من هم أولى بهذا

 

✍🏻 صالح الريمي :


العدل قيمة مطلقة ومطلوب في كل حال ومن كل أحد، ومطلوب من الجميع إقامة العدل، ونحن المسلمون أولى بالعدل من غيرنا في المجتمعات الأخرى، بحكم أن ديننا الحنيف مبني على القيم العالية والأخلاق الجميلة ويدعو إلى العدل والإنصاف، من هذه المقدمة أنقل لكم خبر تم تناوله في وسائل التواصل الاجتماعي قبل عدة سنوات..
حيث أن زوجة رئيس وزراء الدانمارك، “لارس راسموسن”، كانت تعمل معلمة مدرسة، وذات يومٍ استدعاها المدير لاجتماع طارئ لمناقشة أخطائها في العمل كمدرسة، عِلما أن القانون في الدانمارك يسمح أن تُحضر معها مرافقًا في هذه الحالة، حتى يكون شاهدًا على أحداث الجلسة.

وبالطبع فقد أحضرت المعلمة معها زوجها والذي هو رئيس الوزراء، ليحضر معها الاجتماع بصفته زوجها، ورغم ذلك، انتهى اللقاء مع المدير بفصل المعلمة نهائيًا من العمل كمعلمة في المدرسة، رغم وجود الزوج رئيس الوزراء!! والطريف في الأمر أن الصحافة لم ترحمه، واتهمه المعارضون بأن الهدف من وجوده في الاجتماع هو للتأثير والضغط على قرار إدارة المدرسة..
كيف يتجرأ مدير المدرسة على استدعاء زوجة رئيس الوزراء لاجتماع يناقش أخطاءها؟!! والأدهى من ذلك، كيف يتجرأ على إقالتها وزوجها رئيس للوزراء؟!! والأكثر عجبًا من ذلك كيف أن زوجة رئيس الوزراء تعمل معلمة أصلًا؟! والسؤال من هم أولى بهذا العدل، بكل تأكيد نحن المسلمون أولى بهذه القيم الأخلاقية العالية.

العدل ملاك الأمر كله، وجماع الخير ورأس الفضيلة، وعليه تتوقف سعادة وطمأنينة المجتمع، وبه يأمن الإنسان على نفسه وماله وعرضه، فإذا ما أمن الناس وسعد المجتمع بالعدل، عمل الفرد فيه بحرية ونشاط فيزداد الإنتاج ويستقر حال البلاد ويسعد الأفراد والعباد..
وإقامة العدل في المجتمعات ضرورة ملحة، فهو الحارس للدين والمال والنفس والعرض، والعدل وهو أمن وأمان للعباد والبلاد، وبه قامت السماوات والأرض، وبه يأوي الضعفاء، ويلوذ إليه الفقراء، وهو إنصاف للمظلوم، ورزق للمحروم، وبه يجتمع الشمل وتتحد الكلمة وتدوم الرابطة، وتقوى الأواصر بين الناس، هذا النقل من كتاب المجتمع الإسلامي”.

ترويقة:
الإسلام دين العدل والعدالة وفريضة واجبة، فرضها الله على الجميع دون استثناء، والدليل في ذلك عندما أراد الصحابي الجليل أسامة بن زيد أن يشفع في المرأة المخزومية التي سرقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتشفع في حد من حدود الله تعالى؟ ثم قام، فاختطب، ثم قال: إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).

ومضة:
‏فما من حاكم جعل العدل أساس ملكه قويت شوكته، وعظمت دولته، وإن كان كافرًا، ومن جعل أساس دولته الظلم، وتضييع الأمانة وإهدار الحقوق لم تبق دولته، وإن كان مسلمًا، وإن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة..
ابن تيمية رحمه الله.

كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى