الحب
✍🏻 مسفر الاكلبي:
يقول الشاعر سعد بن جدلان الاكلبي
الحب سيسان العباده و العباده بالجهر
ان ما قدرت تقولها وجه الصحيح يقولها
الحب ينقسم الى عدة اقسام و اولها و افضلها هو حب العبد لمعبوده فتجد رجل كبير في السن قد اخذ من العمر عتيا يذهب للحج او العمره او يقوم من لذة النوم في عز البرد ليصلي الفجر او يتصدق بماله و يعيد مريضاً او يشارك في جنازة حبا في الله و طمعا في ثوابه و هذا افضل الحب
كما ذكرت رابعة العدوية في ابياتها :
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب ترابُ
هنا اتكلم عنا كمسلمين ، اما عن بعض المعتقدات فتجد برفيسور يُدرس في افضل الجامعات و حصل على عدة جوائز في العلم و تجد امي جاهل لا يقرأ و لا يكتب و هم يعبدون بقره و يتقربون اليها بالحلي و الذهب و انفس الاشياء و يتمسحون بها حبا بها و طلباً في بركتها و قس على ذلك . فقد كان كفار قريش يتقربون الى الاصنام بالجزور و الهدايا و قد وجدت الكعبه عند فتحها مملوءه بالهدايا الثمينه فالمحب لا يبخل على محبوبه بشيء و انما يبذل الغالي و النفيس ليحصل على رضاءه .
ام الحب الثاني : فهو من طرفين متبادلين و هنا يكون الحب العذري بين الزوج و زوجته و لم ينكر الإسلام عاطفة “الحب” ولا أصحابه، بل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم آية في الحب، ونقصد به ذلك الحب بين الرجل والمرأة، فكان صلى الله عليه وسلم محبًا لخديجة حتى كان يكرم أصحابها بعد وفاتها، ويحن إليها وإلى ذكراها رغم مرور السنوات، وتزوجه بغيرها، وكان صلى الله عليه وسلم كذلك يحب زوجته عائشة رضي الله عنها حتى أجاب حين سئل عن أحب الناس إليه قائلًا بطلاقة: عائشة،
و لكن الحب من طرفين له فوائد كما له مصائب ،
فهو يحيا و يعيش بالاهتمام المتبادل و الاحترام و التقدير و الإيثار و التضحية و التفاهم و تحمل الاخر و يدوم و لا يجف ينبوعه ،
و يشتعل الحب اذا بدأت الغيره و الخوف و القلق بل يصل الى حد الفراق او الطلاق و احيانا القتل من شدة الغيره .
و يموت الحب بسبب الاهمال و التقصير و عدم الحرص و الامباله و الاستغلال و الانتهاز لمصلحة الاخر .
ام الحب الثالث فهو من طرف واحد و قد تصدر قائمته الرجال بلا منازع فأذا رجعنا لتاريخ منذ نشأته الي هذا اليوم نجد ضحايا الحب معظمهم من الرجال و قد ضحى ابونا آدم بالجنه من اجل حواء و عنتره افنى حياته و فروسيته و هو ما زال يتغزل بمحبوته و امرؤ القيس هام به العشق حتى اضاع ملك ابيه و قيس اصابه الجنون بسبب ليلى و كثر لا استطيع حصرهم في مقال واحد بل يحتاجون الى مجلدات فأصحاب الحب من طرف واحد يضحون بكل شيء من أجل رضا المحبوب و هنا استشهد ببعض الابيات
لأ مرؤ قيس
أغرك منـي أن حبـك قاتلـي
وأنـك مهمـا تأمـري القلـب يفعـل
و قال
قفا نبكي عن ذكر حبيبا و منزلي
و قال عنتره
سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى و يطلبُ
وأصبحَ لا يشكو ولا يتعتبُ
صحا بعدَ سُكْرٍ وانتخى بعد ذِلَّةٍ
وقلب الذي يهوى العلى يتقلبُ
إلى كمْ أُداري من تريدُ مذلَّتي
وأبذل جهدي في رضاها وتغضبُ
و قال الأعشى
وَعُلّقَتْهُ فَتَاة ٌ مَا يُحَاوِلُهَا
مِنْ أهلِها مَيّتٌ يَهذي بها وَهلُ
وَعُلّقَتْني أُخَيْرَى مَا تُلائِمُني
فاجتَمَعَ الحُبّ حُبّاً كُلّهُ تَبِلُ
فَكُلّنَا مُغْرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِهِ
نَاءٍ وَدَانٍ، وَمَحْبُولٌ وَمُحْتَبِلُ
فالعاشق يضحي بكل ما يملك من اجل الحبيب و قد يمرض و يموت بسبب الهيام و العشق و قد مات صحابي في وقت الرسول صلى الله عليه و سلم بسبب العشق و هو بشر الأسيدي بسبب عشق هند له و كان بينهما قصائد من اروع قصائد الغزل و ودت لو اسهبت فهناك ايضا حب التخيل كم قال الشاعر نزار قباني
الحب في الأرض بعضُ من تخيلنا
لو لم نجده عليها لاخترعناه