مزرعة الذل

الفصل التاسع عشر

بقلم سمير الشحيمي

قد ذل من ليس له نصير… وخاب من أرشده الضرير

المزرعه
يشهر سفيان سلاحه ليطلق النار على عمرو بنفس الوقت دخل محمود وهو يجري بتجاه أبنه عمرو المربوط بالحبال فاقد الوعي غارق بدمائه ويقف حائلاً بينه وبين سلاح سفيان وهو يقول : سيد سفيان ولدي عمرو لا تقتله أرجوك سيد سفيان.
سيد سفيان : محمود قوم من جدامي لا اقتلك وياه برصاصه وحده تمر من جسمك لجسمه.
محمود : سيد سفيان طلبتك اقتلني أنا ولا تقتله هوه إذا هو غلط بيكون بسببي أنا عاقبني أنا.
سفيان : ليش اعاقبك أنت هو اللي تجرء وسمح لنفسه يحب بنت أسياده.
محمود : أعرف وهو غلط وأنا اتحمل الغلط الأكبر بهاي السالفه لأني مامنعته.
سفيان : يعني أنت كنت تعرف اللي بينه وبين بنتي مياسه!!؟
محمود : لا والله ما كنت أعرف ولا أمه تعرف.
سفيان : أنا لازم أخلص عليه ولدك متمرد ما سمعته قبل عن يفقد وعيه شو كان يقول لي كان يتحداني وحط عينه بعيني ويقولي أنت ظالم ومالاقي حد يردك.
محمود : أنا أعتذر لك وابوس إيدك تسامحه هذا وحيدي ووحيد أمه الله يخليلك الأميرة الصغيرة مياسه سامحه.
سفيان ينزل سلاحه على تحت ثم تنهد وقال : اعطيني أنت حل حق ولدك أنا كذيه ولا كذيه لازم اتخلص منه لأن دام أنه تمرد علي بالمزرعه وهالشي ما حصل من زمن أبوي ولا أريد أنه يحصل بزمني.
محمود : اللي تامر فيه أنا حاضر بس لا تقتل الولد.
يقترب جاسم مسؤول الحراس من سفيان ويقول : لو تسمح سيد سفيان أشور عليك بشور.
سفيان : هات اللي معاك يا جاسم.
جاسم : سيد سفيان الولد حالته شبه منتهيه ومحد يعرف إذا يحيا ولا يموت فأنا أقول لو تنفيه برا المزرعه يكون أفضل وهو ونصيبه يا يحيا أو يموت والذيابه تحوم برا المزرعه طول الليل.
سفيان يصمت ويفكر و ينظر إلى محمود الذي ركع على قدميه وعمرو الذي مازال فاقداً وعيه ومربوط بالحبال ثم قال : شورك طيب وماراح أتأخر بتنفيذه… يا حراس شلو هالكلب الجربان وعقوه برا المزرعه.
محمود يصرخ : لا ياسيد سفيان خلي ولدي لا تنفيه شوف وضعه محتاج لعلاج راح يموت برا.
سفيان : وهذا اللي أنا أبيه أريد أنه يفكنا من بلاه ويغيب عنا.
محمود : سيد سفيان أرجوك إذا طلعته أنا وأمه راح نطلع وراه مستحيل اخليه وهو بهالوضع.
سفيان : ماتتحرك شبر عن هالمكان لا أنت ولا زوجتك راح أخلي الحراس يمنعوكم بالقوه مستحيل أفرط فيك.
محمود : سيد سفيان… يقاطعه سفيان وهو يقول : خلاص محمود بس انتهى الموضوع خذوه وعقوه برا المزرعه.
تحرك الحارسين ليفكى وثاق عمرو الفاقد الوعي وهاجمهما محمود تحرك إليه جاسم مسؤول الحراس وأمسك به وخرج السيد سفيان من الغرفة وركب سيارته ووضع الحارسين عمرو في السياره الأخرى وانطلقوا إلى بوابة المزرعه.
محمود يبكي وجاسم يقف بجواره ويروا سيارتين تبتعدا.
جاسم : محمود هدي من نفسك شوي.
محمود : شو اهدي من نفسي ولدي راح يموت برا وتقولي هدي من نفسك كله منك ومن شورك.
جاسم : اسمعني أفضل حل أن عمرو يطلع برا المزرعه وإذا باقي له نفس راح يعيش.
محمود : كيف بيعيش شايف حالته أنته؟
جاسم : شايف حالته عشان كذيه أنا تدخلت الأفضل أنه يطلع من هالعذاب صدقني راح يكون بأمان أوثق فيني.
محمود عينيه غارقتين بالدموع وهو ينظر إلى جاسم.

القصر
مياسه تبكي بغرفتها وتدخل عليها روعه وتجلس بجوارها وتمسح على رأسها قائله : حذرتك بس ماتسمعي الكلام الله العالم شو راح يصير بعمرو.
مياسه وعينيها غارقتين بالدموع : أرجوك أمي كلمي أبوي لا يسوي شي بعمرو.
روعه : الكلام صعب مع أبوك لما يكون معصب ولا تمرد أحد عمال المزرعه يجن جنونه.
مياسه : بس أمي عمرو ماله ذنب والله ماله ذنب.
روعه : اللي صار صار يا بنتي.
مياسه : أنا أحب عمرو وماراح اتخلى عنه.
( ماريد أسمع كلمة عن هالنجس مره ثانيه بالقصر ولا على اللسانك فاهمه؟) اللتفتت مياسه وأمها روعه إلى مصدر الصوت كان يقف سفيان شامخاً عند باب غرفة مياسه وهو يقول هذه العبارة.
مياسه تنهض من سريرها وتتجه إلى أبيها سفيان جريا قائله : وين عمرو أبويه شو سويت فيه؟
سفيان : سويت فيه اللي يتسوى مع كلب جربان تخلصت منه.
مياسه : قتلته أبوي قتلت عمرو؟
سفيان : لا ما قتلته بس الذيابه بتتكفل بهالشي لا تحاتي.
مياسه تضرب أبوها بكلتى يديها قائله وهيه تبكي : أكرهك أكرهك أنت مجرم مستحيل تكون أب.
سفيان : هذا مصير اللي يقرب من بنتي أو يفكر فيها بس تفكير وانصحك ترجعي لعقلك وانسيه.
مياسه : مستحيل أنساه أنا أحبه وبظل أحبه.
سفيان : أنا كفيل انسيك إياه.. روعه عقلي بنتك.
خرج سفيان ونهارت مياسه على الأرض وهيه تبكي وأمها روعه تواسيها.

منزل محمود
رقيه جالسه على أعصابها تنتظر أي خبر أو يدخل عليها محمود ومع ابنه عمرو وبجوارها صديقتها أماني تهدي من روعها : لا تحاتي راح يجي محمود ومعاه ولده عمرو.
رقيه : عسى يارب بس وايد طولوا للحين محد بين.
أماني : عساه خير بس أنتي هدي أعصابك حبيبتي.
وفي ظل توترها وتفكيرها فتح فجأه باب المنزل ويدخل محمود وهو يجر نفسه إلى الداخل والباب مفتوح يقف محمد خارج المنزل وهو ينظر إلى محمود المتهالك وعند رؤيته نهضت رقيه مسرعه إليه قائله: وين ولدي عمرو يا محمود وينه ما اشوفه وياك؟!!!
محمود يجلس على الأرض منهار تجلس معه رقيه وتسأله بعصبيه : وين عمرو يا محمود؟
محمود وهو يمسح وجهه وعينيه ثم نظر إلى رقيه ومسك يدها : عمرو السيد سفيان نفاه خارج المزرعه.
رقيه : كيف نفاه وليش سمحت له أنه ينفيه.
محمود : وايد عذبه لحد ما فقد وعيه حاولت امنعه أنه يقتله بالسلاح وبلأخير قرر نفيه برا المزرعه وترك مصيره لذيابه برا المزرعه.
رقيه : أنت ما صاحي ولا سيدك المجنون صاحي.
تنهض رقيه قائله : أنا بلحق بولدي عمرو بطلع أدور عليه هالكلام ما يمشي علي.
ينهض محمود ويمسك برقيه ويقول : رقيه سمعيني ولدنا حي هالشي مهم لأن السيد سفيان موصي حراسه أي حد يفكر يخطي خطوة خارج المزرعه يطلقون عليه النار.
رقيه : يسوون اللي يبونه بس انا مستحيل اترك ولدي هو محتاجني.
محمود يهدي من انفعال رقيه التي ظلت تقاوم محمود لتخرج لتلحق بإبنها عمرو ثم ارتمت بحضن محمود تبكي بقوة.

خارج المزرعه
الظلام دامس وضوء القمر تغطيه الغيوم المتفرقه وعمرو ملقى على الأرض غارق بدمائه والمكان يملئه أصوات الذئاب والضواري فجأة ضوء صغير يتحرك بتلك العتمه يقترب من مكان عمرو ويقف عند رأسه رجلين يقودان حمار يجر عربه فقال أحدهما : هذا هوه اللي قالوا عنه؟
الآخر: هيه هوه شليناه.
رفعى عمرو إلى العربة وجروها وسط الظلام مبتعدين عن أسوار المزرعه واختفيا بالعتمه.

يتبع…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى