الفارس الأبيض

" الفصل الأول "

✍️ سمير الشحيمي :

إرتفعت الشمس عالياً وأشعتها الساطعه قد أنهكت الفرسان واثقلت حركتهم الدروع التي يرتدونها وأحصنتهم تلهث من حرارة أشعة الشمس والمشاه متعبون كثيراً في ساحة القتال شارفت المعركة للنهاية اقترب موعد غروب الشمس، وانسحب الجيشان من أرض المعركة بعد أن خسر الجيش المدافع عن مدينته ضد الغزاة نصف جنوده وعادو إلى معسكرهم وبدءت الشمس بالمغيب، دخل الوزير وكبار قادة الجيش إلى خيمة القائد العام للجيش فقال لهم القائد : أخبروني بما لديكم.
الوزير : مولاي القائد لقد فقدنا من الجند الكثير وأصيب عدد كبير من جنودنا البواسل بجروح خطيرة.
القائد : ماهيه مشورتك في هذا الشأن فأذا خسرنا معركتنا غداً وأبيد جيشنا فتصبح بلادنا تحت رحمة هؤلاء القتله ويعيثون فيها فساداً كما فعلوا مع بقية البلدان التي غزوها سابقاً.
الوزير : فلنحفظ كرامتنا ونموت جميعاً غداً ونحن مرفوعين الرأس في ساحة القتال.
القائد يجلس على كرسيه وهو حائر يفكر بمصير أمته ومملكته التي ورث حكمها من أبيه وجده والآن سيخسرها ولابد أن يتصرف.
الوزير : مالذي تأمر به يا مولاي؟
القائد : أحضر لي فرسي أريد أن أخرج قليلاً.
ذهب الوزير وأمر الجند بأحضار فرس القائد الذي امتطاه وخرج وحيداً ومنع أي أحد من مرافقته أراد أن يكون لوحده ، وهو على صهوة فرسه خرج شئ ما من تحت باطن الأرض أفزع الفرس وجمحت وأوقعت القائد من فوقها وسقط مغشياً عليه ولا أحد معه من جنده وحراسه لكي يساعدوه.
ثم فتح عينيه ببطئ ينظر حوله وجد نفسه بداخل كوخ صغير فنهض من فراشه وهو يشعر بألم في رأسه وخرج من الكوخ فوجد نفسه أمام بستان أخضر وإمرأة عجوز تسقي الزرع فلتفتت بتجاه القائد وأبتسمت فقال القائد : أين أنا ؟
العجوز تنظر له قائلهو: لاترمي جنودك بالتهلكه.
القائد : مالذي تقوليه من أنتي وأين أنا أيتها العجوز.
ابتسمت العجوز وأشارت إلى هضبه مرتفعه كان يقف فوقها رجل ملثم يرتدي ستره بيضاء يمتطي فرسه الأبيض تملك بمقدمة رأسها خصله سوداء ، فنظر القائد بتجاه العجوز ليسألها من يكون الفارس الملثم ولكن وجدها قد أختفت فنظر بتجاه الرجل الملثم الذي مايزال في مكانه فوق الهضبه ، فتوجه القائد إلى الرجل الملثم ووقف أمامه قائلاً : من أنت عرف عن نفسك.
الرجل الملثم : أنت قائد مغوار كجدك وأبيك ولكن لا ترمي رجالك إلى التهلكه.
القائد: وما أدراك أنت.
الرجل الملثم : أنا فارس البلدة التي تحكمها.
القائد : لم أرك إلا هذه المره فقط.
الرجل الملثم : أنا فارس البلدة منذ حكم جدك ولقد وهبت حياتي بحماية البلدة وممتلكاتها وتلك العجوز هيه أمي التي انجبتني وهيه ملهمتي.
القائد : لقد فقدت الكثير من الجند ولن يقوى رجالي على معركة الغد.
الرجل الملثم : هناك حل.
القائد في لهفه : وماهي أنجدني بها.
الرجل الملثم : ستجد بين رجالك وحاشيتك فتى يعمل في اسطبلاتك وهو الآن أحد جنودك في معركتكم المصيريه.
القائد : هل تسخر مني أيها الفارس أمتلك أفضل القادة والمستشارين وأنت تطلب مني طلب العون من فتى يعمل معي.
الرجل الملثم : ليس كل ما نراه يلمع ذهباً وهذا الفتى يملك من العقل والحكمه ما لا يملكه أكبر قاداتك.
أراد القائد الكلام ولكن هبة عاصفه قويه فجأه ألقت بالقائد على الأرض وعندما فتح عينيه واستفاق من غيبوبته وجد نفسه بالمكان الذي وقع فيه من فوق فرسه ، والفرس تقف فوق رأسه نهض القائد وامتطى فرسه وانطلق عائداً إلى معسكر جنده ودخل خيمته وطلب الوزير والقاده جميعهم في إجتماع مستعجل ، وحكى لهم ماحصل له قال القاده العسكريين له إنها تخيلات ولايهتم لحلم رآه وهو فاقد وعيه إلا الوزير كان صامتاً لا يتحدث فقال له القائد :ماذا بك أيها الوزير لماذا لم تتحدث وتبدي رأيك.
الوزير : عفواً يا مولاي إن الذي رأيته وأنت فاقد الوعي جزء كبير منه صحيح.
علت الدهشه وجه القائد ومعاونيه.

يتبع….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى