*الحرية هي الحياة، ولكن لا حرية بلا فضيلة*

" مزرعة الذل " … الفصل السادس والعشرون والأخيرة

✍🏻 سمير الشحيمي :

                   ” غرفة التعذيب” 
رقيه داخل الزنزانه ومحمود قيده الحراس على وتد من خشب ويجلدونه ؛ يدخل السيد سفيان ومعه جاسم وقف أمام محمود الذي بالكاد يلتقط أنفاسه : ها كيف ما ناوي ترحم نفسك وتقول من اللي يساعدكم ووين مكان ولدك عمرو؟
محمود : لا ماراح أخبرك ماراح أخليك تقتلني مرتين أول مره سلم منها ولدي بس هاي المره ماراح اسلمه لك.
سفيان : يا حيوان أنتوا حياتكم بين أيدي أنا.
محمود : ولدي تحرر من جبروتك وطغيانك على الأقل طلع أحسن من أبوه اللي عايش ذليل معاك.
سفيان بغضب : أنت واللي بالمزرعه ملكي وتحت تصرفي غصب عنكم ادوسكم تحت نعالي مثل الصراصير.
محمود : خلاص الكلام مايفيد.
سفيان يشير إلى الحارس ويستمر الحارس بضرب محمود الذي يصرخ من شدة الألم ورقيه تتوسل إليهم وهيه تبكي بالتوقف عن ضرب محمود.
سفيان يتجه الى الزنزانه ويقول : رقيه ماهمنك حياة زوجك؟
رقيه : أكيد تهمني أرجوك تركه بس خلاص كافي تعذيب.
سفيان : بوقف تعذيبه بحاله وحده بس تقولوا حقي من اللي يساعدكم وين موجود عمرو.
رقيه تنظر إلى محمود وهيه تبكي.
محمود : خليك منها وخلي كلامك معاي أنا.
سفيان : استويت ريال وتتكلم يا محمود زين شي طيب المشكله أنها حرمه ماريد اضربها ولا اعذبها بس راح اوظف حريم بخصوص هالشي.
محمود : ياويلك تقرب منها تفهم.
سفيان : جاسم فك عنه الحبل وعذبوه بالماي لين يعترف.
يفك الحراس محمود من حباله وتم تمديده على طاولة ويضع جاسم على رأسه منشفه تغطي وجهه ويسكب على رأسه الماء ويكح بقوه محمود من فرط مادخل الماء في جوفه وأنفه يلتقط أنفاسه بقوه ويسعل تصرخ رقيه : خلاص كافي سيد سفيان أرجوك كافي.
سفيان يشير إلى جاسم بتوقف قائلاً : ها كيف راح تخبريني؟
رقيه : بخبرك خلاص بس خلي محمود بحاله.
محمود بصعوبه : لا تقولي أي شي يا رقيه.
سفيان : خليك بحالك أنت وأنتي تكلمي اسمعك.
رقيه : ولدي عمرو حي وفي ناس ساعدوه بس وين مكانه نحن ما نعرف.
سفيان : كيف ماتعرفي لازم قالكم وين مكانه وين هوه.
رقيه تصمت ثم أراد سفيان الحديث رن هاتفه اتصال من روعه أغلق الهاتف بسرعه قائلاً : جاسم دير بالك عليهم وراقبهم بسير القصر أشوف بنتي المينونه مياسه وبرجعلكم.
خرج سفيان مسرعاً فقال جاسم : يا حراس لحقوا بالسيد سفيان يمكن يحتاج مساعدة بسرعه.
خرج الحارسين يتبعان السيد سفيان.
جاسم : محمود ورقيه أنا آسف بلي صار معاكم وأنا مخبر ولدكم عمرو يخفف دخلاته للقصر بس ما يسمع الكلام.
محمود : لا تحاتي ولدنا ذيب ما ينخاف عليه واللي صار صار.
جاسم : زين انكم ماقلتوا أي شي بخصوصي وبخصوص القريه بس اعطوني مهله لين الليل بحاول اهربكم برا المزرعه بس أنت تحمل يا محمود أنا معاك بحاول ما تخليك تتأذى أكثير.
محمود : نحن صبرنا سنين ماجات على كم ساعه.
رقيه : يارب اللطف بحالنا.

القريه
عمرو يصول ويجول بإحدى غرف في القريه تحديداً مقر اجتماع أعيان ووجهاء القريه.
فضل : خبرناك كم مره لا تسير المزرعه اللحين كشفك السيد سفيان ويمكن أهلك اللحين يتعذبون عشان يعترفون بمكانك.
عمرو : عمي فضل والله ماتوقعت هالشي بيصير اللحين لازم أسير المزرعه وانقذ أهلي اللي يصير لهم اللحين أنا السبب فيه.
الشيخ : أنت بروحك ضد جيش سفيان ماراح تقدر وتحصل المزرعه كلها محاوطه بالحرس ومشددين حراسه.
فضل : وإذا عرفوا مكانا راح يحرك حراسه وبيهجم علينا الوضع صعب وايد.
عمرو : لازم في حل ماراح أجلس هنيه وأهلي هناك يتعذبون بسببي.
أحد الرجال : حتى لو رحنا نواجه سفيان ورجاله عددهم أكثر عنا وأسلحتهم أكثر المهم اللحين حماية القريه.
الشيخ : من زمان خسرنا وايد ماريد نخسر أرواح غيرها وبالفعل حماية القريه واللي فيها أهم شي اللحينه.
فضل : علينا ننتظر جاسم شو يقول لنا.
عمرو : أنا خلاص قررت راح ادغخل المزرعه واحرر أهلي من قبضة هالطاغي.
فضل : لا تصير مجنون وترمي نفسك للهلاك.
عمرو : أصير مجنون ولا أصير جبان أنتظر مصيري مثل الفيران.
فضل يقف بغضب : نحن مب فيران يا عمرو حاسب على كلامك.
عمرو : عايشين بخوف وذل عمره الخوف ماكان حل لازم في شجاعه وتضحيه عشان البقيه يعيشون بحريه وسلام.
الشيخ : نحن ما خايفين يا ولد واللي مارين فيه أنت اللي جاك جزء بسيط منه بس عشان كذيه اللحين لازم نحمي القريه من بطش السيد سفيان ورجاله.
عمرو : أنا معاي خطه ودايما يقولون إن خير وسيلة لدفاع هيه الهجوم.
الكل ينظرون إلى بعضهم البعض ويفكرون بكلام عمرو.

القصر
مياسه تقف على حافة البلكونه تريد رمي نفسها من فوق وأمها روعه داخل الغرفه تريدها أن تتراجع لكن لا فائدة يصل السيد سفيان بسرعه ورأى هذا المنظر الكل من الخدم والعمال ينظرون بقلق يقف سفيان تحت وينظر إلى أعلى : بنتي أميرتي الصغيره شوفيك ليش تسوي بنفسك كذيه.
مياسه : خلاص أنا مليت من جبروتك وظلمك.
سفيان : أنا عمري ما ظلمتك يا بنتي سمعيني ارجعي داخل.
مياسه : ماراح أرجع راح افكك مني أنت ما ظلمتني ولكن ظلمة سكان هاي المزرعة.
سفيان : يا بنتي هاي الأمور أنتي ماتفهمي فيها هالشي توارثناه بالعايلة من سنين.
مياسه : هذا كله غلط بغلط مايصير اللي تسويه وإذا كان هالشي تبي تورثني إياه الأفضل أموت.
سفيان : خلينا نتفاهم ونحل الأمور بتفاهم اللي تسويه ماهو حل اللي تامرين فيه بيصير اوعدك.
مياسه : كلامك كله كذب آخر مره وعدتني إنك تصير إنسان ثاني لكن ما تغيرت أنت مثل ما أنت.
سفيان : اعتبري هاي آخر مره بس أنتي ارجعي داخل أنا بصعد لك.
يصعد سفيان مسرعاً إلى غرفة مياسه وينزلها واحتضنها ثم أخرج من جيبه منديل وضعه على أنف مياسه وفقدت الوعي.
روعه : بنتي شوفيها شو سويت لها.
سفيان : يا وسن نادي الخدم ياخذونها داخل الغرفه الأخيره اللي مافيها بلوكنه ولا دريشه عشان ماتتهور مره ثانيه.
روعه : شو سويت فيها؟
سفيان : خدرتها عشان أقدر اسيطر عليها.
روعه : أنت صدق ما إنسان أنت الشر بعينه هاي بنتك كذا تسوي فيها.
سفيان : كلمة زايده بخدرك مع بنتك.
روعه : ماله داعي أساساً بحجز نفسي مع بنتي.
سفيان : أحسن عشان أفتك من الصدعه وأقدر أدير أمور المزرعه وانهي التمرد اللي حاصل.
أخذ الخدم مياسه وهيه فاقدة الوعي ومعهم روعه إلى الغرفه.
ووقف سفيان ينظر من النافذة وعينه ملئها الشر والشمس تغيب.

