كفاح أمرة

✍🏻 زينة البلوشية :

في قرية نائية بعيدة تحيط بها الجبال و الغابات من كل مكان كانت هناك فتاة تدعى زهرة تعيش مع والديها و اخوتها الاربع تحلم زهرة منذ الصغر بان تكون شيئا كبيرا فى المستقبل و دائما ما تحدث والدتها بانها يوما ما ستكون اكبر دكتورة و سيشهد التاريخ على ذلك على الرغم من صعوبة الاحوال و ضيق الحال إلا ان طموح زهرة و رغبتها الشديدة في ان تكون دكتورة كان كفيلا بان يجعل اهلها يشجعونها دائما على الدراسة و التفوق حيث ان والدة زهرة و تدعى زكية كانت تعمل في المزرعة لكي تساعد زوجها وتقع هذه المزرعة في احدى الحقول الموجودة في المنطقة و كان الاجر قليل جدا و لم يكن يكفي و لكن دائما ما تردد عبارة “الحمدلله و الشكر لله و الفضل كله يعود الى الله” و كانت الام دائما تحث ابنائها على التوكل على الله و الالتزام بالصلاة و دائما تخبرهم بان اساس الحياة الصلاة و ان لا حياة دون صلاة و كان الاب حريصا على ترسيخ المعلومات الدينية في قلب ابنائه و الاب يعمل ايضا في الحقول و يدعى زياد و على الرغم من حالتهم الضعيفة الا ان طموحات ابنتهم زهرة دائما ما كانت تعطيهم قوة كبيرة .

و على الرغم من ان الظروف صعبة الا ان زهرة فتاة مجتهدة و متفوقه للغاية حيث انها تقضي ساعات طويلة في المذاكرة و في منطقتها في بعض الاحيان يحصل انقطاع للكهرباء بشكل يومي تقريبا الا انه هذا لم يكن عقبه في طريقها حيث انها تلجئ الى استخدام الشموع المضاءة و تقوم باكمال المذاكرة و كان شيئا لم يحصل و دائما ما كانت تقوي ارادتها و عزيمتها و تخبر اهلها و اهل القرية بانها يوما سوف تكون دكتورة ناجحة و فخورة بذاتها .

و بعد الكثير من الجهد و التعب و المثابرة انهت زهرة دراستها و كانت في غاية السرور و السعادة حيث ان نسبتها مرتفعة جدا و ذلك قد بث في قلب اسرتها فخرا عظيم فهم سعيدين للغاية بابنتهم الطموحة المكافحة و زهرة متحمسة للغاية للتقديم في كلية الطب و لكن هناك الكثير من العقبات و التحديات التي ستواجهها حيث انه الدراسة في كلية الطب مكلفة للغاية و حالة اسرتها ليست بالجيدة الى حد انها تستطيع التكفل بتغطية تكاليف تعليمها حيث لجأت زهرة الى احدى معلماتها التي تحبها و دائما ما كانت تحكي لها عن حلمها بان تصبح يوما ما دكتورة عظيمة بان تكاليف الدراسة في كلية الطب ستكون جدا مكلفة و باهظة الثمن و لن تستطيع ان تقوم بدفعها لانها من اسرة حالتها المادية لا تساعد ابدا و بعد ذلك تقرر المعلمة و تدعى سارة مساعدة زهرة في الحصول على منحة دراسية و ذلك ما اعطى الى زهرة امل و بث في قلبها سعادة .

بعد جهود و محاولات لا تعد و لا تحصى تم بحمد الله حصول زهرة على منحة دراسية للالتحاق بكلية الطب في المدينة و كانت هذه اللحظه من اجمل لحظات حياة زهرة حيث انه بدا حلمها بالتحقق و لكن هناك خوفا كبيرا يعتريها لانها سوف تترك والديها واخوتها و تذهب الى المدينة التي لا تعلم شيئا عنها و لا كيف تعيش فيها حيث انها طوال حياتها كانت في منطقة ريفية نائية و لكن بداية لقصة نجاح قادمة و لكن لم تكن سهله ابدا بعد عدة ايام انتقلت زهرة الى المدينة
و مثلما كانت تتوقع فكانت الحياة مختلفة جدا مما جعلها تشعر بالضياع و الحيرة و الخوف و القلق جميع المشاعر قد سيطرت عليها و لكن مع مرور الايام تلاشت هذه المشاعر بالتدريج و سرعان ما بدات زهرة بالتاقلم في المدينة و دعنا نقول حياتها الحديثة.

بدات الدراسة و بدا الكفاح الحقيقي الآن كانت بداية الدراسة صعبة الى حد ما و كانت زهرة تواجهه صعوبة في بعض مواد الدراسه و لكن هذا لم يحبط زهرة بل العكس جعلها تكافح ليل نهار حتى تستطيع تجاوز الصعوبات و المحن و كانت دائما تعمل بجد واجتهاد و لكن في نفس الوقت كانت تمر بضغوطات كبيره و لكن هذه الضغوطات لم تقف عقبة في طريقها ابدا و تجاوزتها كما تجاوزت الصعوبات القبلية و كانت زهرة بحاجة الى العمل حتى تقوم بتغطية نفقاتها مما جعلها تحصل على وظيفة جيدة و لكن قد تساعدها في تغطية نفقاتها ف اصبحت تتنقل بين العمل و الدراسة و ذلك قد ارهقها حيث انه كان من الصعب جدا الموازنه بين العمل و الدراسة و لكن لم يكن باليد حيلة و كافحت كثيرا و كانت مصممة على النجاح و التفوق و الامتياز و كانت دائما حريصة على ان تتفوق بامتياز حتى تسعد والديها و ترد لهم جزءا من معروفهم لها و دائما ما كانت تذكر نفسها بانها يوما ما ستكون دكتورة عظيمة و ذلك ما كان يبعث في داخلها شعورا يجعلها لا تعرف للاستسلام طريق ابدا .

مع مرور الوقت بدات زهرة بالتفوق و الحصول على الامتياز و كانت دائما حريصة على حضور جميع المحاضرات و كانت تشارك في الانشطة الطلابية و على الرغم من تفوقها الا ان التحديات و العقبات لم تنتهي و لكن زهرة ما زالت تكافح لانه تريد الوصول الى غايتها .

و عند اقتراب انتهاء السنة الدراسية اعلنت كلية الطب عن وجود فرص تدريبية في مستشفى و كانت هذه الفرص متاحة فقط للطلاب المتفوقين و قد سارعت زهرة في التسجيل و بعدها بفتره زمنيه ليست ببعيدة تم استدعاء جميع الطلبة الذين قاموا بتسجيل اسمائهم للذهاب للتدريب و من ضمنهم كانت زهرة و كان عليهم اجراء مقابلة و الطالب الذي ينجح في المقابلة يذهب و الباقي لا ف عندما علمت زهرة بهذا دب في داخلها خوفا و قلق و لكن وكلت امرها لله و ذهبت للمقابلة و بحمد الله نجحت و بدأت في اليوم التالي و ذهبت الى المستشفى و بدأت تدريبها هناك حيث انه هذا الشي قد ساعدها كثيرا في معرفة الطب و أمور اخرى كانت تجهلها و كانت دائما حريصة على معرفة جميع الامور الطبيه و اكتسبت خبرة و معرفة في مجال الطب .

مع اقتراب موعد نهاية الدراسة كانت زهرة قد حققت الكثير من الانجازات و حصلت على درجات امتياز و تفوق و ها قد اقترب يوم تخرجها كم هي سعيدة لانها قد بذلت مجهودا كبيرا حتى تصل الى هنا و حاربت كثيرا وواجهت الكثير و كافحت حتى وصلت الى ما تريد تحقيقه ها قد اتى اليوم المنتظر يوم تخرجها من كلية الطب كانت تشعر بالفخر و الامتنان لكل من كان له دورا في وصولها و الى كل من دعمها ووقف بجانبها بعد التخرج قد وظفت زهرة و بشكل كامل في نفس المستشفى الذي كانت تعمل فيه كمتدربة و كانت تلك اللحظة هي اللحظة المنتظرة حيث انه تضحياتها و كفاحاتها لم تذهب هبا منثورا و من هنا بدات زهرة في معالجة المرضى و كانت تشعر بالسعادة تغمر قلبها .

و بعد فترة من الزمن قررت زهرة ان تاتي بوالديها و اخوتها الى المدينه لكي يعيشوا سويا و هكذا انتهت قصة كفاح زهرة .

دائما كن على يقين بان لا شي مستحيل في الحياة ما دمت توقن بانك تريد ان تكون شيئا ما ستفعله حتما و ستواجهه جميع العقبات الى ان تصل الى غايتك .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى