يهب الله الطيور غذاءها لكن عليها أن تطير إليه

" حديث الجمعه "

✍🏻 د./ سعاد حسني :

من حكمة الله – سبحانه وتعالى – أنه جعل لكل شىء سببا. فالإنسان لا يأكل إلا عندما يحس بالجوع، ولا يشرب إلا إذا أحس بالعطش. كذلك هو لا يبكي إلا إذا شعر بالألم، والكرب، والحزن الذي أحاط به ، إلى جانب الأسباب الأخرى. هكذا هي الحياة عبارة عن أسباب، نأخذ بها لنحقق أهدافنا. حتى الطير فقد يطير أميالا قد تصل إلى ألاف مؤلفة للبحث عن غذائها، وفى أثناء ذلك هو يسعد بكل خطوة يخطوها؛ لأنه يعلم علم اليقين أنه لا يحصل على هذا الغذاء إلا بالسعي إليه. ويكون في فرح وسعادة عند عودته؛ لأنه حصل على مايريد، وينام في عشه وهو مطمئن؛ ليصبح ويواصل رحلة الحياة. إذا لماذا يتقاعس أناس كثيرون عن عملهم، ويحيدون عن أهدافهم، ودائما وأبدأ يرمون أخطأ هم على غيرهم؛ وكأنهم يريدون عصا سحرية؛ لتدق لهم، وتحقق أحلامهم – وهذا طبعا من المستحيل – ؛ لأن عصر المعجزات قد انتهى، وكذلك عالم اليوم لا ينتظر أحدا حتى يفوق من غفلته وكسله، بل هو عصر متسارع متلاحق بلا هوادة، ولا مكان فيه للكسول. فالطالب عليه أن يذاكر ويجتهدحتي ينال النجاح، ولا ينتظر الغش، ويعتمد عليه؛ لأن ما بني على باطل فهو باطل. وكل فرد عليه أن يقوم بواجبه تجاه نفسه، وتجاه الأخرين، وأن يكون العمل على أكمل وجه، كما أمرنا الرسول (ص) ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”. فعلينا أن نأخذ بأسباب النجاح والتميز. وعلينا أن نسلك الطريق المستقيم لتحقيق هذا النجاح والتميز وعلينا أن نكون قدوة للأخرين. وبهذا تستقيم الحياة، ونسعد بثمارها. وتأكد أن الطير لا يحصل على غذائه إلا عندما يسعى. ولكن أن تكون على يقين أن الأخذ بالأسباب ليس معناه أن نترك المسبب – الله جل شأنه – فهو الذي يعلم صلاح هذا الهدف من عدمه لنا، وهو الذي يعلم التوقيت المناسب لتحقيقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى