*واختر لنفسك منزلا تعلو به…. أو مت كريما تحت ظل القسطل*
مزرعه الذل … الفصل العشرون
✍🏻 سمير الشحيمي :
خارج أسوار مزرعة قرت العين
في قرية مهجورة نساها الدهر والبشر أو على الأقل تناساها البعض ، يقطن في هذه القرية الصغيرة جداً مجموعة من السكان المحليين الفقراء البسطاء الذين يعملون بالزراعة ويملك كل منزل منهم شاه واحده من أجل حلبها ودجاجه من أجل بيضها والمحاصيل التي يزرعونها بسيطة من أجل سد جوع بطونهم على الأقل تدعى هذه القرية بقرية (دمعة عين).
نتجه إلى إحدى الأكواخ في هذه القرية كان بها غرفتين ودورة مياه واحده ومطبخ وغرفة معيشه تضئ إحدى الغرف مصباح كهربائي وفي ركن يوجد به سرير ويرقد عليه عمرو الذي تم معالجته من جروحه ومازال فاقد الوعي وبجواره إمرأة متوسطة العمر تضع له كمادات لتنزل له حرارته المرتفعه.
دخل رجل إلى الغرفه بنفس عمرها وهو يقول : مريم كيف صحت الولد؟
مريم : والله ما أعرف شو أقول يا فضل بعدها حرارته مرتفعه بس الدايه أم زينب قالت لي استمري وحطي له كمادات.
فضل يضع كيسه على الطاولة بجانب السرير وهو يقول : هذا دواء فيه خليط من عسل واعشاب وإن شاء الله فيه الشفاء.
يرن هاتف فضل يرد على المكالمه : هلا … أيوه معانا ونحن نحاول نسوي اللي علينا… بعده حي ما مات… تمام دير بالك على نفسك…. يغلق الخط.
مريم : من هذا ؟
فضل : هذا جاسم يكلمني من داخل المزرعه يطمن على عمرو.
مريم : جاسم برغم أنه يشتغل مع واحد مجرم ما يخاف الله إلا أنه طيب ويساعد.
فضل : مرات الواحد تجبره ظروفه يصبر على المر.
تكمل مريم وضع الكمادات على رأس عمرو.
القصر
سفيان يجلس في استراحته المعتاده بمنتصف النهار ويدخن الشيشه وتحضر له الخادمات اطباق من الفواكه والحلويات والعصائر ماهي إلا دقائق وتخرج روعه من القصر بتجاهه وتجلس بجواره.
سفيان : كيف مياسه بعدها للحين قالبتها مناحه؟
روعه : لا ما تتكلم معانا والأكل مكانه ماتريقت ولا الغدا لمست منه شي.
سفيان يتنهد وهو ينفخ دخان الشيشه : بتعبني هاي البنت وياها.
روعه : شوي شوي على البنت يا سفيان تراها صغيره ما تفهم.
سفيان : أي صغيره هاي عروس والقلب يحكم وأنتي عارفه هالشي بس اللي مستغرب منه واللي مضايقني ما لقت تحب غير ولد المستخدم اللي يشتغل معنا ، أكيد هو قاص عليها بكلام الحب اللي حافظنه من الكتب.
روعه : بعد عمرو ولدنا ومتربي معانا ومحمود ماغريب عنا يشتغل معانا من زمن أبوه.
سفيان : والمقصد؟
روعه بحذر : المقصد كان تتفاهم شوي مع مياسه وعمرو بالعقل بدل اللي صار.
سفيان : على موتي يصير هالشي يظل السيد سيد والخادم خادم مهما كانت مكانتهم.
روعه : هدي شوي بس أبي منك طلب صغير.
سفيان : وشو هوه؟
روعه : روح طيب خاطر البنت بكلمتين.
سفيان : البنت كارهتني شو تبي اروح أقول لها؟
روعه : عشان خاطري جرب ما خسران شي بعدين مياسه أكثر واحد تحبه ومتعلقه فيه أنت ماترضى عليك أي شي مهما صار.
سفيان يتنهد : خلاص بسير لها بعدين.
روعه : مشكور حبيبي.
يستمر سفيان بنفخ دخان الشيشه.
منزل محمود
رقيه بغرفتها تبكي وممسكه صورة أبنها عمرو يدخل إلى الغرفة محمود ويجلس بجوارها.
محمود : خلاص يا بنت الناس لين متى بتظلي على هاي الحاله؟
رقيه : لحد ما يرجع ولدي بالسلامه.
محمود : ذكري ربك راح يكون بخير.
رقيه : شو دراك الولد جدامك ومن كلامك كان وضعه شبه ميت بسم الله عليه وأنت جالس تطمني.
محمود : أنا يعني ما متألم على الي صار متألم أكثر منك هذا ولدي قطعه مني بس شي وصار.
رقيه بغضب : أنت شو جالس تسوي اللحين روح مع سيدك الحقير كمل شغلك معاه بدل ما جالس تزيدني قهر.
محمود : اليوم ماراح أشتغل جالس هنا وياك.
صوت طرق على الباب يتحرك محمود ليفتح الباب ووجد عند الباب مسؤول الحراس جاسم.
محمود : جاسم خير شو فيه؟
جاسم : ممكن أدخل؟
محمود : تفضل.
دخل جاسم وتصكر الباب وراه وطلب منه محمود الجلوس فخرجت رقيه وعند رؤيتها جاسم غضبت غضباً كثيراً.
رقيه : شو جاي يسوي هالمجرم هنيه خليه يطلع برا.
جاسم : رقيه هدي أعصابك شوي.
رقيه : ولا كلمة زايده أطلع برا محمود طلعه برا البيت.
محمود : هدي رقيه شوي خلينى نعرف شو معاه.
رقيه : شو بيكون معاه غير الهم والغم.
محمود : تكلم يا جاسم نسمعك.
جاسم يتنهد قائلاً : ولدكم عمرو…..
عند هذه الكلمة تتسع عيني رقيه ويدق قلبها بقوة ومحمود كذلك.
جاسم : عمرو بعده عايش وصحته تتحسن.
تقع رقيه على أقرب مقعد من هول ما سمعت.
القصر
مياسه في غرفتها وهيه تنظر إلى هاتفها وتنظر إلى صور عمرو بشوق ودمعتها على خدها صوت طرق على باب غرفتها أغلقت هاتفها ووضعته تحت وسادتها.
مياسه : تفضل.
يفتح الباب ويدخل الطارق كان سفيان وهو يبستم ومياسه اشاحة بوجهها إلى الجهه الأخرى.
يجلس سفيان بجوارها على السرير قائلاً : كيف أميرتي الصغيرة اليوم بعدها زعلانه مني؟
مياسه لا تنظر إليه ثم استمر بالحديث : حبيبتي مياسه أنا خوفي عليك يخليني أسوي أي شي أنتي أغلى ما أملك.
مياسه تنظر إليه ببطئ قائله : خوفك علي خلاك تعذب عمرو ما حرام عليك؟
سفيان : مياسه إنتي غاليه علي مثل المدينة المحرمة ممنوع الإقتراب منك أو حتى حد يشوفك بعينه اقلعها حقه.
مياسه بنفعال : بس أنت أزهقت روح يا أبويه روح.
سفيان : بلا رده أن شاء الله افتكينا منه.
مياسه : أنا أكرهك أنت متوحش ما تخاف الله.
سفيان ينهض من مكانه بغضب : أنا غلطان اللي جيت أكلمك.
ويخرج سفيان غضبان من غرفتها.
منزل محمود
رقيه على الكرسي تنظر إلى جاسم ولا تستطيع الكلام من هول ما سمعت.
محمود : أنت شو تقول يا جاسم؟
جاسم : أقول الصدق ولدكم بخير ومع جماعه يديرون بالهم عليه.
رقيه : من همه ووين وكيف وخذني أشوف ولدي أرجوك.
جاسم : ما يصير هالوقت إنك تسيري تشوفينه راح يعرف السيد سفيان بس حبيت اطمنكم عليه.
محمود : شو السالفة جاسم اللحين من أمس وقلت حقي ثق فيني وأنت اللي شرت على السيد سفيان يرمي ولدي عمرو بالسيح خارج المزرعه حق الذيابه واللحين اطمنى عليه.
جاسم يبتسم : لا يغرك الوضع اللي أنا فيه وشغلي مع السيد سفيان مجبور عليه بس الواقع أنا رافض كل اللي يسويه السيد سفيان.
محمود : لكن؟
جاسم : لكن أنا معاي جماعه خارج أسوار هاي المزرعه جماعه من زمان تم طردهم بسبب عصيانهم لأوامر جد وأبو السيد سفيان ومن يوم يومهم وهم ساكنين خارج هاي المزرعه ويعتمدون على أنفسهم وأنا على تواصل معهم من فترة لفترة حتى مرات أهرب لهم خضروات وفواكه لما تكون زايده عن الحد من دون أي حد يحس من العمال والفلاحين.
محمود ينصدم من الكلام اللي يقوله جاسم وهو يستمر بالحديث : أنا مقدر أطول وايد برجع القصر قبل عن يستفقدني السيد سفيان الشي اللي لازم تعرفونه تستمرون بوضع الأم والاب اللي فاقدين ولدهم.
رقيه : مافهمت.
محمود : وضح أكثر.
جاسم : سمعوني زين لأن ماراح أعيد كلامي مره ثانيه.
وتحدث معهم جاسم.
قرية دمعت عين
في كوخ الذي يقطن فيه عمرو وهو فاقد الوعي مريم تخرج من المطبخ ومعها صينيه بها شوربه الخضار وتدخل غرفة عمرو المستلقي على السرير وتجلس بجواره وفتح عمرو عينيه ببطئ وتوضح رؤيه قليلاً ويرى وجه مريم التي تبتسم له قائله : عودة حميدة يا بطل.
يتبع …