هل يسعك جحر الضب
✍🏻 صالح الريمي :
قبل أيام انشغلت خير الأمم، أمة محمد عليه والصلاة والسلام بعيد رأس السنة الميلادية، فأشعلت شموع الفرح بعام ميلادي جديد، واحتفلت به دون أن يسال أحدهم هل هناك محظور أو مأخذ شرعي يقول بأن الإحتفال بأحد أعياد النصارى جائز أم لا؟؟
نحن لم نجاملهم فحسب بل أقمنا الولائم ورفعنا الأهازيج وأضأنا الطرقات وزخرفنا المباني وتبادلنا التهاني والأمنيات ووزعنا الهدايا ولم نترك شاردة ولا واردة حتى استهلكناها ابتهاجًا بالعام الميلادي الجديد..
والسؤال لنفسي ولكم!!
هل سمعتم أو رأيتم أن النصارى احتفلوا ببداية عامنا الهجري الجديد؟ وأين اسلامنا التي نتغنى به؟ وهل سمعنا أن يهوديًا أو نصرانيًا أو بوذيًا احتفل يومًا معنا بعيد الفطر أو الأضحى أو أي مناسبة إسلامية؟ وهل أشعلوا الشموع مسرورين فرحين بقدوم عامنا الهجري الجديد؟ وهل تبادلوا مثلنا الهدايا والتبريكات والتهاني بقدوم عامنا الهجري الجديد؟
أما نحن حدث ولا حرج، لقد رأيت بأم عيني عبر الفضائيات، كيف أننا كمسلمين احتفلنا بعامهم الميلادي الجديد أفرادًا وجماعات ودولًا ربما أكثر منهم، وفي نظري القاصر أننا نعيش عصر الأقوياء هم أخذوا بسنن الله الكونية فتفوقوا علينا عدةً وعتادًا، نعم فالتاريخ يشهد أن المنكسر يتفاعل مع المنتصر سلبًا أو إيجابًا، والمتبوع عزيز والتابع ذليل..
إن أمتنا الإسلامية والعربية اليوم وللأسف الشديد أصبحت تابعه للأمم الأخرى بكل المستويات، لقد وصل الصرف والاهتمام بعيد رأس السنة حد الجنون، أن هذه التكاليف التي صرفت لإحياء عيدهم، صرف جزء منولوها بسيط على فقراء المسلمين لكفتهم ذل السؤال والمهانة بل وزيادة.
*ترويقة:*
صدق رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القُذَّةِ بالقُذَّة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)، وقال المصطفى عليه الصلاة والسلام: (من تشبه بقوم فهو منهم، ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد، خالفوا اليهود والنصارى)، وقوله صلى الله عليه وسلم حين رأى أهل الحبشة يلعبون في يومين كانوا يلعبونهما في الجاهلية: (قد أبدلكم الله بخير منهما في الإسلام عيد الفطر وعيد الأضحى).
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*