*الحرية أثمن ما في الوجود، لذلك كان ثمنها باهضا

مزرعه الذل … الفصل الخامس والعشرون

✍🏻 سمير الشحيمي:

القرية
يدخل عمرو إلى غرفته مسرعاً وهو يلتقط أنفاسه المتسارعه من الجري السريع وجلس يحدث نفسه : شو هالحظ شو مطلع السيد سفيان في هالوقت مانايم للحين المشكلة إنه شافني بس ماعرف إذا عرفني أو لا….. ما أعتقد عرفني فأنا ميت بالنسبه له…. أحسن شي أدخل أسبح من العرق اللي بجسمي وانام ولا أجلس أفكر كثير.
خلع قميصه وهم بدخول ليستحم فتحسس السنسال الذي كان يرتديه فلم يجده فقال : وين السنسال هدية مياسه….. لا لالا شكلها طاحت وأنا أركض إذا حصلها السيد سفيان راح يعرف إن أنا اللي كنت بالمزرعة شو هالحظ ربي سترك.

القصر
يدخل السيد سفيان إلى غرفته وهو يفكر بعمق وجلس على طرف سريره وهو يحدث نفسه : عمرو ميت واللي جبناه وأهله دفنوه كان عمرو…. أخرج من جيبه السنسال وينظر إليه استرسل حديثه مع نفسه : بس هاي السنسال شو اللي جابها وهيه كانت مع عمرو لما نفيته برا المزرعه…. الجثه اللي جابها الحراس كانت مشوهه بفعل الذيابه ما ينعرف من صاحبها يعني اللي كان طالع من بيت محمود كان عمرو أكيد ولا من راح يكون مثلاً …… ياويلكم مني.
أرجع السنسال إلى جيبه وتمدد على سريره واغمض عينيه.

منزل محمود
يتناول محمود إفطاره ورقيه تجلس بجواره سعيده وجهها مشرق قائله : أحس اليوم غير ماعرف كيف.
محمود : باين على وجهك الفرحه كل هالشي عشان شفتي عمرو هاليومين.
رقيه : ردت روحي هذا قطعه من فوادي يا محمود.
محمود : حاس فيك أنا مثلك وربي يشهد.
رقيه : ربي يحفظه ويحميه.
محمود وهو ينهض : أنا بسير الشغل قبل عن يطلع السيد سفيان وما يحصلني انتظره.
رقيه وهيه تمشي خلفه : بحفظ الرحمن يا الغالي وغداك بيكون جاهز على الوقت.
يفتح محمود باب منزله ليخرج فيتفاجئ بمجموعة من الحراس ومعهم مسؤول الحراس جاسم ينظر لهم محمود ورقيه بستغراب فقال محمود : يالله بصباح خير شو هناك يا جاسم واقفين عند باب بيتي؟
جاسم : تفضل معانا السيد سفيان يبيك ظروري.
محمود : أنا تراني جاي القصر شو معجل السيد سفيان بحضوري.
جاسم : هاي أوامره تفضل معانا.
رقيه بقلق : شو اللي صاير محمود شو فيه؟
محمود : لا تحاتي أكيد حاصل شي بالمزرعه ويبي حضوري بسرعه أنتي دخلي داخل بطمنك بعدين بتصل فيك.
جاسم : حتى زوجتك رقيه لازم تجي معانا.
محمود بستغراب : نعم ! ليش رقيه يبيها السيد سفيان؟
جاسم : طالبنكم أنت وياه ومن دون نقاش ماريد استخدم العنف معاكم تفضلوا لو سمحتوا من دون شوشره.
محمود ورقيه يتبادلان نظرات الإستغراب والدهشه.

القصر
يرتدي سفيان ملابسه وفوقها عبائته وتقف بجواره روعه وهيه تسأله : أشوفك اليوم ما على بعضك حبيبي فيك شي.
سفيان : لا مافيني شي طبيعي نفس كل مره.
روعه : أنت ماطبيعي اسمحلي من البارحه ما نمت عدل تتقلب بفراشك حسيت فيك.
سفيان : في شي مضايقني.
روعه : شو هوه خبرني ممكن أساعدك.
سفيان ينظر إليها : لا هالشي بالذات ما راح تقدري تساعدي فيه.
روعه : خبرني على الأقل شو فيك؟
سفيان : بعد شوي راح تعرفي.
وأدار ظهره لها وخرج من الغرفه وهيه تنظر إليه بستغراب.

غرفة مياسه
يرن هاتف مياسه وتفتح عينيها وترد على المكالمه صوت عمرو فدب فيها النشاط فجأه عند سماع صوته.
عمرو : صباح الغلا والشوق صباح الخير يا مدلل.
مياسه : صباح الهنا والصوت اللي يرد الروح صباح الورد حبي.
عمرو : كيف كانت نومتك أميرتي؟
مياسه : جلست أنتظرك طول الليل وماجيت خليتني أسهر عشانك.
عمرو : آسف حبي رحت أشوف أهلي واطمنهم علي.
مياسه : أكيد فرحوا كثير من شافوك.
عمرو : أكيد هالشي.
مياسه : حظهم ربي يحفظك لي ولهم.
عمرو : بس في شي صار بليل.
مياسه : شو هوه؟

خارج القصر
يخرج السيد سفيان ويقف الحرس أمام القصر منتشرين بكل بقعه وتقف العربه ينزل منها جاسم ومعه محمود ورقيه فوقف محمود ورقيه أسفل الدرج.
محمود : سيد سفيان خير شو فيه ساحبنى من بيتنا بهاي الطريقه ومعاي زوجتي.
سفيان : من متى تعرف أن ولدك عمرو حي ما مات؟
يندهش محمود ورقيه من سؤال سفيان ولم ينطقى.
سفيان : أنا ماجاني نوم بليل وطلعت أخذ جوله بالمزرعه وبيوت العمال بالصدفه شفت شخص ملثم وهو طالع من بيتك وشرد من أول ماشافني.
محمود برتباك : شو هالكلام سيد سفيان ماعرف من يمكن كان حرامي وبعدين ولدي عمرو ميت ودفناه.
رقيه : كيف تتهمنى بشي نحن مانعرف عنه شي يا سيد سفيان.
يرمي سفيان من يده سنسال بتجاه محمود ورقيه واللتقطها محمود من الأرض فقال سفيان : لا تستغبوني هاي سنسال ولدكم عمرو وقت شرد عني طاحت منه أما سالفة حرامي دخل علينا وغيره ما تدخل براسي.
محمود : لا أنت غلطان سيد سفيان صدقني أنت……. يقاطعه سفيان بغضب : بسك كذب أعترف احسنلك من اللي مسوي هاي الخدعه الخايسه فيني ومثل علي بأن عمرو ميت ومن اللي ساعدكم اعترفوا.
محمود : صدقني محد ولا أعرف عن شو تتكلم.
سفيان : لا تكذب خلاص موضوعكم أنا كشفته كيف كنت أنا غبي والمسرحيه اللي استوت جدامي والجثه اللي ملامحها غير معروفه اهنيكم قدرتوا تلعبوها صح.
محمود : سيد سفيان صدقني نحن ….. يقاطعه سفيان : الظاهر الكلام مايفيد ….. يا جاسم.
جاسم : أمرك سيد سفيان.
سفيان : وديهم غرفة التعذيب وأبيك تجلد محمود جلد لين يعترف من اللي يساعدهم ووين مكان ولده عمرو.
جاسم ينظر إلى محمود الذي بادله بنفس النظرات فقال : أمرك سيد سفيان.
فسحب الحراس محمود ورقيه بالقوه ساد الهرج والمرج وعلت الأصوات فخرجت السيدة روعه مستغربه : خير شو هناك وليش ساحبين رقيه ومحمود بهاي الطريقه.
سفيان : مالك دخل روعه دخلي داخل.
روعه : شو مالي دخل أنت….. يقاطعها سفيان : قلت حقك دخلي داخل.
استغربت روعه من ردت فعله ودخلت مسرعه.

غرفة مياسه
مياسه : معقوله! زين ما مسكك أبوي ومامعه حراسه.
عمرو : هيه نعم الحمدلله بس سنسالي طاح مني.
مياسه : أي سنسال.
عمرو : اللي فيه حروفنا مع بعض.
مياسه : بدور عليه بس اوصفلي المكان اللي كنت فيه.
أصوات بالخارج وصراخ قالت مياسه : أسمع أصوات ربشه برا لحضه.
تنظر من النافذة وترا الحراس يأخذون محمود ورقيه بالقوه إلى غرفة التعذيب فعادت تتحدث مع عمرو : اللحق يا عمرو أبوي شكله عرف إنك حي.
عمرو : كيف يعني عرف شو اللي صاير؟
مياسه : ماسك أبوك وأمك والحراس ماخذينهم بالقوه.
اندهش عمرو وعم الصمت.

يتبع….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى