مصر والصين يشهدان العصر الذهبى وبكين أكبر شريك تجاري للقاهرة
لياو ليتشيانج :
القاهرة _ أيمن عامر
اقامت لجنة الشئون الخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة حسين الزناتي وكيل نقابة الصحفيين ندوة خاصة تناولت العلاقات المصرية الصينية المشتركة تحدث بها سفير صيني بالقاهرة السفير لياوليتشيانج بحضور البعثة الدبلوماسية للسفارة وعدد من الدبلوماسيين والأكادميين
و قال السفير لياوليتشيانج خلال كلمته بنقابة الصحفيين ، إنه منذ تولي منصب السفير الصيني لدى مصر، كان أكثر الأسئلة المطروحة إليه من قبل الأصدقاء المصريين هو كيف يمكن للصين ومصر تحقيق التنمية المشتركة من خلال المساعدة المتبادلة؟ وأوضح ان جوابه كان العمل سويا على تحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك وإقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد. حيث إقامة مجتمع للمستقبل المشترك للبشرية هدفا نبيلا لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية. وفي هذا السياق، قال الرئيس شي جين بينغ إن البشرية تعيش في مجتمع ذي مستقبل مشترك، لم تكن دول العالم في أكثر من 190 دولة منفصلة ، بل تركب سفينة واحدة وتشارك مستقبلا واحدا، فيجب النظر إلى تنمية الدول الأخرى كفرصة بدلا من التحديات الراهنة ، ويجب اعتبار الآخرين شركاء بدلا من خصوم، ويجب تكريس روح “التضامن مع الجميع” والتعاون والتنسيق والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك باعتبارها التيار الرئيسي للعصر. اليوم، ينضم عدد متزايد من الدول في عملية بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. وكانت مصر أول دولة عربية تدرج هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في البيان المشترك مع الصين بشأن العلاقات الثنائية. وتتمتع جهود الصين ومصر في بناء مجتمع المستقبل المشترك بأساس تاريخي عميق وظروف واقعية ناضجة وآفاق مستقبلية واعدة.
وأكد السفير لياوليتشيانج ، أن الصداقة التقليدية الصينية المصرية تزداد متانة مع مرور الوقت
وقد عرض السفير لياو بعض الصور كان أول صورة هي اللقاء بين الرئيس ماو تسي دونغ وأول سفير مصري لدى الصين حسن رجب.
وأوضح السفير لياوليتشيانج ، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة، لذلك، تمثل العلاقات الصينية المصرية نقطة البداية للعلاقات الصينية العربية والعلاقات الصينية الإفريقية. كما قاله الرئيس ماو تسي دونغ للسفير حسن رجب: “إن كلا من الصين ومصر صاحبة حضارة عريقة، وتضرب جذور العلاقات الثنائية في أعماق التاريخ، وتأمل الصين في إقامة العلاقة والتعاون من نوع جديد مع مصر، ولا شك أن التعاون بين البلدين المسالمين سيقدم مساهمة كبيرة في ترسيخ السلام في آسيا وإفريقيا وحتى العالم كله”.
وجاءت الصورة الثانية وهي عن المظاهرات الداعمة لجهود مصر في تأميم قناة السويس في ميدان تيانآنمين ببكين. في يوليو عام 1956، حيث خاض أبناء الشعب المصري نضالا شجاعا تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر من أجل تأميم قناة السويس. وقدمت الصين 20 مليون فرنك السويسري إلى الحكومة المصرية كمساعدات نقدية، رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة للغاية، وقام أبناء الشعب الصيني في كل أنحاء البلاد بالمظاهرة لثلاثة أيام متتالية. وكان الرئيس ماو تسي دونغ يدعم بثبات نضال الشعب المصري العادل، وأوضح موقف الصين للجانب المصري بكل مهابة: “لقد فعلت مصر أمرا جيدا جدا، ويدعمكم جميع أبناء الشعب الصيني. ومساعداتنا غير مقرونة بأي شرط، ونحن على استعداد لمساعدتكم قدر الإمكان طالما تحتاج إليه”.
ولفت سفير الصين ، من جانبه، أعرب الرئيس جمال عبد الناصر عن شكره للصين على حملاتها العادلة، وقال للجانب الصيني: “إن دعمكم لنضالاتنا من أجل الحرية والاستقلال عزز ثقتنا بقضيتنا العادلة.”
والصورة الثالثة هي اللقاء بين رئيس مجلس الدولة الصيني تشو آنلاي والرئيس جمال عبد الناصر على هامش مؤتمر باندونغ المنعقد في عام 1955، وسجل هذا اللقاء التاريخي صفحة جديدة للعلاقات الصينية المصرية. وقال تشو آنلاي ذات مرة: “لدىّ اثنين من صديق العمر، أحدهما الأمير نورودومسيهانوك والآخر الرئيس جمال عبد الناصر.”
وقال سفير الصين ، يصادف العام القادم الذكرى الـ70 لمؤتمر باندونغ، وأعتقد أن كثير من الدول في حركة عدم الانحياز ستقيم فعاليات تذكارية بهذا الخصوص، لأن هذا المؤتمر المهم فتح آفاقا مشرقة للتعاون بين الدول النامية في مكافحة الإمبريالية والاستعمار والحفاظ على الاستقلال، وساعدها في تحقيق انتصارات هائلة. وكانت الصين ومصر دولتين رائدتين في قضية تضامن الدول النامية لتحقيق التقوية الذاتية منذ ذلك الوقت، وأصبحتا اليوم القوة الجوهرية والريادية التي تدفع بنهضة دول الجنوب العالمي.
وتابع سفير الصين ، أود أن أؤكد على أن العلاقات الصينية المصرية نشأت بفضل جهود القادة السياسيين من الجيل السابق. وترجع متانة العلاقات الصينية المصرية اليوم إلى تاريخنا المشترك ومشاركتنا في السراء والضراء. على مدى عقود، مهما تغيرت الأوضاع الدولية، ظل البلدان يمسكان بالهدف الأصلي، ويلتزمان بالاحترام المتبادل والتعامل بالمساواة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة. ومهما تغيرت الظروف المحلية، ظل البلدان ينظران ويطوران العلاقات الثنائية من الزاوية الاستراتيجية وطويلة الأمد، ويحترمان النظام الاجتماعي والطريق التنموي للجانب الآخر، وهما صديقان حميمان وأخوان عزيزان وشريكان جيدان يمكن الاعتماد على بعضهما البعض طوال الوقت.
وحول العقد الذهبي للعلاقات الصينية المصرية في العصر الجديد ، قال السفير لياوليتشيانج ، في مارس عام 2013، تولى الرئيس شي جين بينغ منصب الرئيس الصيني، وفي يونيو عام 2014، تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي منصب الرئيس المصري، ودخلت العلاقات الصينية المصرية عصرا جديدا. في هذا السياق، قال الرئيس شي جين بينغ إن الصين على استعداد لأن تكون صديقا مخلصا وشريكا وثيقا لمصر لتحقيق التنمية المشتركة. من جانبه، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الصين أعز صديق لمصر والدول الإفريقية. وكانت أفعال البلدين تتطابق مع الأقوال. لقد مر الوقت بسرعة، يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وعام الشراكة الصينية المصرية. وحققت العلاقات بين البلدين قفزة كبيرة وأصبحت نموذجا للعلاقة بين الصين من جهة والدول العربية والإفريقية والإسلامية والنامية من جهة أخرى، وهي قائمة على التضامن والتنسيق والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. وأعدت سفارتنا قبل فترة مقطع الفيديو الذي يستعرض إنجازات العلاقات الصينية المصرية خلال السنوات العشر الماضية.
و حول العلاقات الصينية المصرية في العصر الجديد ، قال السفير الصيني أود أن أؤكد على النقاط الأربع التالية:
1. يشكل التواصل بين الرئيسين “القوة الإرشادية”. في عام 2016، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة الدولة التاريخية إلى مصر. وفي السنوات العشر الماضية، زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين ثماني مرات، وتقابل الرئيسان 13 مرة. ويشكل الإرشاد الاستراتيجي من الرئيسين قوة دافعة لا تنضب للعلاقات الثنائية، الأمر الذي يضع خطط عريضة لتحقيق التحديث الصيني النمط والمواءمة بين مبادرة “الحزام والطريق” وبناء “الجمهورية الجديدة” ورؤية مصر 2030. فيما تعمل الصين على بناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة عن طريق التحديث الصيني النمط ، وتسعى مصر إلى استكشاف طريق التحديث الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية، فيمكن للبلدين التعاون مع بعضهما البعض والاستفادة من تكامل المزايا لتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، وقد أصبح التعاون العميق بين البلدين جزءا لا يتجزأ من عملية التنمية في مصر.
2. يشكل التعاون العملي “القوة الدافعة” ، شاركت الشركات الصينية في بناء عديد من المشاريع الكبيرة في مصر. في الحقيقة، حقق التعاون الصيني المصري عدة “المركز الأول”: تكون الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 12 سنة متتالية، وبنت الشركات الصينية في مصر أعلى برج في إفريقيا وأول سكة حديدة كهربائية في إفريقيا، وساعدت مصر في إنجاز أكبر مشروع تحسين شبكة الكهرباء في تاريخها، وجعلت مصر تمتلك أكبر قاعدة إنتاج الألياف الزجاجية وأكبر مركز تخزين اللقاحات وأسرع شبكة النطاق العريض في إفريقيا وكذلك أكبر مجمع إنتاج الإسمنت وأكثره تقدما في إفريقيا. كما ساعدت التكنولوجيا الصينية مصر في مجال الفضاء، حيث أصبحت مصر أول دولة إفريقية تمتلك القدرة على تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية. كما جاءت الشركات الصينية إلى مصر بتقنية حفر الآبار المتطورة، وساعدت مصر في حفر أكثر من 540 بئرا في الصحراء على مدى ثماني سنوات، مما حوّل الصحراء القاحلة إلى الأراضي الزراعية. ونجح مشروع هواوي لتأهيل أكفاء تقنيات المعلومات والاتصالات في بناء 114 معهد ICT، وتدريب حوالي 40 ألف شاب مصري، مما ساهم بشكل كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية ورفع مستوى معيشة الشعب في مصر. كما أجرت الصين التعاون مع مصر بشكل مبتكر، في تنفيذ المشاريع مثل “مبادلة الديون من أجل التنمية” وإصدار سندات الباندا، مما ساعد مصر في تحقيق التنمية المستدامة. وتجعل كل هذه الإنجازات الشعب المصري يشعر بالفوائد الملموسة الناتجة عن التحديث الصيني النمط، ونأمل في أن نرى مزيدا من التعاون المماثل في المستقبل.
3. يشكل التواصل الشعبي “قوة الجذب المركزي”. كما شاهدتم في الفيديو، تزداد حماسة المصريين في دراسة الثقافة الصينية واللغة الصينية. وقد تم إدراج اللغة الصينية في المنهاج الدراسي الوطني المصري، لغاية اليوم، فتحت حوالي 30 جامعة مصرية كلية اللغة الصينية أو تخصص اللغة الصينية، واتخذت أكثر من 20 مدرسة متوسطة اللغة الصينية كمادة اختيارية، كما أقامت مصر 3 معاهد كونفوشيوس وفصليْ كونفوشيوس وورشتيْ لوبان، وفاز العديد من الطلاب المصريين المركز الأول في مسابقة “جسر اللغة الصينية” العالمية. في العام الجاري، أقمنا فعاليات ثقافية متنوعة في مصر، مثل “عيد الربيع السعيد” و”الشاي والعالم” وملتقى طريق الحرير الدولي للتراث الثقافي الصيني المصري و”أسبوع السينما الصينية”، ولقيت هذه الفعاليات الاهتمام والإعجاب من كافة الأوساط المصرية. كما أقيم معرض آثار مصر القديمة في متحف شانغهاي بالصين، وحلق فريق طائرات العرض الصيني فوق الأهرامات، مما ترك بصمة تاريخية في سجل الصداقة الصينية المصرية. واليوم، يتكثف تبادل الأفراد بين البلدين، وبلغ عدد الرحلات المباشرة بين البلدين 32 رحلة كل أسبوع، ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الصينيين إلى مصر 300 ألف شخص في هذا العام.
4. يشكل التعاون في محافل متعددة الأطراف “القوة الجاذبة”. تعد العلاقات الصينية المصرية صورة حية للعلاقات الدولية من نوع جديد، وتكتسب أهمية استراتيجية تتجاوز حدود البلدين. في هذا السياق، يتعاون البلدان بشكل وثيق في الأمم المتحدة وغيرها من المحافل متعددة الأطراف، من أجل الحفاظ على المصالح المشتركة للدول النامية؛ حضر قادة البلدين الأحداث العالمية مثل منتدى “الحزام والطريق” ومنتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي وقمة بريكس وقمة مجموعة العشرين، خاصة أن الصين دعمت مصر بكل قوتها للانضمام إلى مجموعة بريكس وبنك التنمية الجديدة التابعة لها؛ ظل البلدان يعملان على إيجاد حلول سلمية للقضايا الدولية والإقليمية الساخنة مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأزمة أوكرانيا. حاليا، تشهد الأوضاع الدولية والإقليمية تغيرات عميقة ومعقدة وتحديات عالمية واحدة تلوى أخرى. على هذه الخلفية، كانت الصين ومصر، باعتبارهما عضوين مهمين للجنوب العالمي، تلتزمان بالاستقلالية، وتسعيان إلى التنمية والنهضة، وتحافظان على العدالة والإنصاف. وإن التطور المستمر للعلاقات الصينية المصرية يساهم في تعزيز قوة الدول النامية وزيادة الصوت والتمثيل لدول الجنوب العالمي، بما يضخ مزيدا من عناصر اليقين في الأوضاع الدولية المضطربة.
وتابع سفير الصين ، تحتضن مصر مقر جامعة الدول العربية، فتمثل العلاقات الصينية المصرية عمق العلاقات الصينية العربية. حاليا، تمر العلاقات الصينية المصرية بأفضل مراحلها في التاريخ. في القمة الصينية العربية الأولى المنعقدة في نهاية عام 2022، طرح الرئيس شي جين بينغ “الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون الصيني العربي، واتفق الجانبان على بذل قصارى الجهد لإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك في العصر الجديد. في العام الجاري، عُقد الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي في الصين، وتبنى الجانبان “إعلان بكين”، وطرح الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية بناء “المعادلات الخمس” للتعاون الصيني العربي، مما حدد الاتجاه للعلاقات الصينية العربية في العصر الجديد.
وأصدر الجانبان الصيني والعربي بيانا مشتركا بشأن القضية الفلسطينية مرتين، وأطلقا صوتا عادلا بشأن سرعة تهدئة النزاع في غزة وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية. وتأسست الرابطة الصينية العربية للمراكز الفكرية وأقيم اجتماعه الأول في الصين، الأمر الذي يجعل جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية وقعت مع الصين وثيقة التعاون بشأن بناء رابطة المراكز الفكرية. ويسرّع الجانبان الخطوات لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
ثالثا، رفع مستوى العلاقات الثنائية نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك
واستطرد السفير لياو ليتشينج ، خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للصين في مايو الماضي، أصدر بيانا مشتركا مع الرئيس شي جين بينغ، حيث اتفقا على رفع مستوى العلاقات الثنائية نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك. في الحوار الاستراتيجي بين وزيري الخارجية المنعقد في الأسبوع الماضي، أكد الجانبان مجددا على ضرورة تنفيذ التوافقات المهمة للرئيسين، ودفع العلاقات الثنائية نحو الهدف الأعلى المتمثل في بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد. ويعد عام 2025 عاما مهما لبناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك، وتقف العلاقات الصينية المصرية عند نقطة انطلاق جديدة. ويجب علينا أن نعمل على إقامة الدعائم الرئيسية للمجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك، وترسيخ أسس التعاون بين البلدين في كافة المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والشعبية وإلخ، ودفع العلاقات الثنائية نحو اتجاه أعمق ومستوى أعلى ومجالات أوسع.
1. اتخاذ التواصل رفيع المستوى كإرشاد. في العام الجاري، تقابل الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي مرتين، وقام رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي ورئيس مجلس النواب حنفي جبالي ووزير الداخلية محمود توفيق ووزير الخارجية بدر عبد العاطي وغيرهم من المسؤولين المصريين بزيارة الصين على التوالي، في المقابل، قام وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب رئيس دائرة الإعلام التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشن هايشيونغ ووزير الإسكان والتنمية الحضرية والريفية ني هونغ وغيرهم من المسؤولين الصينيين بزيارة مصر على التوالي. ويعكس التواصل الوثيق بين البلدين عمق العلاقات الثنائية وخصوصيتها. في المستقبل، سنتخذ التواصل بين الرئيسين كبوصلة، ونعمل على تعزيز الزيارات المتبادلة على المستويات الحكومية والتشريعية والمحلية، وتعزيز تبادل الآراء بشأن الحكم والإدارة، وحسن الاستفادة من آليات التعاون في المجالات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون في القوة الإنتاجية، خدمةً للمصالح المشتركة للبلدين ورفاهية الشعبين، بما يدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى الأمام.
2. اتخاذ الثقة السياسية المتبادلة عالية الدرجة كدعم أساسي. ظلت مصر تدعم بثبات موقف الصين العادل من القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية، مثل قضية تايوان والقضية المتعلقة بشينجيانغ. وتعرب الصين عن شكرها لالتزام الحكومة المصرية الثابت. خلال هذه الجولة من الحوار الاستراتيجي بين وزيري الخارجية، أكد الجانبان مجددا على مواصلة مراعاة المصالح الجوهرية والانشغالات الكبرى للجانب الآخر، ودعم جهود الجانب الآخر في الحفاظ على السيادة الوطنية والمصالح الأمنية والتنموية. بهذه المناسبة، أود أن أشيد بالأصدقاء من الصحافة المصرية، الذين يلتزمون دائما بالدقة والموضوعية في تقاريركم حول الصين، ولا يتأثرون بمحاولة التضليل من وسائل الإعلام الغربية عندما يقومون بتغطية القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، مثل القضايا المتعلقة بتايوان وشينجيانغ وهونغ كونغ، الأمر الذي يعكس الدرجة العالية من الاحترافية والمسؤولية.
3. اتخاذ التعاون المتنوع كمنصة الممارسة. كانت مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة “الحزام والطريق”، وهي شريك أساسي في بناء “الحزام والطريق”. وتحرص الصين على تعزيز المواءمة بين “الحزام والطريق” و”رؤية مصر 2030″، واستكشاف الإمكانيات الكامنة في التعاون وتوسيع مجالات التعاون وفتح آفاق جديدة للتعاون. وتحرص الصين على التوظيف الكامل لدور لجنة التعاون المشترك بين الحكومتين، والدفع ببناء “الحزام والطريق” بجودة عالية، وخلق نقاط نمو جديدة في المجالات الناشئة، مثل الطاقة الجديدة والطيران والفضاء والسيارة الكهربائية والجيل الخامس لتقنيات الاتصالات اللاسلكية والتقنيات الزراعية والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، بما يساعد مصر في تحقيق التنمية المستدامة. منذ بداية هذا العام، عملت الصين ومصر على تنفيذ مشاريع جديدة، وحققتا نتائج مثمرة. قبل أيام، تم إنجاز محطة كوم أمبو للطاقة الشمسية بقدرة مركبة تبلغ 500 ميجاوات بمقاولة الشركة الصينية، وهي أكبر محطة كهروضوئية في مصر، وبدأت أعمال البناء للمرحلة الثانية لهذا المشروع، والهدف هو رفع القدرة المركبة إلى 1 جيجاوات (1000 ميجاوات). وتتطلع مصر للتعاون مع الصين في مجال سيارة الطاقة الجديدة. خلال زيارة الدكتور مصطفى مدبولي إلى الصين في سبتمبر الماضي، زار شركة صينية لسيارة الطاقة الجديدة خصيصا، الأمر الذي أصبح عنوانا ساخنا في مواقع التواصل الاجتماعي الصينية. في هذا العام، وقعت عديد من شركات السيارة الصينية على مذكرات تفاهم مع مصر بشأن إنتاج سيارات الطاقة الجديدة. وأثق بأن التعاون بين البلدين في مجال سيارة الطاقة الجديدة سيحقق إنجازات جديدة في المستقبل القريب.
4. اتخاذ التنسيق الوثيق في المحافل الدولية كدعامة استراتيجية. يصادف العام المقبل الذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة وكذلك الذكرى الـ80 لانتصار الحرب العالمية ضد الفاشية. وتحرص الصين على التعاون مع مصر لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز التعاون والتنسيق في المحافل متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة ومنتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الإفريقي، للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، والدفع بإقامة نظام الحوكمة العالمية العادل والمعقول. وتحرص الصين على تعميق التواصل الاستراتيجي مع مصر، ودفع “تعاون بريكس الكبرى” إلى الأمام، وجعل مجموعة بريكس أهم منصة التعاون بين دول الجنوب العالمي، وإيصال صوت دول بريكس إلى العالم بشكل أفضل. وستتولى الصين الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون في العام المقبل، وستقيم قمة حافلة بالصداقة والتضامن والإنجازات للمنظمة، لبلورة توافق كافة الأطراف ورسم خطط التنمية. وإن مصر شريك الحوار للمنظمة وعضو في “أسرة منظمة شانغهاي للتعاون الكبيرة”. ونتطلع إلى مشاركة مصر النشطة في كافة الفعاليات في إطار المنظمة في النصف الأول من العام المقبل، ودعم جهود الصين كالرئيس الدوري، بما يجلب فرص جديدة لتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ويقدم مساهمة أكبر في تنمية الجنوب العالمي.
5. اتخاذ التواصل الشعبي المتنوع كجسر. يكون كل من الصين ومصر صاحبة الحضارة العريقة، وشريكا وأخا لبعضهما البعض، ويربط الدولتين الناميتين الكبيرتين طريق الحرير القديم الممتد لآلاف سينين وطريق التحرر الوطني الساعي وراء الحرية وطريق التنمية والازدهار المتجه نحو النهضة. في المرحلة القادمة، سنتخذ “عام الشراكة الصينية المصرية” كنقطة انطلاق جديدة، لتكثيف التواصل الشعبي وتعميق الصداقة بين الشعبين. في العام الجاري، قام عشرات من الصحفيين المصريين بزيارة الصين، حيث تسلقوا سور الصين العظيم واستمتعوا بالمعالم الطبيعية في منطقة شينجيانغ وتذوقوا الكثير من الأطعمة الصينية المميزة، وسجلوا قصص التحديث الصيني النمط بأقلامهم وكاميراتهم. في العام المقبل، نأمل في دعوة المزيد من الصحفيين المصريين لزيارة الصين للاطلاع على هذه الحضارة العريقة والحيوية بشكل غامر.