إذا خيرت بين العنف وقبول الذل، فاختر العنف
مزرعة الذل … " الفصل الثاني والعشرون "
✍🏻 سمير الشحيمي :
القصر
جلس السيد سفيان في حديقته الخلفيه وكانت بنتظاره السيدة روعه وهو ممسك بخرطوم الشيشه يدخن.
روعه : حالت بنتك من بعد ما شافت جثة عمرو منهاره.
سفيان : لا تحاتي مع الوقت راح تنسى.
روعه بغضب : شو من القلب والبرود اللي معاك أقولك بنتك حالتها النفسيه مدهوره وأنت تقول مسألة وقت.
سفيان وهو ينفخ دخان الشيشه : شو تبي اسويلها كلمتها بالطيب أواسيها طردتني من الغرفة وسمتني سفاح.
روعه : وراح تحاسب بنتك على كلمه قالتها وهيه بحالة غضب المفروض تعذرها والمفروض….
قاطعها السيد سفيان بحدة : المفروض…. المفروض…. أنا أكثر واحد حبيت مياسه واحتويتها هاي بنتي الوحيدة وبظل أحميها وأحتويها لين آخر العمر ، عشان كذيه المفروض أن بنتك وأنتي بعد تكونوا على ثقه بلي أنا أسويه لمصلحة الجميع ومصلحة الكل في هاي المزرعه.
روعه تنظر إلى سفيان وهو منفعل وعاد مرة أخرى ينفخ دخان الشيشه بقوة من شدة الإنفعال نهضت روعه من مكانها واقتربت من السيد سفيان وقبلت جبينه وغادرت المكان تاركه سفيان وهو متعمق برؤية القمر الذي منعكس ضوئه على حوض السباحه.
القصر
غرفة مياسه وهيه على سريرها صامته وملامح وجهها متغيره من كثر البكاء على عمرو فدخلت السيدة روعه ومعها وسن حامله بيدها صينيه بها بعض السندويشات وكوب حليب طازج فأمرت وسن بوضعها على الطاولة بجوار سرير مياسه وجلست روعه بجانبها ومسحت على شعر ابنتها بحنان قائله : بنتي حبيبتي طمنيني عليك.
مياسه لا تتحدث ولا تنظر إلى
روعه وهيه تضع الصينيه بالقرب منها وتتناول منها ساندويتش وتمدها إلى فم مياسه قائله : كلي شوي عشان صحتك.
مياسه تبعد وجهها الجهه المقابله.
روعه : عشان خاطري أكلي صارلك كم يوم من دون أكل لا تعبيني اللي فيني كافيني.
مياسه لا تتحدث.
روعه ترجع السندويتش إلى الصينيه ودمعتها على خدها قائله: أنا تعبت من هالحاله ماعرف ارضيك ولا أرضي أبوك استويت أنا متحمله إثنين من أعز الناس بحياتي ومالي غيرهم بس أنا تعبت كل واحد يعاند الثاني لحد متى ياربي محد يحس فيني.
نهضت روعه من مكانها وغادرت الغرفة وخلفها وسن وما أن فتحت باب الغرفة لتغادرها تحدثت مياسه : أنا أحبك وأحب أبوي بس موتت عمرو محسستني بالذنب أنا السبب اللي صار له.
روعه تلتفت بتجاه مياسه ودمعتها مازالت على خدها : والله موتت عمرو هدت حيلنا كلنا وكلنا نتحمل سبب موته ما أنتي بس ولكن شو نسوي صار اللي صار.
نهضت مياسه من فراشها وجرت بتجاه أمها روعه واحتضنتها وبدءن بالبكاء ووسن من حرارة المشهد دمعت عينيها.
منزل محمود
رقيه في المطبخ تغلق الأضواء من بعد أن انتهت من تنظيف المطبخ واتجهت إلى غرفة نومها حيث كان هناك محمود مستلقي على ظهره على السرير جلست رقيه على السرير وهيه تقول : مشتاقه ولدي عمرو أريد احضنه واضمه على صدري.
محمود : حتى أنا مشتاقله بس دام هو بخير ولو بعيد عنا هالشي يطمن قلبي عليه.
رقيه : محمود مافي طريقة نسير القريه وانشوفه.
محمود : ما نريد نفتح عيون حراس السيد سفيان علينا إذا طلعنا خوفي حد يراقبنا وخاصه بحياتنا ما طلعنا من المزرعه كان حدنا السوق والمدرسه اللي يدرس فيها عمرو لين خلص ثانويته.
رقيه : انزين بنطلع على أساس رايحين السوق ومنها إذا محد يراقبنا بنسير بتجاه القريه.
محمود : خليني اشوف جاسم وبشو ينصحنى راح نسويه.
رقيه : ليش أدخل جاسم بالموضوع بروحنا لازم نقرر.
محمود : لا تنسي لولا فضل الله وبعدها تدخل جاسم ما كان عمرو حي للحين عرفتي ليش لا تنسي هالشي.
رقيه تنظر إلى محمود وتهز رأسها برضى.
القصر
مياسه تخرج من دورة المياه وتقف أمام المرآة وتمسح وجهها من الماء وفجأة رأت انعكاس لصورة رجل تعرفه جيداً يقف خلفها دق قلبها بقوة واتسعت عينيها العسليتين مما تراه من المرآة اللتفت إلى الخلف فكان عمرو يقف خلفها وهو مبتسم وهيه خائفه ثم سقطت مغشياً عليها.
فتحت مياسه عينيها ببطئ ورأت وجه عمرو وهو يبتسم ثم فزعت قائله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من أنته أنس ولا جن!؟
عمرو وهو يهدئها : هدي حبيبتي أنا عمرو لا تخافي.
مياسه بأنفاس سريعه : كيف أنت ميت كيف كذيه.!؟
عمرو : أنا حي جدامك لا تخافي كان موتي تمثيل بتمثيل.
مياسه تعتدل على سريرها ثم حضنت عمرو بقوة وهيه تبكي وتقول : حبيبي والله لك وحشه اشتقتلك كثير الحمدلله إنك بخير.
عمرو : الحمدلله أميرتي الصغيرة أنا بخير و مستحيل اتخلى عنك.
مياسه : كيف كذيه صار خبرني.
عمرو : راح أخبرك أنا…. صوت فتح باب غرفة مياسه وكانت هنا المفاجأه.
يتبع….