحت قيادة أستاذي المكوّن والمخرج لحسن بتقة في أيام المتوسط، فعلاقتي بالمسرح بدأت بالمسرح المدرسي ومسرح الطفل، حيث كانت لدينا مشاركات في عدة مهرجانات وطنية، تنقلت بعدها إلى مسرح الهواة وكانت لنا أول مشاركة بمهرجان مسرح الهواة بمستغانم بمسرحية «ليلة الحجاج الأخيرة» التي كنت بطلها بدور الحجاج، وبعدها شاركت في عدة مسرحيات أخرى، إلى أن قمنا بتأسيس جمعية «اتفاق القلوب» بقيادة الفنان المسرحي والوالد حسين قبايلي وانتجنا مسرحية «ألعب لعبك» التي تحصلت على الجائزة الكبرى بمهرجان مسرح الهواة بمستغانم وعدة جوائز أخرى داخل وخارج الوطن.
في مساري المسرحي شاركت في عدة عروض أهمها: مسرحية عندما يرقص الأطفال، مسرحية نحن أحفاد ماسينيسا، مسرحية التماسيح، مسرحية سيسبان، مسرحية ليلة الحجاج الأخيرة، مسرحية ألعب لعبك، مسرحية آدم والشرير.
بعدها كونت فرقة مسرح البسطة سنة 2022م مع شباب جميل ومبدع، وأنجزنا عمل مسرح الشارع التي تعتبر أول تجربة مسرحية في ولاية المسيلة حيث قمت أنا قمت بتصميمها.
أما عن المسرح فهو كل شيء بالنسبة لي، وممارسته تعني لي الكثير، فأجمل لحظات حياتي أعيشها في ممارسة المسرح، فهو من يعطيني دافعا في الحياة، باختصار المسرح فن راقي وجميل.
• أنت ابن مدينة المسيلة، لو طلبت منك أن تكون مراسلًا ثقافيًا لصفحتنا وتحدثنا عن الحياة الثقافية بالمسيلة ، ماذا ستخبرنا؟
ماسينيسا قبايلي: بالنسبة للحياة الثقافية بالمسيلة أقول أن هناك بعض النشاطات الثقافية القليلة التي قد تكون منعدمة في الآونة الأخيرة، بالرغم وجود الكثير من المواهب في مختلف المجالات من مسرح وفن تشكيلي وشعر وكتابة…الخ، لكن الحركة الثقافية متذبذبة وأصبحت تقتصر على النشاطات الثقافية المناسباتية فقط.
• مثلتم الولاية في الطبعة السابقة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، من خلال مسرح الشارع بعرض «الكلمة»، حدثنا عن هذه التجربة؟
ماسينيسا قبايلي: شاركنا بعرض «الكلمة» لمسرح البسطة، في عروض مسرح الشارع للمهرجان الوطني للمسرح المحترف يوم 24 ديسمبر الماضي، كما شاركنا بالعرض في مناسبات أخرى.
صراحة حين التقينا وشرعنا في إعداد العرض، لم يكن هدفنا يتجاوز أن نلتقي ونستمتع بتدريباتنا، ثم نقدم عروضا في محيطنا، فإذا بنا نجد أنفسنا نعرض في المسرح الوطني وفي البريد المركزي، إلى ساحة الأمير وعدة ساحات بالعاصمة، مثلنا ولاية المسيلة من خلال المشاركة في أيام مسرح الشارع بمناسبة الأيام الإبداعية الإفريقية والمشاركة أيضا في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بعرض مسرحية الكلمة في ساحة المسرح الوطني.
وكما ذكرت سابقا، تعتبر تجربة مسرح الشارع بالمسيلة كأول تجربة على مستوى ولاية المسيلة، فهو فن لا وجود له في الولاية، رفعنا التحدي رفقة نخبة من شباب الولاية تحت راية فرقة مسرح البسطة، الفرقة التي تكونت بدار الشباب ميمون الحاج التي يديرها الفنان المسرحي داود نوردين التي فتحت أبوابها لشباب، ودعمتنا قدر المستطاع، كانت أجمل تجربة بالنسبة لي في مساري المسرحي، بخروجنا إلى الشارع ومواجهة الجمهور، وعشنا أجمل لحظات برغم من المعاناة، فاستمتعنا وأظن أننا أمتعنا الجمهور.
• ذكرت فرقة مسرح البسطة كثيرا، حدثنا أكثر عن هذه الفرقة المليئة بالشغف المسرحي والنشاط والحيوية؟
ماسينيسا قبايلي: فرقة مسرح البسطة هي فرقة فتية في ولاية المسيلة، متكونة من شباب شغوف آمن بشيؤ اسمه المسرح، التقيت بشباب مسرح البسطة الذي لم يتجاوز سنهم العشرين سنة بدار الشباب، فوجدتهم تصدقاء وعائلة مع بعضهم البعض، أعجبت بصداقتهم فتقربت منهم واقترحت عليهم ممارسة المسرح فأعجبوا بالفكرة والتجربة، حددنا الأيام التي نلتقي بها وشرعنا بتدريبات لمدة عام، وانسجمنا أكثر وأصبحنا عائلة، حتى جاءتنا فكرة مسرح الشارع، حاولنا تقديم شيء غير مألوف خارج الركح المعتاد، كانت تجربة شجاعة وفريدة جسدها الشباب وهم: إبراهيم بالباي، عبدالرؤوف داود، لجدل بدرالدين، أحمد محمد سعد، وبن حميدوش عبدالله.
العرض خرج من خشبة المسرح فاحتضنه الشارع إن صح التعبير، وهذا النوع يتطلب طاقة جسدية ودرجة عالية من الإبداع حتى يتمكن الممثل من التحكم والسيطرة على المتفرج.
هي مغامرة بحق محفوفة بمخاطر الفشل لصعوبة التجربة، لكن بإيماننا وتحدينا استطعنا أن نرسم النجاح للعرض بشكله التجريبي، إن شاء الله ستكون لنا تجارب أخرى في المجال المسرحي في قادم الأيام.
• جميل، ما الفرق بين مسرح الشارع والعروض داخل القاعات؟
ماسينيسا قبايلي: حسب خبرتنا البسيطة والتجربة الأولى بمسرح الشارع كهواة، مسرح الشارع أو مسرح في شارع يعتمد على الممثل بقوته الجسدية والصوتية وصناعة الأجواء والفرجة، أما مسرح داخل القاعة له طقوسه الخاصة والمعروفة من سينوغرافيا وموسيقى وإضاءة، والإعتماد أكثر على النص عكس مسرح الشارع الذي يواجه الجمهور مباشرة ويعتمد على الإرتجال والتعامل مع الجمهور.
• قلت في جوابك عن سؤال سابق أن ولاية المسيلة مليئة بالمواهب، والنشاطات بها قليلة نوعا ما، هل كنت تقصد أن الفنان المسيلي مهمش إذا ما قارنناه مع الموهبة التي يمتلكها؟
ماسينيسا قبايلي: تمتلك ولاية المسيلة طاقات ومواهب رهيبة في كل المجالات، لكن هناك بعض الفنانين الذين همشوا سواء بقصد أو غير قصد، تركوا الحياة الفنية خاصة الشباب منهم، الذين لم يجدوا التشجيع والبيئة المناسبة، وهناك فئة تصارع وتناضل لأنها شغوفة وتتنفس مسرحًا ولا ترى نفسها في مجال غيره، وهناك فئة من الفنانين خرجت من الولاية حاملو معها موهبته للنجاة بها، أتمنى أن ينظر القائمين على الثقافة في المسيلة الإهتمام أكثر بالشباب المبدع ومعاملة الجميع بنفس الرعاية والإهتمام، وتوفير لهم الجو المناسب لكي يبدعوا كل في مجاله، فهناك فنانين وخاصة الشباب منهم يتنقلون ويمثلون الولاية على حسابهم الخاص، لذا أتمنى عدم تجاهل هذه الطاقة الشابة من طرف القائمين، فتوفير أبسط الأشياء من تنقل أو حتى تكريم بسيط يشجعهم على الإستمرار.
• لو منحتك ورقة و قلم وطلبت منك كتابة رسالة لأحدهم، لمن سترسل رسالتك وماذا ستكون مضمونها؟؟؟
ماسينيسا قبايلي: رسالتي إلى الفنان أولاً وخاصة الشباب الشغوف والمحب للفن أقول له: لا تيأس ويجب أن تكون لديك روح المقاومة.
أما رسالتي الثانية فأوجهها إلى القائمين على المجال الثقافي بحكم كونكم مكلفون من الدولة بالمشهد الثقافي، أقول: تصرفوا مع الشباب وفق الأصول الإنسانية والمهنية، لأنه ليس من السهل في الوقت الحالي أن يمارس الشاب الفن المحترم في ظل وجود مواقع التواصل الإجتماعي، والتفاهة والآفات بكل أنواعها التي تحتويها هذه الوسائط.
• ندخل الآن عالم أحلامك، ماهو الحلم الذي يتمنى الفنان ماسينيسا تحقيقه وأن يراه واقعا يعيشه؟
ماسينيسا قبايلي: حلمي هو تأسيس مدرسة مسرح البسطة بالمسيلة، التي سأسعى من خلالها تكوين أكبر عدد ممكن من الشباب من كل الفئات العمرية، وإنجاز أعمال مسرحية وتجارب جديدة في المجال المسرحي.
• ماذا بعد عرض مسرحية «الكلمة» بالعاصمة، هل ستجول «الكلمة» بعض الولايات، وهل هناك مشاريع مسرحية جديدة على المدى القريب؟
ماسينيسا قبايلي: ستكون لنا جولة في بعض الولايات ومشاركات وكذلك ستكون لها مشاركة خارج الوطن في قادم الأيام إن سمحت لنا الظروف إن شاء الله،. كما سننج مع فرقة مسرح البسطة عمل مسرحي جديد داخل العلبة هذه المرة، بالإضافة إلى عمل شارع جديد.
• رحلة الفن متعبة وممتعة، فمتى تكون ممتعة، ومتى تشعر بتعبها، وهل المتعة في الرحلة ذاتها أم في الوصول؟
ماسينيسا قبايلي: الرحلة تكون متعبة في بدايتها، ومتعتها في الوصول طبعا.
• الفنان ماسينيسا قبايلي وصلنا لنهاية رحلة حوارنا، نشكرك على مرافقتنا في هذه الرحلة والإجابة على جميع أسئلتنا، قبل مغادرتنا نترك لك كلمة الختام، تفضل وقل ما شئت.
ماسينيسا قبايلي: أشكر جزيل الشكر فضاء ثقافة نيوز وعلى رأسهم المتألق سمير على منحي الفرصة للحديث معكم، كما أشكر اهتمامكم بالفن والفنان وبالشباب المبدع، في الختام أقول: أن الفن نبيل والفنان هو الشمعة التي تنير حضارة الشعوب، وفي الأخير لا يصح إلا الصحيح.
شكرًا لكم.