الفارس الأبيض

" الفصل الثاني والأخير"

✍️ سمير الشحيمي :

صمت الجميع وهم ينظرون إلى الوزير وقال له أحد قادة الجيش : أيها الوزير مالذي يجعلك متأكداً؟
الوزير : لقد كان في زمن حكم جدك يا مولاي فارس مغوار لا يشق له غبار كان يعمل في تربية الخيول ويعيش في قرية صغيره ليست ببعيده عن المدينة وحاول جدك مراراً ضم شباب هذه القرية إلى الجيش لأنهم كانوا يتمتعون بمهارات عاليه في القتال والمبارزة وركوب الخيل وحاول إغراء قائدهم الملثم وجعله أحد القاده العسكريين ويجعله أميرا على قريته ولكنه رفض ومع مرور السنين دق ناقوس الخطر جيش جرار قادم لنيل من مدينتنا وإسقاط حكم جدك ، تحرك الجيش للقاء الغزاه وكانت معركة حامية الوطيس قتل فيها الكثير من الجند من كلا الجيشين ولكن كان نصيبنا بالخساره أكبر ، وقبل المعركة الأخيرة وعند شروق الشمس ظهر من بعيد فارس ملثم يمتطي فرسه الأبيض كانت سريعه كالريح وخلفه فرسان كان يقارب عددهم 250 مقاتلاً ووقف الفارس الملثم أمام جدك وطلب منه المشاركه بالمعركة ، وبالفعل بدءت المعركة كان الملثم ورجاله يقاتلون بشكل رائع لم نرى مثله من قبل وأنا كنت أحد القادة المشاركين في هذه المعركة ، ولقد انتصرنا انتصار مبهر بفضل شجاعة وقوة الفارس الملثم ورجاله.
القائد : ومالذي حدث للفارس الملثم بعدها؟
الوزير : بعد عدة أشهر هاجم قطاع طرق القرية التي كان يقيم فيها الفارس ورجاله على حين غره وتم قتله هو ومن معه وأحرقت قريتهم وهرب من فيها.
القائد : وأين كان جدي أين كان جنودنا؟
الوزير : حاول جدك الثأر ولكن لم يستطع فلقد كان قطاع الطرق متحالفون مع أعداء جدك ويوفرون لهم الحمايه وأنت تعلم الجيش لم يستعد عافيته من بعد آخر معركة خاضها فنسحب جدك عائداً إلى المدينة ليرتب الصفوف ويحمي المدينة.
القائد وهو يفكر : والفتى الذي تحدث عنه الفارس كيف لي أن أتعرف عليه من بين هؤلاء الجنود جميعاً.
الوزير : أنا أعرفه يامولاي.
القائد بستغراب : تعرفه كيف ذلك؟
الوزير : إنه أبن الفارس الملثم يا مولاي.
القائد : كيف ذلك وأنت قلت بأن قطاع الطرق قتلوا الجميع.
الوزير : بالفعل يامولاي لكن في الليله الثانيه دق باب منزلي فتحت فوجدت امرأه عجوز تحمل بين يديها طفل حديث الولادة وطلبت مني حمايته واخفاء هويته لكي لا يصل له الأعداء ، ثم رحلت ولم أرها من تلك الليله فوضعت الطفل في داري اعتنت به أمي حتى أصبح صبيا وعندما أستلم أبوك الحكم وجعلني وزيراً أخذته وجعلته يعمل في اسطبلات القصر.
القائد : أحضره لي الآن.
الوزير : أمرك مولاي
خرج الوزير وماهيه إلا دقائق وعاد ومعه الشاب وما إن دخل حتى ألقى التحيه على القائد.
القائد : أيها الشاب أنا وقادة جيشي ووزيري نبحث عن حل لكي ننقذ ماتبقى من رجالنا غداً لأنها المعركة الأخيرة وأن خسرناها سوف ينتهي أمرنا وأمر كل من بالمدينة.
الشاب: مولاي أنت وقاداتك لا يشق عليكم غبار بساحة المعركه ولقد خسرت الكثير من أصدقائي في هذه المعركة.
القائد : لذلك استدعيتك لكي تخبرنا إن كنت تمتلك حلا.
الشاب : نعم يوجد حل ولكن نتيجتها تعتمد على ما سيحدث فيما بعد.
القائد : هات ماعندك كلنا مصغيين إليك.
فتحدث الشاب عن خطته والكل يستمعون له بإعجاب وإنبهار.
وخرج الجميع من خيمة القائد وبقي بها الشاب فقط فقال له القائد : سيكون الجميع تحت أمرتك وتنفيذ الخطة ستكون أنت المسؤول عنها.
الشاب : أمرك مولاي ولكن لي طلب أريد فرسا لأمتطيه
القائد : خذ أي فرس تريده.
الشاب : إنه فرس احتفظ به منذ زمن وأريده هوه لا غيره.
القائد: لك ذلك أيها الشاب.
خرج الشاب مسرعاً وبدء تنفيذ الخطة حيث انسحب الجيش من موقعه قبل شروق الشمس تاركاً نيران المخيم مشتعله ليوهم جيش الأعداء أنهم مازالوا في موقعهم واشرقت الشمس وتضح كل شيء ضحك قائد جيش الأعداء بأن الجبناء هربوا تاركين ورائهم خيامهم فطلب من قادت جيشه التحرك سريعاً واللحاق بهم والقضاء عليهم وتحرك جيش الأعداء خلف الجيش المنسحب حتى وصلوا إلى ممر وادي بين جبلين وما أن تقدم جيش الأعداء لداخل بطن الوادي برز جنود الجيش المنسحب من فوق الجبال مع القائد وانهالوا رميا بسهام عليهم وساد الهرج والمرج وتم تشتيت الجيش وأراد التراجع ولكن ظهرت فرقة الفرسان بقيادة الشاب كان يرتدي زي القتال بلونه الأبيض ، لم يكونوا يرتدون الدروع والخوذ لكي لا تجعل حركتهم بطيئه وانقضوا عليهم بكل قوه وانهالت السيوف تدق كل مايعترض طريقها حتى أصبح جيش الأعداء بلا حيله الرماة من فوق الجبل بسهامهم وسيوف الفرسان بأرض المعركة وتم القضاء عليهم وهرب من هرب وقتل عدد كثير منهم وتم أسر أغلبهم وهرب قائدهم جار ذيل الهزيمه والعار.
وقف الشاب وهوه على صهوة فرسه وكان قد تلثم بلثام وهلل الجنود بهذا النصر الساحق بفضل خطت الفارس الشاب ، وكان القائد فوق الجبل وبجانبه الوزير وقال : كأني أرى فيه صفات الرجل الذي رأيته أمامي عندما فقدت وعيي ونفس الفرس التي رأيت الفارس يمتطيها.
الوزير : نعم إنها نفس الفرس التي كان يستخدمها الفارس الملثم أنها مغواره تسابق الرياح لا تهاب أي شيء ، والإبن كسب صفات أبيه.
وعاد الجيش منتصراً إلى المدينة وتم تكريم الشاب وجعله قائد الجيش وأعطي لقب الفارس الأبيض ، وتزوج إبنة الحاكم ونحت تمثال للفارس الملثم في وسط المدينة تخليداً لذكرى الفارس الأبيض.

انتهت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى