كأنك لم تكن
✍🏼 مشاعل عبد العزيز عريف :
كيف لقلب يحمل حبًا وحنانًا هو نفس القلب الذي يحمل قساوة . كيف لشخص يحب شخص ويخاف عليه وحين حصول خلاف بينهما لا يراهُ ابدًا بل قد يمسحه من قاموسه وكأنه لم يكنّ، كلنا نعرف كيف نحب وقت الرخاء وكلنا نعرف أن نصفق وقت الفرح كلنا نكون بجانب بعضنا وقت الفرح، لكن الحب هو أن تكون حنونًا وقت الزعل، أن تكون سندًا وقت الضعف وأن تكون بجانبي وقت الكرب، الحب أن تخاف عليها وقت الخصام، أن تغطيها وقت نومها وهي لا تعلم . وأن تنتهز أي فرصة لكي تُصلح الأمر أن تكون صريحًا معها في قول يعجبني أو لا يعجبني ما فعلتِ ولكن تظلين أنت ِ حبيبتي ،أن لا تُشعرها وكأنك كُنت تنتظر الأمر لتبعد وتتجاهل وتقسى، إذا لم يعجبك الكلام تمحيه من عقلك و تترك الشعله التي تشتعل بينكم تكبر إلى أن تأكل كُل البيت .
وتستيقظ لتدرك أنك لست بتلك الأهمية أن تتناقش وتعطي رأيك وتسمع وترفض وتوافق ولكن لاتجعل بينكم فجوةً كبيرةً،لأنك حتى لو رجعت بعد مدة تبقى تلك الفجوة بينكم تكبر مع الزمن وتصبح
أعمق و كُلما جرحت ذلك القلب وكلما قسيت عليه وتجاهلته وأهملته سوف يصاب بالصمت عن الكلام. وبعد كل مايحدث سوف تسقط بداخلها وتتشتت أحلامكم وحبكم، حتى يأتي يوم تبحث فيه عنها لا تجدها وترحل دون أن تنظر للخلف ويموت ذلك القلب ويبرد ولا يتأثر بإعتذارك ودموعك لأنه قد فات الأوآن وأصبح كُل شي رمادًا وبعد أن أستيقظت كان قد أنتهى الوقت وانتهت الفرصه وأصبحت صماء لا تسمع وعمياء لا ترى فترحل وكانك لم تكن.