اساس دمار العلاقات
الكاتبة/ سلوى خلفان المقبالية
تعتبر العلاقات الإنسانية أحد أعظم الجوانب في حياة الفرد، سواء كانت علاقات أسرية أو صداقة أو شراكات عاطفية. ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تتعرض هذه العلاقات للدمار نتيجة لعدة عوامل، أبرزها الشكوك المتزايدة أو الظلم المتكرر. هاتان الصفتان تشكلان تهديدًا حقيقيًا للأواصر الإنسانية، إذ يمكن أن تفقدا الثقة، وتزعزعا استقرار العلاقة، بل قد تقودان إلى انهيارها الكامل، فالشك هو شعور داخلي من عدم اليقين أو القلق بشأن نوايا الآخرين أو حقيقة المواقف. في العلاقات الإنسانية، يمكن أن يكون الشك أكثر من مجرد تساؤلات عابرة، إذ قد يتحول إلى حالة من التوتر المستمر الذي يؤثر سلبًا على التفاعل بين الأشخاص، واما الظلم فهو ليس مجرد إساءة جسدية أو لفظية، بل هو أيضًا تصرف يؤدي إلى تحميل شخص آخر عبئًا أو ظلمًا غير عادل، سواء كان ذلك في شكل تمييز أو انتهاك للحقوق أو عدم احترام للآخرين ، يمكن أن يكون الظلم أكثر تأثيرًا من مجرد اختلاف في الرأي، إذ يؤثر على الأساس الذي تبنى عليه تلك العلاقة، مما ينتج عن الشك والظلم فقدان الثقة التام ،مما يخلق مسافة بين الطرفين والشعور بالوحدة والعزلة داخل العلاقة، فالتصعيد والتحقيقات المبالغ فيها سوا كان في العلاقات العاطفية او غيرها ،مما يؤدي الى تآكل العلاقة بشكل سريع ، حيث يشعر الطرف الاخر بالإجهاد والإحباط بسبب الإتهامات غير المبررة ، مما يؤدي الى التوتر العاطفي والإنعزال عندما تكون العلاقة مليئة بالشكوك يتراكم ذلك التوتر ويحاول الشخص حماية نفسه من الإتهامات او الدفاع عن نفسه بإستمرار مما يؤدي الى نقص التواصل المفتوح والصادق،مما يجعل العلاقة أقل قدرة على الإستمرار بشكل صحي مما يعمّق الهوّة بينهما.
إضافة الى الإحساس بالخذلان الشديد مما يؤدي الى فقدان الثقة والإحترام وهما عنصران أساسيان في أي علاقة صحيه،ويؤدي ذلك الى تناقص مشاعر التقدير المتبادلة،
وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي الظلم إلى رغبة في الإنتقام سواء كان ذلك بشكل صريح أو ضمني ، مما يجعله يختار الإنسحاب من العلاقة حيث يجد الإستمرار فيها تهديداً لسلامته النفسيه والعاطفية،ناهيك عن التأثيرات النفسية الناتج عند تلك الشكوك او الظلم بين الطرفين
مثل العزلة الإجتماعية،والقلق والمستمر مما يؤدي الى مشاكل صحية وجسدية وعقلية.
فالشكوك والظلم هما من أكبر العوامل التي تدمّر العلاقات الإنسانية. عندما تغيب الثقة والعدالة، يصبح من الصعب أن تنمو العلاقات وتزدهر. إلا أن إصلاح هذه العلاقات ممكن إذا كانت هناك إرادة صادقة من الطرفين، ورغبة في الشفاء والتعلم من التجارب، فالعلاقات الصحية مبنية على الاحترام المتبادل والتفاهم، وعندما يتم تجاوز الظلم والشكوك، يمكن للعلاقة أن تنمو وتصبح أقوى من ذي قبل.
فمثلا يمكننا إصلاح العلاقات المدمرة التي تضررت بسبب الشكوك أو الظلم يتطلب جهوداً مشتركة من الطرفين واولها الإعتراف بالمشكلة والعمل على مواجهتها بدلاً من إنكارها والأعتراف بالخطأ والظلم وهو أولى خطوات الإصلاح، إضافة الى بناء الثقة مجدداً والتي تم هدمها بذلك تحتاج الى جهود كبيرة لإعادة بنائها والتواصل المفتوح والشفاف وهو مفتاح لإستعادة هذه الثقة.