المزرعه
في ستار الليل المعتم حركة غير معتادة خارج المزرعه رجال كثر ملثمين اتخذوا أماكنهم وبيدهم أسلحتهم كشف أحدهم وجهه من خلف اللثام كان عمرو فقال : الكل يلتزم بالخطة وراح نقدر نطلع أهلي ونسيطر على المزرعه.
يكشف الآخر وجهه كان فضل : اليوم يومنا يا شباب راح نسترد حقوقنا.
كشف آخر وجهه فكانت مريم زوجة فضل : الحقوق تسترد بالقوة.
فضل : لو جالسه بالبيت احسنلك.
مريم : تحلم اتركك بروحك انتظر هاليوم بفارغ الصبر.
عمرو : خلونا جاهزين بعد شوي بيعطينا جاسم العلامه عشان ندخل.
ماهيه إلا دقائق وضوء من فوق إحدى الابراج تومض وتنطفئ فقال عمرو : هاي هيه العلامه قول يارب.
عاد لثامه على وجهه وتسلقوا أسوار وجدران المزرعه وانتشر الجميع كل مجموعه تقوم بتنفيذ مهمتها بنجاح تم تخدير معضم الحراس وقتال الآخرين وأسرهم وأطلقوا جميع الحيوانات من حضائرها من طيور وبهائم وأخرج جاسم محمود ورقيه من السجن وتم إشعال الحرائق بمقر السيد سفيان واستراحته التي بمنتصف المزرعه وخرج جميع العمال والفلاحين وهم يكبرون واستيقظ سفيان على الهتافات والأصوات تعلو فنهض من سريره ورأى من نافذته تجمهر الجميع أمام القصر ويحملون الشعلات الناريه فأخرج سلاحه من الخزانه وتوجه إلى غرفة التي بها مياسه وروعه ووجدها مفتوحه لا يوجد أحد بداخلها وزداد غضبه فخرج إلى الخارج وأطلق رصاصتين في الهواء قائلاً : يا كلاب شو اللي جالسين تسوونه.
يخرج عمرو من وسطهم وهو ممسك بيد ابنته مياسه : سفيان خلاص زمانك انتهى والظلم اللي كنت تظلمنا أنت واجدادك خلاص انتهى من اليوم.
سفيان : أنا سيدك سفيان يا كلب أحترم اسيادك بعدين ليش ماسك يد بنتي الأميرة اتركها بسرعه.
مياسه : أبوي خلاص انتهى كل شي أرضى بلأمر الواقع مايبون غير يعيشون بسلام.
سفيان : لا والله أنتوا جنيتوا خلاص ، أنا السيد سفيان سيد مزرعة قرت العين وتاج راسكم كلكم.
يخرج فضل ويقول : بسك خلاص أبوك كان ظالم وجدك ظلم أهلنا قبل وأنت بعد بس خلاص كافي ظلم.
جاسم : الظلم مصيره ينتهي الله سبحانه مايرضى فيه.
سفيان : حتى أنت يا جاسم خنتني.
محمود : سيد سفيان أنت إنسان طيب بنحط يدنا بيدك ونكون كلنا يد وحده نرفع شانك وشان مزرعة قرت العين بالحب والعطاء.
سفيان : أنتوا جنيتوا أكيد أنا السيد سفيان وأهلي كلهم سلالة بشوات تبوني اتنزل لكم أنتوا يا بهايم تفو عليكم راح اقتلك ياعمرو أنت ساس اللي صاير هذا كله.
يسحب سفيان الزناد ويوجه سلاحه الى عمرو صوت فجأه من وسط المتجمهرين كانت روعه : سفيان حبيبي أرجوك خلاص كل شي انتهى على من راح تطلق ومن بتخلي خلاص استسلم أرجوك تعال نعيش بسلام.
سفيان ينظر إلى الجميع ثم نزلت على خده دمعه ثم قال : صحيح من راح أخلي ومن بقتل الكل ضدي حتى أقرب الناس لي أنا فنيت عمري وأنا أحمي واصون المزرعه ومن فيها حبيت زوجتي حب أعمى وحبيت بنتي حب جنون وآخر شي بيد اللي يحبوني ينتهي كل شي تركه لي أهلي وبنيته بس تأكدوا شي واحد.
ينظر إلى روعه : روعه أنا أحبك وبظل أحبك.
ينظر إلى مياسه : مياسه أنتي أميرة قلبي وكوني كله بس مستحيل أوطي نفسي لمجموعة من المهرجين.
فوجه سلاحه الى رأسه وافرغ رصاصه على رأسه ووقع على الأرض مفارقا الحياة فركضت بتجاهه روعه ومياسه يبكيانه.

مزرعة قرت العين
بعد 3 أشهر تزوج عمرو من مياسه وعاش الجميع سعداء في مزرعة قرت العين وتدير شؤونها السيدة روعه ويساعدها محمود والكل سعيد وها هما عمرو فوق حصانه الأسود ومياسه فوق فرسها يتسابقان إلى بركة المياه والشمس الصباح رائعه ذلك اليوم ، علقت لافته على بركة الماء بأسم بركة السيد سفيان.

انتهت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى