رئيس هيئة الأوقاف الأسبق مهندس صلاح الجنيدي يكتب: ” مئذنة متحف الحضارة” اختيار رائع في محور صلاح سالم
● عندما تسير عبر المحاور الرئيسية لمدينة القاهرة ، تتلقي عيناك مشاهد تنبض بالحياة و عبق التاريخ . وفي محور صلاح سالم ، حيث يمر التاريخ مع الحداثة جنبًا إلى جنب ، تبرز ” مئذنة استثنائية ” تجذب الأنظار .. و تجسد عبقرية التصميم والاختيار . هذه المئذنة، التي تقف شامخة على أحد أهم المحاور المرورية في العاصمة، ليست مجرد معلم معماري، بل هي رسالة عميقة تربط الماضي بالحاضر، وتُعيد إحياء ذكريات مئذنة مسجد سامراء بالعراق ومسجد ابن طولون بالقاهرة ..
● التصميم: إلهام من التاريخ :
إن تصميم هذه المئذنة يستحضر فورًا مئذنة مسجد سامراء في العراق، بتلك الخطوط الحلزونية التي تُميزها، وتجعلها رمزًا للتفرد في العمارة الإسلامية… كما أن حضورها في القاهرة يربطها بمئذنة مسجد ابن طولون ، أحد أقدم وأهم المساجد في العالم الإسلامي… هذه الرمزية لا تعكس فقط تاريخًا عريقًا، بل تمنح المئذنة بُعدًا وجدانيًا يرتبط به كل عربي ومصري يشعر بفخر بتراثه.
● الموقع: بؤرة استراتيجية :
اختيار محور صلاح سالم كموقع لهذه المئذنة ليس مصادفة، بل هو قرار ذكي يُبرز قيمتها. فمحور صلاح سالم ليس مجرد طريق حيوي يربط بين مناطق القاهرة المختلفة، بل هو شريان نابض بالحياة، يعبره الملايين يوميًا. وبجود هذه المئذنة فى متحف الحضارة و فى هذا الموقع .. تُصبح شاهدًا يوميًا على حركة المدينة وتطورها ، وفي الوقت ذاته تذكيرًا بصلة لا تنفصم بين الحاضر والماضي.
● الارتباط بالوجدان: حكاية تربط الأجيال..
من سامراء إلى القاهرة، ومن عبقرية التصميم القديم إلى حداثة التنفيذ العصري، تمثل هذه المئذنة رابطًا عاطفيًا وروحيًا يجمع بين الأجيال. إن تصميمها لا يعكس فقط تراثًا معماريًا، بل يروي قصة امتداد حضاري يمتد عبر الزمان والمكان، ليُعيد للأذهان ذكرى حضارة إسلامية لطالما أبدعت في تقديم الجمال والابتكار.
● “اختيار موفق يستحق الإشادة ” :
إن اختيار تصميم هذه المئذنة ووضعها في هذا الموقع البارز ليعبر بصدق عن وعي جمالي وثقافي عميق. إنها ليست مجرد بناء معماري، بل هي رمز للإبداع والهوية، وقطعة فنية تُحاكي الروح، وتُعيد إحياء تراثنا الإسلامي بطريقة تتناسب مع روح العصر.
▪︎▪︎ هذه المئذنة ليست فقط معلمًا يزين محور صلاح سالم، بل هي رسالة تستحق أن تُحكى، ودعوة للتأمل في عبقرية الاختيار الذي يربط التاريخ بالواقع، ويمنحنا لمحة من المستقبل ونحن نُعيد اكتشاف ماضينا العريق.
●● في الختام، تحية إعجاب وتقدير للمصممين الذين أبدعوا، ولرواد الاختيار الذين وضعوا المئذنة في هذا الموقع الاستراتيجي. لقد نجحوا في تقديم عمل فني يُثري روح المكان، ويُرسخ في الوجدان قصة إبداع يُحتذى بها.