رئيس الهيئة الأوربية للمراكز الإسلامية في لقاء جماهيري كبير بجامع الجزائر (صور)

بفضل الله وتوفيقه، أُتيحت لي فرصة إلقاء درس الجمعة في جامع الجزائر، هذا الصرح الإسلامي العظيم الذي يعكس عزة الإسلام ومكانته في قلوب المسلمين. كان موضوع الدرس يدور حول “محاسبة النفس قبل أن تحاسبوا”، وقد تناولت فيه أهمية مراجعة النفس، واستثمار الوقت، ومواجهة التحديات التي تعترض الأمة الإسلامية.
ونظرًا لأهمية الموضوع وعمقه، وجدت من المناسب تحويل محتوى هذا الدرس إلى مقال مكتوب لتعم الفائدة. أسأل الله أن يوفقني لتقديمه بالشكل الذي يليق بهذا المقام العظيم، وأن يجعله نافعًا ومؤثرًا في نفوس قارئيه.
موضوع الدرس: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
عمادة جامع الجزائر – الفضاء المسجدي
الجمعة 25 جمادى الآخرة 1446 هـ الموافق 27 ديسمبر 2024 م
نقترب من نهاية عام ميلادي، وهي لحظة مميزة تستدعي منا التوقف للتأمل ومراجعة أنفسنا. إنها فرصة ثمينة لنقف مع ذواتنا وقفة صدق، نسائل فيها أفعالنا وأقوالنا، ونستخلص الدروس والعبر من تجاربنا الماضية. فالتأمل في الماضي يمنحنا البصيرة لتصحيح المسار، والاستعداد للغد بروح المسؤولية والإيجابية.
إن النفس البشرية بحاجة دائمة إلى المحاسبة، فهي أداة تصحيح وإصلاح تقودنا إلى طاعة الله وتحقيق الغايات النبيلة. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا.” فالإنسان الحكيم هو من يقف مع نفسه محاسبًا، قبل أن يقف بين يدي ربه مسؤولًا.
المحور الأول: عام يمضي… دروس وعِبَر
قال الله تعالى: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر: 2].
مع كل لحظة تمضي، تحيط بنا فرص لاستخلاص الدروس وتصحيح المسار. فواجبنا كأفراد يتلخص في:
•محاسبة النفس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت” (رواه الترمذي).
•الاستعداد للمستقبل: بالتخطيط والعمل الجاد، مستحضرين وصية الفاروق رضي الله عنه: “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا.”
لنستثمر هذه اللحظة الفريدة، ونسأل أنفسنا: ماذا قدمنا؟ وما الذي نطمح لتحقيقه في القادم؟
محاسبة النفس على كيفية التعامل مع الوقت
مع اقتراب نهاية العام، تتجلى أهمية محاسبة النفس على ما مضى واستشعار قيمة الوقت كنعمة عظيمة وهبها الله للإنسان.
فالوقت ليس مجرد ساعات وأيام تمضي، بل هو حياة الإنسان وثروته الكبرى التي إن أحسن استغلالها، عاش حياة مثمرة وترك أثراً خالداً.
لقد أولى القرآن الكريم والسنة النبوية أهمية كبرى للوقت، حتى أقسم الله به في أكثر من موضع، مثل قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر: 1-2]. وهذا القسم يدل على عظمة الوقت وضرورة استثماره.
كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على محورية الوقت في حياة الإنسان، كما في الحديث الشريف: “لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وشبابه فيم أبلاه…” (رواه الترمذي). وهذان السؤالان يتعلقان بالوقت في حياة الإنسان، مما يبرز دوره الأساسي في تحديد مصير الإنسان يوم القيامة.
و للوقت خصائص منها :
1.سرعة انقضائه: تمر الأيام كلمح البصر، وكل لحظة تمضي لا يمكن استرجاعها.
2.ما مضى منه لا يعود ولا يعوض: ما يجعل استثماره ضرورة.
3.أنه أنفس ما يملك الإنسان: فالوقت هو الحياة ذاتها.
على المسلم أن يعي قيمة الوقت وأن يتحمل مسؤولية استغلاله فيما يرضي الله.
ومن واجبات المسلم تجاه الوقت:
•الحرص على الاستفادة من كل لحظة.
•الحذر من تضييع الوقت أو قتله.
•استشعار نعمة الفراغ واغتنامه في الطاعات والخيرات.
•المسارعة في الأعمال الصالحة مع الاعتبار بمرور الأيام.
•تنظيم الأوقات بوضع جدول يومي يخصص لكل وقت عمله.
•تحري الأوقات الفاضلة والاجتهاد فيها بالعبادة والطاعات.
الإنسان يمكنه أن يمدد أثر عمره من خلال الأعمال الصالحة التي تبقى بعده، مثل:
•الصدقة الجارية: كحفر الآبار وبناء المساجد وتوزيع المصاحف.
•تعليم العلم ونشره: فيكون علمه نوراً يهدي الناس حتى بعد وفاته.
•ترك الأثر الطيب: كذكرى حسنة وسيرة عطرة تبقى في قلوب الناس.
و ينبغي الحذر من الآفات القاتلة للوقت
•الغفلة: الانشغال بأمور لا تنفعك في الدنيا و الآخرة .
•التسويف: تأجيل الأعمال إلى المستقبل حتى تضيع الفرص، ويحين الندم.
•سب الزمان: إلقاء اللوم على الظروف والأقدار بدلاً من مواجهة التحديات والعمل على تحسين الواقع.
مع كل دقيقة تمضي، نقترب من لقاء الله، فليكن ختام هذا العام محطة محاسبة نتعلم منها كيف نستثمر وقتنا فيما يرضي الله. فالوقت نعمة، ومن شكر النعمة أن نستخدمها في الطاعات، ونسعى لترك أثر طيب في هذه الحياة يُذكَر بعد رحيلنا.
المحاسبة والتقييم تكون في مجالات الحياة المختلفة
التخطيط الشخصي الناجح يعتمد على تحقيق التوازن بين جوانب الحياة المختلفة.
ومن خلال المحاسبة الذاتية والتقييم المستمر، يمكن تعزيز الأداء وتطوير الذات في هذه المجالات لتحقيق النجاح والرضا.
المجالات الثمانية التالية تمثل أركانًا رئيسية تُعين الإنسان على بناء حياة متوازنة ومتكاملة:
1. المجال الروحي
يهتم بعلاقتك بالله تعالى، وتعزيز الإيمان من خلال الطاعات والعبادات.
•و من أهدافه: وضع خطة منتظمة لقراءة القرآن الكريم، تحسين أداء الصلاة، أو المداومة على الأذكار.
•من أثره: الشعور بالسكينة والرضا النفسي نتيجة تعزيز الروحانية.
2. المجال الصحي
يركز على الصحة الجسدية والنفسية، باعتبارها أساس النشاط والإنتاجية.
•من أهداف ذلك: الالتزام بممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي صحي، والنوم الكافي.
•و أثره: رفع مستوى الطاقة وتقوية المناعة وتحسين الحالة المزاجية.
3. المجال الاجتماعي
يعنى بتقوية العلاقات مع الأسرة، الأصدقاء، والمجتمع.
•أهدافه: تخصيص وقت للعائلة، المشاركة في العمل التطوعي، أو تقوية شبكة العلاقات الاجتماعية.
•و أثره: تعزيز الدعم العاطفي والاجتماعي وزيادة الشعور بالانتماء.
4. المجال المهني
يركز على تحقيق التميز والنجاح في العمل أو بناء مسار مهني قوي.
•و من أهدافه: تطوير المهارات المهنية.
•و أثره: زيادة الاستقرار المهني والرضا الوظيفي.
5. المجال المالي
يعنى بإدارة الموارد المالية بحكمة لتحقيق الاستقرار والاستقلال المالي.
•و من أهدافه: وضع ميزانية شخصية، الادخار المنتظم، أو الاستثمار بطريقة مدروسة.
•و أثره: تخفيف الضغوط المالية وضمان مستقبل مالي آمن.
6. المجال التعليمي/المعرفي
يهتم بتطوير المعرفة وتنمية الذات من خلال التعلم المستمر.
•و أهدافه: قراءة كتب جديدة، حضور دورات تدريبية، أو تعلم لغة جديدة.
•و أثره: تعزيز التفكير النقدي وزيادة فرص النمو الشخصي والمهني.
7. المجال الشخصي
يركز على تطوير الذات وتحقيق الأهداف الشخصية الخاصة.
•و أهدافه: تحسين المهارات الشخصية مثل إدارة الوقت أو تعزيز الثقة بالنفس.
•و أثره: زيادة الشعور بالإنجاز وتحقيق الذات.
8. المجال الترفيهي
يتعلق بالأنشطة التي توفر المتعة والاسترخاء لاستعادة التوازن النفسي.
•و من أهدافه: ممارسة الهوايات المفضلة، قضاء وقت في الطبيعة، أو السفر.
•و من أثره: تخفيف التوتر وتعزيز السعادة والرضا.
لتحقيق النجاح الشخصي، من الضروري تحقيق التكامل والتوازن بين هذه المجالات، بحيث لا يطغى مجال على آخر. يُراعى تخصيص الوقت والجهد بما يتناسب مع الأولويات الشخصية والظروف الحالية، مع وضع خطط قابلة للتنفيذ ومراجعتها بانتظام لضمان التقدم والنمو.
المحاسبة الذاتية هي المفتاح لتحقيق التوازن والتقدم في هذه المجالات، فهي تتيح فرصة التعلم من الماضي والاستعداد للمستقبل بروح متجددة وطموح مستمر.
محاسبة الأمة لنفسها وتقييم ذاتها
عندما تحاسب الأمة الإسلامية نفسها مع نهاية العام، فإنها تقف وقفة تأمل أمام التحديات والأحداث التي مرت بها، لتستخلص العبر والدروس. في العام المنصرم، واجهت الأمة الإسلامية العديد من التحديات الكبرى، من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية، إلى كوارث إنسانية مثل الزلازل والفيضانات والأوبئة. ومع ذلك، تظل قضية فلسطين والإبادة الجماعية التي تُرتكب في حق الشعب الفلسطيني أبرز الأحداث التي تكشف عن عمق المأساة.
لقد أظهرت هذه القضية حقيقة ازدواجية المعايير لدى الغرب، الذي يرفع شعارات حقوق الإنسان ولكنه يتجاهل حقوق الإنسان المسلم، ممارسًا تعتيمًا إعلاميًا كاملاً على الجرائم البشعة في غزة وفلسطين. كيف يُصنف من يدافع عن أرضه وعرضه بأنه “إرهابي”، بينما من يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويدمر المساجد والكنائس والمستشفيات و المدارس يُغض الطرف عن أفعاله؟
رغم هذه التحديات، لا ينبغي للأمة أن تقع في فخ الإحباط أو اليأس.
فالتحولات الكبرى والتحديات الصعبة قد تكون بداية لفتح كبير وبركة عظيمة. فلنا في صلح الحديبية عبرة، حيث ظن بعض الصحابة أنه كان تنازلًا كبيرًا، ولكن الله جعله فتحًا مبينًا.
علينا كأمة أن نتعلم أن مواجهة التحديات بالحكمة والصبر والإعداد الجيد هي السبيل لتحويل المحن إلى منح، وأن العمل الجماعي الواعي والمستمر هو مفتاح استعادة مكانة الأمة وتحقيق نصرها بإذن الله.
مع اقتراب نهاية العام الميلادي، يكثر الاحتفال بطرق ومظاهر لا تمتّ لديننا وهويتنا الإسلامية بصلة.
من واجبنا كأمة مسلمة أن نكون واعين لتصرفاتنا، حريصين على الحفاظ على هويتنا وعقيدتنا، بعيدين عن أي ممارسات تخالف تعاليم الإسلام أو تضعف انتماءنا الديني.
الاحتفال برأس السنة الميلادية يرتبط بجذور دينية لا علاقة لنا بها كمسلمين. قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) [الفرقان: 72]، وقد فسر بعض العلماء “الزور” بأنه يشمل الاحتفالات الباطلة والمناسبات التي تناقض قيم الإسلام. كما أن تقليد غير المسلمين في شعائرهم ومظاهر احتفالاتهم يُعد مخالفة شرعية واضحة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك بقوله: “من تشبَّه بقومٍ فهو منهم” (رواه أبو داود).
إن الحفاظ على الهوية الإسلامية يتطلب منا الوعي بالتاريخ والعبرة منه.
فرنسا احتلت الجزائر لأكثر من قرن وثلث قرن، ورغم ذلك لم تستطع أن تنزع الدين من قلوب الجزائريين.
بل إن المكان الذي بُني فيه اليوم جامع الجزائر، هذا الصرح الإسلامي العظيم، كان يُعرف سابقًا بـ”لافجري”، وشهد مشروعًا ضخمًا لتنصير الجزائريين. لكن إرادة الله شاءت أن يتحول هذا المكان إلى رمز للإسلام، وسُمّيت المنطقة بـ”المحمدية” نسبة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث شُيد ثالث أكبر مسجد في العالم، وأكبر مسجد في إفريقيا.
نسأل الله أن يوفق القائمين على هذا الصرح العظيم، وعلى رأسهم معالي الشيخ مأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، وأن يجعل منه منارة لنشر الإسلام وتعزيز الهوية الإسلامية.
علينا أن نعي أن المحافظة على هويتنا الإسلامية تبدأ بتجنب المشاركة في ما لا يمت لديننا بصلة، والاعتزاز بتعاليم الإسلام وقيمه التي تميزنا كأمة.
عدم احتفالنا كمسلمين بآخر السنة الميلادية أو بميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام لا يعني بأي حال من الأحوال التقليل من مكانته العظيمة في ديننا الحنيف. بل على العكس، فإن الإسلام يُجلُّ عيسى عليه السلام، ويعتبره واحداً من أولي العزم من الرسل الذين اصطفاهم الله برسالته.
عيسى عليه السلام جاء بدعوة التوحيد، وأيده الله بمعجزات عظيمة مثل إحياء الموتى وشفاء المرضى بإذن الله.
وقد كرّم القرآن الكريم المسيح وأمه مريم عليهما السلام تكريمًا يفوق ما ورد في الكتب السماوية الأخرى الموجودة اليوم.
•خصَّص القرآن الكريم سورة كاملة باسم “مريم” تخليدًا لاسم أمه الطاهرة، وسورة أخرى باسم “آل عمران”، وهي عائلة المسيح عليه السلام، في إشارة واضحة إلى شرف نسبه وعظمة أسرته.
•ذكر القرآن الكريم اسم عيسى عليه السلام 25 مرة، واسم أمه مريم 34 مرة، مما يدل على مكانتهما المرموقة.
•أثبت القرآن أن ولادته كانت معجزة من غير أب، وهي آية من آيات الله ودليل على قدرته المطلقة.
الإسلام أيضًا صحح الافتراءات التي وُجّهت إلى عيسى وأمه من قبل بعض أهل الكتاب، ونفى عنهما كل ما لا يليق بهما. بل إن القرآن أعلن بوضوح أن عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله، وأنه بريء من كل ما نسب إليه من ألوهية أو بنوة لله.
إن مكانة عيسى عليه السلام في الإسلام تتجلى في كونه نبيًا عظيمًا أُرسل لهداية البشر إلى عبادة الله الواحد، ووجيها في الدنيا والآخرة، ومن المقربين إلى الله. لذلك، فإن الامتناع عن الاحتفال بالمناسبات التي لا تتماشى مع عقيدتنا لا ينقص من عظمته شيئًا، بل يعكس التزامنا بتوحيد الله واتباع شريعته.
إن أمتنا الإسلامية، وفي مقدمتها الجزائر، تواجه تحديات كبرى ومؤامرات تهدف إلى تمزيق وحدتها وإضعاف مكانتها.
تلك التحديات تتنوع بين محاولات إثارة الفتن الداخلية، واستهداف القيم الإسلامية والثوابت الوطنية، ومحاولة زرع الانقسام بين أبناء الأمة.
قال الله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]، فالحل لمواجهة هذه التحديات يكمن في التمسك بوحدتنا كجسد واحد، كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.”
واجبنا اليوم أن نعتصم بحبل الله جميعًا، وأن نتجاوز خلافاتنا الصغيرة، مستلهمين من ديننا الحنيف قيم التعاون والعدل والعمل الجاد.
الجزائر، بتاريخها المجيد وتضحيات أبنائها، تمثل رمزًا للصمود والعزة، ولكن الحفاظ على هذا الإرث العظيم يستدعي من كل فردٍ أن يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية والإسلامية، والوقوف صفًا واحدًا ضد كل محاولات النيل من هويتنا وديننا.
نسأل الله أن يوفقنا للثبات على دينه، وأن يعيننا على محاسبة أنفسنا أفرادًا وأمة، وأن يحفظ بلادنا الجزائر وسائر بلاد المسلمين من كل سوء. (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8].
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مهاجري زيان
رئيس الهيئة الأوروبية للمراكز الإسلامية
ممثل مسجد باريس الكبير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى