الذكرى 192 لمبايعة الامير عبد القادر الجزائري..
الشاعر ياسين مية مفتاح / وهران
أرسلتُ طرفيَ للسّماء فآبا…
وسألتُ عنك فما وجدت جوابا/
وكأنّ صمتك راودته مدامعٌ…
من فرط حسنك غلّقت أبوابا/
يا دهر ويحك! والحنين كنسوةٍ…
قطّعن أيدي الشّوق فيك عتابا/
هل يستوي الجرحان جرح هاهنا…
وهناك جرحٌ يستغيث صحابا/
يا”صاحب المقراض” جئتُ مبايعاً…
فابسط يديك فقد بلغت نصابا/
ما بين معركة وأخرى لا نرى…
إلاّ الذي قد رهّب الإرهابا/
” زملتَ ” تُربك بالخيام تيمناً…
وكأنما تلك الخيام قبابا/
وحملت نبضك عاصماً مستعصماً…
مذ خان عهدك غادرٌ كذابا/
أطعمتَ خيل الغزو كلّ مهانة..
وسقيتهم _ ياابن الكرام – عذابا/
أنا يا أمير رفعت حرفك عاشقا…
والحرف بعدك أرهق الكُتّابا/
خيطٌ من النّور الشّفيف رأيته…
ورأيتُ ثمة بارقاً وسحابا/
ستظل تذكر ” باب تومة ” منقذاً ..
متصوفا إذ يفتح الأبوابا/
لا لم يضق ذاك الفؤاد بمن لجا..
في حفظهم قد هيّأ الأسبابا/
سرّان كنّا .. لم يكن في ليلنا ..
إلا الوميض أضاءنا وأنسابا/
يا سيدي أنت الأمير مبجلاً…
كلّ الملوك جعلتهم حجابا/
يا سيد الوطن الجميل تحية…
من شاعر لا يشتهي الألقابا