*مهما كبرت تبقى طفلًا!!*
✍🏻 صالح الريمي :
عندما يريد الشخص يتحدث عن أمه يجد الكلمات والعبارات عاجزة وذليلة بأن تصف مقدار هذه المخلوقة التي أودع الله سره فيها، فالأم يا سادة يا كرام هي المدرسة التي إن أعددتها أعددت شعبًا طيب الأعراق، فهي تقدم دورًا كبير جدًا في تربية أبنائها لترسخ فيهم القيم العالية والمبادئ النبيلة والأخلاق الكريمة..
أعجبتني رسالة إحدى الأمهات لولدها، تقول فيها:
يا بني هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة كتبتها على استحياء بعد تردد وطول انتظار أمسكت بالقلم مرات فحجزته الدمعة وأوقفت الدمعة مرات فجرى أنين القلب.
يا بني بعد هذا العمر الطويل أراك رجلًا سويًا مكتمل العقل ومتزن العاطفة من حقي عليك وأنت في الغربة بعيدًا عني أن تقرأ هذه الرسالة وإن شئت بعد بعد قراءتها مزقها كما مزقت أطراف قلبي من بعدك عني، فقد طال سفرك وغيابك واشتياقي إليك في ازدياد، فلا أستطيع أن انتظر اللحظة التي سوف أضمك فيها، واملأ قلبي من رؤيتك..
يا بني مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي وأغسلك بيدي جعلت حجري لك فراش وصدري لك غذاء أسهرت ليلي لتنام واتعبت نهاري لتسعد، أمنيتي كل يوم أن أرى ابتسامتك وسروري في كل لحظة أن تطلب مني شيئًا أن أصنعه لك فتلك هي منتهى سعادتي.
بني ألم تعلم أن عن أكثر أوقاتي رعبًا؟
تلك الليالي التي كنت أسهر فيها بجوارك أمرضك، كنت مرعوبة من أن أفقدك ودعوت الله كثيرًا ليشفيك ولا يريني فيك سوءً، أما أحب أوقاتي فهي تلك التي كنت تأتيني فيها سعيدًا بنجاحك، أو مدح أحد أساتذتك في ذكائك العلمي، وتخبرني فيها بإنجاز جديد حققته في حياتك..
لن أستطيع حصر عدد المرات التي كاد قلبي أن يتوقف فيها خوفًا عليك أنت وأخوتك، وسوف أعجز عن التعبير عن مدى فخري بكونك ابني، فعندما أفكر في طريقة حبي لك، لا أجد من الكلمات ما يصفها؛ فلا مبرر لحبي لك سوى أنك ابني وأتمنى لك الهداية في طريق الله وعز وجل، وابتعاد أصدقاء السوء عنك، فانت فلذة كبدي التي لا أستطيع أن أتحمل أن أراها في أي سوء.
*ترويقة:*
قال الشاعر:
رفيف الحب يا ولدي
حنان الأم في الكبد
يزقزق في جوانحها
كنغمة طائرٍ غرد
*ومضة:*
في نظر أمك، ستظل دائمًا طفلها المدلل مهما كبرت تبقى طفلًا عند أمك، لأن حبها ليس له مثيل، وأبدي مدى الحياة.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*