بيان هام من اتحاد علماء بلاد الشام
الآن – الإدارة :
” بسم الله الرحمن الرحيم”
بیان اتحاد علماء بلاد الشام وخطباء وأئمة مساجد الجمهورية العربية السورية
قال الله تعالى: ( وَقَتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ … ) [ البقرة ١٩٣)
وقال النبي : يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون قول خير البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه))
لا شك أن الحركات المتطرفة التكفيرية الإرهابية كانت وما زالت بلاء عظيماً على الإسلام والأوطان، تستبيح الدماء والأموال والأعراض والكرامات بشعارات دينية زائفة، يغطون بجرائمهم هذه نور الإسلام وعلى رأسهم جبهة النصرة الإرهابية فرع تنظيم القاعدة الإرهابي الدولي وداعش وتوابعها، وهم يشكلون خطراً دائماً على كافة الشعوب العربية الإسلامية .
ولقد استطاع الشعب العربي السوري على مدى السنوات الماضية مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، واليوم هو مصمم على اجتثاثه أكثر من أي وقت مضى، كما قال السيد الرئيس حفظه الله .
ولذلك فإن سورية دولة وجيشاً وشعباً ماضية في محاربة التنظيمات الإرهابية بكل قوة وحزم، وعلى كامل أراضيها، وإن مواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته وتجفيف منابعه لا تخدم سورية وحدها، بقدر ما تخدم استقرار المنطقة كلها وأمنها وسلامة دولها، وإن السوريين الذين يعيشون بشرف ويستشهدون بشرف فإن عزتهم وكرامتهم أغلى عليهم من الحياة نفسها، وإن إيمانهم بالله منصهر مع إيمانهم بالأرض والوطن والشعب كما قال الرئيس الأسد .
وإن القاصي والداني يدرك حجم التأمر الصهيوني التركي الأمريكي لتقسيم سورية واستهدافها عبر سنوات طويلة لمواقفها المبدئية المشرفة وإن الأحلام والأطماع العثمانية المريضة تحرك هذه الأدوات من المرتزقة لتنفيذ مخططاتهم والعمل على تقسيم سورية بالتنسيق مع الصهاينة المجرمين .
ان اتحاد علماء بلاد الشام وخطباء وأئمة مساجد الجمهورية العربية السورية بدعون كافة علماء العالم الإسلامي والمؤسسات الدينية في الدول العربية والإسلامية لدعم سورية في مواجهة الإرهاب والتكفير وداعميه، وإدانة جرائم جبهة النصرة الإرهابية والحركات الإرهابية المتطرفة التي تعيث في الأرض فساداً وقتلاً وتدميراً وتشريداً للشعب السوري ويعرضون ديننا وشريعتنا الإسلامية وكل دولنا العربية والإسلامية للخطر الداهم .
كما يهيب اتحاد علماء بلاد الشام بجميع أبناء الوطن الشرفاء ويذكرهم بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فاسق بنبا فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات/٦).
وتعد حرب الشائعات من أبشع أنواع الحروب، لأنها تنال من تماسك الأمة وقوة المجتمع وتبث الفرقة بين أبناء الوطن : الأمر الذي بات سهلاً سريع التأثير في زمن وسائل التواصل الاجتماعي التي قربت البعيد وكذبت الصادق وصدقت الكاذب .
وينبغي أن نواجه هذا النوع من الحروب حروب الشائعات من خلال عدم التحدث بالخبر القائم على الظن والتخمين بعيداً عن التأكد والتثبت بالمعلومات الصحيحة والحقائق الثابتة ، بدلا من ترك الفرصة أمام مروجي الشائعات لاختلاق الأحداث وتلفيقها ولي عنق الحقائق، وأن نعمل على غرس الروح المعنوية العالية والثقة المطلقة بجيشنا وقيادتنا ونصر الله لنا وكان الصحابة الكرام يقولون : من ظن أن الباطل سينتصر على الحق فقد أساء الظن بالله وأن نعلم أن النصر له سننه وأسبابه وليس بالضرورة أن يكون ناجزاً قريباً بل ربما تأخر وأبطأ امتحاناً واختباراً للناس وتمحيصاً للمؤمنين وكشفاً للمنافقين، كما حصل مع المؤمنين في أحد ومؤتة، وكما قال الله تعالى: ( لِيَمِينَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) الأنفال (۳۷)، و قوله تعالى (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَا نَتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لَيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ) محمد (٤)
وختاماً:
فتحية إجلال وإكبار لشهداء الجيش العربي السوري الذين سيجوا بدائهم الطاهرة حدود البلاد، ووحدوا بجراحهم آلام السوريين وآمالهم، وصاغوا ببطولاتهم أعظم معاني القوة والصلابة، نشد على أيدي جيشنا الباسل ونقف وراءه وخلفه في مواجهة أعداء الله وأعداء الإسلام وأعداء المسيحية وأعداء الأوطان من الإرهابيين التكفيريين في جبهة النصرة وسواها .
ستبقى سورية شامخة قوية صامدة عصية على الإرهاب والأعداء، فسورية تستحق منا كل الجهد والعرق والعمل . تحية لشعبنا القوي الصامد الأبي الذي يشد على الجراح وينهض بالوطن من جديد، وتحية لجيشنا العربي السوري ضباطاً وصف ضباط وأفراداً ، ودعاؤنا وقلوبنا معهم ومن ورائهم .
قال النبي ﷺ : (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله ).
قال سيدنا علي رضي الله عنه : الجنود حصون الرعية وعز الدين) وقال سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه: (فلا نامت أعين الجبناء)
دمشق في ٣٠/ جمادى الأولى / ١٤٤٦ هجري الموافق لـ /٢٠٢٤/١٢/٢ ميلادي.
اتحاد علماء بلاد الشام