أيتها الزوجة الحل بيدكِ
✍️ صالح الريمي :
قد يشعر الزوجان بعد فترة من الزمن بالملل والفتور والرتابة إن لم يكن في حياتهما الزوجية شيئًا من التغيير، فتصطدم الأحلام الوردية بالعقبات والمصاعب خاصة بعد إنجاب الأطفال فيزيد الإهمال من الطرفين، وتوجيه اهتمام المرأة بالبيت والأطفال أكثر من الزوج، فيشعر الزوج بالفراغ العاطفي، فيقصر في واجباته الزوجية تجاه زوجته..
والنتيجة غالبًا ما تضيق الصدور وتختنق النفوس، ونجد بعضًا من الأزواج لا يستعل العقل والحنكة والحكمة وقليل من الصبر ويصمد ويعمل على تقبل الوضع محاولًا إضفاء التغيير ومعالجة كل الجراح، وبذلك تتفاقم المشكلات فتؤدي إلى القطيعة ثم الانفصال.
بعد هذه المقدمة أنقل لكم قصة إيجابية ملهمة، قصة زواج ناجح، حينما أراد زين العابدين أن يعقد على امرأة، قال لها في مجلس العقد: “إني رجل سيء الخلق، دقيق الملاحظة، شديد المؤاخذة، سريع الغضب، بطيء الفيء” – أي بطيء الرجوع إلى حالة الهدوء -، فنظرت إليه وقالت: “أسوأ منك خُلقًا تلك التي تحوجك إلى سوء الخُلق”..
فقال لها: “إذًا أنتِ زوجتي ورب الكعبة”، فمكث معها عشر سنين ما حدث فيها إلا كل خير، ثم وقع بينهما خلاف فقال لها غاضبًا: “أمرك بيدك” – أي أنه جعل طلاقها بيدها إن شاءت طلقت نفسها -..
فقالت له: “أما والله لقد كان أمري بيدك عشر سنين فأحسنت حفظه، فلن أضيعه أنا ساعة من نهار، وقد رددته إليك”، فقال لها: “ألا والله إنكِ أعظم نِعم الله عليّ”.
تعليق بسيط:
تمتلك المرأة مفتاح حل المشكلات بيدها وسبل كسب الرجل مهما كانت طباعه وتصرفاته، فبذكائها تستطيع أن تجعله يلين انصياعًا لرقة مشاعرها وحبها، وتألقها بمرحها، وبعفويتها تستطيع أن تأسر قلبه بصبرها وتصرفاتها وردة فعلها البسيطة، وانتقائها للكلمات تستطيع أن تجعله رقيقًا، ودودًا، حنونًا، عطوفًا، متفهمًا، مراجعًا لنفسه دائمًا يخافً أن يفقدها أو يخسرها.
*تروبقة:*
أيتها الزوجة الحل بيدكِ!! بالحوار المستمر، إضافة إلى الاستماع إلى الزوج والأخذ برأيه في ما يتعلق بأية مشكلة تواجهها في بيتها وحياتها الزوجية، ثم المرونة بعدم تعصب الزوجة لرأيها مهما كانت نسبة صحته، ثم بالتسامح والتغافل ولا تنتظر دائمًا مبادرة الزوج بالمصالحة بل يجب أن تكون بدورها متسامحة اتجاهه حتى تتقلص هوة الخلاف، وأن تمتلك روح المفاجأة، نعم تفاجأ زوجها وأولادها من حين لآخر ببرنامج يومي مغاير للروتين اليومي المعتاد.
*ومضة:*
والأهم على المستوى العاطفي يجب على الزوجة القيام بتغييرات لم يعهدها زوجها كاقتناء ملابس نوم جديدة أو تغيير تسريحة الشعر أو الماكياج، فهذا يذكر الزوج بأيام الزواج الأولى ويجعله يكتشف أنه لم يفتقد المرأة الجميلة التي أحبها.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*