كن أنت كما أنت

✍️ صالح الريمي :

إن الحياة مليئة بالمفاجآت سوء كانت تسعدك أو تعكر صفو حياتك، لأنك تعيش في درب الحياة مع غيرك من البشر، ولهذا لن تسلم منهم ومن كلامهم، ومن مماحكاتهم، ولراحة بالك عليك أن تتقبلهم بحالهم وتتعامل مع كل شخص حسب علمه وتفكيره وعاداته وعقائده..
وأصدقكم القول: أنا في صغري كانت حساسيتي للمواقف منخفضة جدًا، وردة فعلي بطيئة جدًا حتى كان يقال لي أنت تملك قلب من فريزر، ولكن عندما كبرت زادت حساسيتي للمواقف، ولعلكم مثلي لاحظتم أن الإنسان كلما تقدم عمره كلما زادت حساسيته للمواقف التي تواجهه، كمثال: الطفل في سن الخامسة لا يغضب إلا لبضعة دقائق لو صفعه احد أصدقائه، في سن العاشرة تزيد مدة الغضب وتمتد لساعات، في سن الخامسة عشر يتحول الغضب لشعور بالإهانة وضرورة الثأر ويتعكر صفوه لأيام، في العشرين يكون أكثر حساسية.

وهكذا كلما تقدم العمر بالإنسان كلما تكون شدة الحساسية لديه أكثر، وقد لا يستطيع بعضهم النوم لمجرد أن أحدًا نظر إليه نظره لم تعجبه، أو قيل له كلمة لا ترضيه، وللعلاج عليك أن تكون أقوى من تحديات الحياة، وألا تقف أمام ما يعكر صفوك، واعلوا عن تفاهات الغير وإسائتهم لك، واحمد الله الذي زادك علمًا ونضجًا، وتعلم أن القوة في التسامح وليست في الأخذ بالند ومعاملة من يعاملك بالمثل..
فكن أنت كما أنت، لا تتغير في أحنك الظروف، ولا تتزلزل أمام ملمات الحياة، دائمًا كن كالجبل راسي إذا دارات الحياةومهما قالوا عنك ومهما عادوك، فان أخلاقك تمنع أن تكون معهم قليل الأدب والاحترام، لأن شعارك: أخلاقي ومبادئي لن تتغير وتتبدل إذا عصفت بكل رياح التغيير.

*ترويقة:*
يقول الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله في كتابه من أخلاقنا الاجتماعية: “والجماهير دائمًا أسرع إلى إساءة الظنّ من إحسانه، فلا تصدق كلَّ ما يُقال وإن سمعته من ألف فمٍ، حتى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق مَن شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما يشاهد، ولا تصدق من تثبت فيما يشاهد حتى تتأكد من براءته وخلُوّه عن الغرض والهوى، ولذلك نهانا الله تعالى عن الظن، واعتبره إثمًا لا يغني من الحق شيئًا.

*ومضة:*
كن أنت كما أنت فمن يحبك، يحبك لذاتك، لأخلاقك، لهدوءك، لحديثك، فكن على سجيتك لا تتغير لترضي أحدهم، فقط تغير لترضي الله عزوجل فقط..
أسأل الله أن مكون من أولئك الذين قال تعالى فيهم: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين).

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى