افعل ما شئت لكن لا تخذل قلبا وثق بك
حكاية سحر عبدالله " الفصل العشرون " هذه القصة حقيقية و الاسماء فقط مستعارة
✍🏻 د_ فايل المطاعني :
لاول مرة أشعر بالهدوء والراحة النفسية في بيت والدي ، و كأنني عدت إلى الوراء ، وذكريات المراهقة و الضفائر المربوطة ،واغاني محمد منير
،الليلة يا سمرا
يا سمارة الليلة يا سمرا البنت قالت فستاني منشور على الشط الثاني .خذني المراكبي و عداني ورجعت فى القمرة الليلة. الليلة يا سمرا يا سمارة .
وهطل المطر الاسود في عز الصيف ، و بدون إرادتي لقد ضاع من عمري الكثير الكثير ، ضاع بين إرضاء زوج وخوف من مجتمع ،وانا اسأل نفسي هل معقول بأننا نخاف من كلمة مطلقة ، وماذا بها ،اذا فيها بدء حياة ، عندما يقسي علينا الزوج ،و يرفضنا المجتمع اين نذهب ؟ لك الله أيتها المرأة. نزلت امنا حواء الأرض مع أبانا ادم بإتهام انها من أصرت على أكل التفاحة ومخالفة أوامر الله عزوجل ،وطيلة تلك السنون قذفت بالكثير من التهم بالنساء ،بأنهن سبب الحروب و البلاوي الإنسانية ، انتن مجرمات ايتها السيدات ،اما السيد الرجل فهو المظلوم . مضت حياتي في بيت والدي ،حياة عادية ولكنها هادئة مع بناتي ، وفي يوم من ايام شهور الصيف شديدة الحرارة
جاء زوجي ، ولا أخفيكم فرحتي برؤيته ،نحن النساء نقدر الحياة الزوجية ونسعد عندما يأتي الزوج لارضاء زوجته بعد غضب،تسعدنا كلمة طيبة وحضن دافئ. جلس مثل الطفل ، يطلب منى العودة إلى البيت ، ونظرت إليه لعل الايام الماضية غيرت فيه شيئا ما ،أو أنه اشتاق الى رؤية بناته، أنني لم الاحظ ذلك في زوجي ؛ حتى أنه لم يطلب رؤيتهم، فقلت له ما الذي تريده لكي تستمر حياتنا بهدوء ؟
أجاب زوجي: أريد الولد .
فقلت له :أنت تعلم أن ذلك بإرادة الله عزوجل وليس بايدينا.
فقال :أنت تعلمي أنها ليست رغبتي فقط ،بل رغبة أهلي كذلك ، فقلت له متعجبة : هذا ليس كلامك وحدك إذن !؟
فقال وهو ينظر إلى ساعته: وما المشكلة أن كان ذلك طلب أمي وأخوتي ،أنهم يريدون رؤية أبن لي من صلبي يحمل أسمي و يرثني ،وأخذ يلوح بيده اليمنى قائلا :لقد أكتفيت من الفتيات إنهم يمصون دمي.
فقلت له :الفتيات نعمة من الله ،وأنت مع الأسف لا تقدر نعم الله .
فقال بحدة :أنا اريد أنجاب ولد الان هل ستعترضي وتعصيني!
فقلت له بحسم :انا لن اغضب الله من أجلك ،إن أردت أن تنجب الولد بطريقتك تلك اذهب تزوج من أخري. سكت بعدها ولم ينطق فأنا كنت متأكدة ،إنه لن يفعلها ويأتي بأخري،بسبب حالته الصحية ،فهو عندما يخضع للعلاج عند الإنجاب في كل مرة كان يصبح شديد الضعف ،ولذلك لن تتحمله امرأة غيري ؛ انا اعلم أنه لا يستطيع إنجاب الذكور ،وهو يعلم أن الخلل منه وليس مني ،هو قادر على إنجاب الإناث فقط ،اما الذكور فذلك صعب ونسبته ضعيفة جدا ،وهذا ما قاله الطبيب عندما ذهبنا للفحص وعندما كشف عليه أخبره بذلك وطبيعي الطبيب يخبرني ؛ و طبعا زوجي لا يعلم أن الطبيب أخبرني ، لذلك يريد أن يلقي اللوم علي وأنني غير قادرة على الإنجاب ،واستغرب عندما يقولون مكر النساء ،وما فعله زوجي، ماذا يقال عنه أليس مكرا فهو لم يخبرني بأن قدرة إنجاب الذكور ضعيفه لديه ،ورغم ذلك يحدث العالم كله، بأنني لا أنجب غير الفتيات، واظن أنه أخبر فيصل القاسم بأنني لا أنجب غير الفتيات ليعلن القاسم ذلك في برنامجه الشهير الاتجاه المعاكس ليصفق له رجال العالم ويقولون مسكين مجدي وقبح الله زوجته الشريرة التي تحرمه من إنجاب الذكور … وخرجت من الصالة وانا أردد سافر من غير وداع وساب لقلبي جراح
دوبت فى ليل السهر
والعيون ما ارتاحوا
ومنين نجيب الصبر ياالله يداوينا
يتبع غدا بإذن الله تعالى ……