الله غالب على امره

حكاية سحر عبدالله " الفصل الثامن عشر "

✍🏻 د. فايل المطاعني :

كلما دقيت في ارض وتد من رداء الحظ أصابتني حصاة.
عندما علمت بحملي ارتعبت، فلقد أيقنت أن زوجي لن يرحمني اذا اتت فتاة هذه المرة. وليس هو فقط بل حتى أهله ، المجتمع أيضا للاسف ،حينها سوف احصل على لقب ام البنات عن جدارة واستحقاق، وان كان الأمر متروك اللى ، فأنا اتشرف بهذا اللقب ،فمن اجمل من البنات هن اجمل الكائنات ،ولكن وكتبت باللون الاسود زوجي ورسمت دمعة كبيرة جنب زوجي ، لن يرضي بأن انجب فتاة اخري.
أخر حوار جري بيني وبينه في هذا الشأن، كان صادما ،فقد صرح بأنه يريد طفل باي طريقة فلما ،قلت له تلك ارادة الله عزوجل وليس لنا نحن البشر دخل فيها ،صرخ في وجهي وقال ،بل المشكلة منك أنت ،تبا لك لا تنجبي الا البنات ،الم تري زوجة اخي لديها ثلاثة صبية ،وانت لا تقدري على إنجاب صبي واحد، سكت على تلك الإهانة ، و كأن انا من يحدد الانجاب، فقلت له على مضض :واذا جاءت فتاة ماذا سوف تفعل ؟ فقال :لا هذه المرة سنأخذ احتياطاتنا. نظرت إليه بدهشة وقلت له :كيف ذلك ! اخفض صوته قليلا وانتم تعلمون، أن البيت يجمعنا مع أهله،والحيطان لها اذان. قال :لقد اقترح علي أحد الأصدقاء أن نخضع لعمل عملية لتحديد نوع الجنين . لم استوعب اولا ما قاله وبعد صمت قلت له :ولكن هذا تدخل منا ويخالف شرع الله . التفت اللى والحيرة تعصف به فقال :ليس هناك ما يغضب الله في ذلك . وانا ايضا كنت حائرة وخائفة فقلت :هل سالت علماء الدين ؟ زوجي : لا لم اسال وما أفعله ليس به ما يغضب الله. لأول مرة تأتيني الشجاعة فقلت له وبحسم :انا سوف أسال وأتأكد من ذلك،وفعلا لم اكذب خبر ،وسالت وعلمت من أهل العلم أن تلك العملية حرام وغير جائزة شرعا ،لانها بالفعل تدخل منا في أمر الله عزوجل ،وعندما واجهت زوجي بذلك ،غضب كثيرا ورمي بالكرسي الخشبي في وجهي ولولا رحمة الله بي لأصابني ذلك الكرسي في وجهي،وشدني من شعري قائلا وبصوت غاضب :أنا اريد أن انجب الولد باي شكل من الأشكال وليذهب كلامك الى الجحيم. طبعا لم أحاول أن اشتد معه في الحوار حتى لا تكبر المشكلة ،ولكن مع مرور الأيام ومع اقتراب الانجاب ،بدات تحدث معي اشياء غريبة،كنت اري خيالات لأشكال مخيفة،كنت أشعر بالرعب وعندما أخبر زوجي ،كان يضحك ويقول :انها مجرد خيالات فقط لا تقلقي. تلك الفترة كانت صعبة جدا خاصة أنني كنت احاول اخفاء شعور الخوف وان تأتي المولودة انثى ،وكنت ادعو الله كثيرا بأن يأتي ذكر على حسب رغبة زوجي وايضا رغبتي ،لا أنكر ذلك ،والله لكي ارتاح ،وكتبت سحر وبخط اسود كبير و يكاد الحزن يقتلها.
لقد جاء المولود انثى والله الغالب على أمره ….
غدا نلتقي احبتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى