تهنئة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ولمصر قيادة وشعبًا
د. فايد محمد سعيد رئيس اللجنة الشرعية المجلس الأوروبي للمراكز والهيئات والقيادات الإسلامية
القاهرة – الآن :
في لحظة تاريخية مشرقة، يحتفي العالم الإسلامي بحصول مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على جائزة التميز الحكومي العربية لعام 2024 عن مبادرته الرائدة “لم الشمل”. هذا الإنجاز يعكس روح العطاء والعمل الجاد الذي يمثله الأزهر الشريف، منارة الإسلام الوسطية، ويعكس أيضًا مكانة مصر قيادةً وشعبًا كحاضنة للعلم والعلماء.
أتوجه بخالص التهنئة إلى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قائد هذه المؤسسة العريقة، وإلى مصر الحبيبة التي لا تزال تُنجب العلماء المخلصين وتقدمهم هدية للعالم الإسلامي، وإلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بقيادة مديره العام الدكتور أسامة هاشم الحديدي، الذي أثبت أن العلم الشرعي لا يعرف حدودًا جغرافية، ولا يتوقف عند التحديات.
مبادرة لم الشمل: رسالة أمل واستقرار
جاءت مبادرة “لم الشمل”، التي استحق عنها المركز هذه الجائزة المرموقة، كإجابة عملية لحل مشكلات التفكك الأسري التي تُهدد استقرار المجتمعات. عمل المركز من خلال هذه المبادرة على تقريب وجهات النظر بين الأسر المتخاصمة، وإصلاح ذات البين بروح الشرع والعلم والحكمة.
إن النجاح في إنقاذ آلاف الأسر من الانهيار ليس مجرد إنجاز مؤسسي، بل هو رسالة إنسانية عظيمة تُجسد الدور الريادي للأزهر الشريف ومؤسساته في بناء مجتمعات مستقرة ومتزنة.
الدكتور أسامة الحديدي: رمز للتفاني والاحترافية
الدكتور أسامة هاشم الحديدي، المدير العام لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، شخصية يُحتذى بها في قيادة العمل المؤسسي الشرعي. ليس فقط لإدارته المتميزة، بل لقدرته على توسيع دائرة تأثير المركز ليشمل المسلمين داخل مصر وخارجها.
بحكم عملي كأمين عام لهيئة الفتوى والشؤون الشرعية، أتعامل باستمرار مع المركز وأُلاحظ عن كثب حرص الدكتور أسامة على متابعة قضايا المسلمين في مختلف أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا. فهو من يُحيل إلينا بعض القضايا التي تحتاج إلى تكييف شرعي دقيق ومعالجات تتناسب مع أوضاع المسلمين في الغرب. هذه القدرة على إدارة القضايا الدولية رغم وجوده في مصر، تُظهر أنه عالم يجمع بين العلم العميق والرؤية العملية التي تخدم المسلمين حيثما كانوا.
الأزهر الشريف: منارة مصر للعالم الإسلامي
إن هذا الإنجاز ليس فقط شهادة على تميز مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بل هو أيضًا شهادة على عظمة الأزهر الشريف كمؤسسة عريقة تجمع بين الأصالة والحداثة. فالأزهر، بقيادة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، يواصل حمل رسالة الإسلام الوسطية إلى العالم، ويُقدم العلماء والدعاة الذين يجسدون قيم التسامح والسلام.
ومصر، التي تحتضن هذه المؤسسة العظيمة، أثبتت مرة أخرى أنها ليست فقط مركزًا للعلم والدين، بل أيضًا موطنًا للتميز والإبداع.
تهنئة لمصر قيادةً وشعبًا
لا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نتوجه بالتهنئة الحارة إلى مصر قيادةً وشعبًا، على هذا الإنجاز التاريخي الذي يضعها في مصاف الدول الراعية للعلم والمبادرات الإنسانية. هذا التكريم يعكس ما تقدمه مصر من خدمات جليلة للعالم الإسلامي، بفضل مؤسساتها الرائدة وعلمائها المتميزين.
ختامًا :
جائزة التميز الحكومي العربية لعام 2024 هي اعتراف دولي مستحق بمكانة مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية ودوره في مواجهة التحديات المعاصرة بخطاب شرعي متزن. كما أنها تكريم للأزهر الشريف ومصر بأكملها، التي لا تزال تكرم العالم بعلمائها ومبادراتها النبيلة.
نسأل الله أن يبارك في جهود فضيلة الإمام الأكبر، والدكتور أسامة الحديدي، وفريق العمل في المركز، وأن يُعينهم على مواصلة هذا العطاء لخدمة الإسلام والمسلمين. كما ندعو أن تبقى مصر دائمًا في طليعة الدول التي تحمل لواء العلم والدين، وتُضيء دروب الأمة الإسلامية بالحكمة والسلام.