من ارتضى لنفسه أن يكون شاه أكلته الذئاب.
حديث الجمعة
✍🏻 د. /. سعاد حسني :
يالها من عباراة جميلة تغزو العقل، وتحرك الفكر، وتجعل الإنسان يفطن لما يدور حوله، ولا يكون أبلة غافلا لا يدرك طبيعة العالم الذي يسكنه، والبيئة التي ينبت فيها. فمن خلال هذه العبارة البسيطة في كلماتها، العميقة في معناها، تبين أن الإنسان عليه أن يجمع بين المسالمة، والطيبة، وحب الخير، والإنسانية بكل تفاصيلها، وهذا ما يمثله الشاه، وبين الوعي والإدراك، والفطنة، والتحلي بشئ من الحذر والمكر البسيط الغير مضر؛ حتى لا يؤكل من الذئاب. والسؤال هنا : هل كل إنسان لديه القدرة على التحلي والتزين بهذه الصفة؟ هل يستطيع أن يكون إنسانا وديعا مسالما؛ لا يضمر شرا للأخرين؟ وبين أن يكون فاهما لكل ما يدور حوله؛ حتى لا تأكله الذئاب والضباع؟ وخاصة في عالمنا اليوم الذي نعيشه اليوم المملؤ بالخداع، والمكر والكراهية، وأن الإنسان إذا وجد لقمة في يد أخيه خطفها منه دون تردد – إلا من رحم ربي – . والحقيقة إن وجد هذا الإنسان فهو يعد من الصالحين، والأنبياء. وهنا يتحقق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا على مستوى الأفراد ، أما على مستوى الدول فهذا هو ماتتبعه مصر في سياستها؛ حيث أنها تتصرف مع الأخرين من باب المسالمة وحسن الجوار، والتحلي بالأخلاق وضبط النفس إلى أبعد حد، ولكن في الوقت ذاتها عينها عين صقر، ردها رد أسد، فهي تتعامل بالند مع من تسول له نفسه أنها شاه، ويفاجئ أنها صقر جسور يلتهم من يقف أمامه. فهنيئا لمن يقبض على دينه، وهنيئا لمن يقبض على دينه، وهنيئا لمن لم يكن شاه حتى لا تأكله الذئاب .