مزرعه الذل ” الفصل الرابع “

*الناس تخاف من العيب أكثر من الحرام ، لأن الله يسامح لكن الناس بتذل*

✍🏻 سمير الشحيمي :

السيد سفيان تقف عربته أمام مدخل بستان كبير جداً في البستان فواكه والخضراوات من جميع الأنواع.
سفيان : يا عزيز يا ولد يا عزيز.
خرج عمال البستان من وسط الأشجار والحشائش ولكن عزيز لم يخرج.
سفيان : وين هالكسول مخلنه مسؤول عن بساتين الفواكه والخضار وهو مختفي.
محمود : بدور عليه.
سفيان : لا أنا بنفسي بدور عليه.
يتحرك سفيان ويمر بجانب أحد حراسه ويسحب من خصر الحارس كرباج ودخل بين الحشائش والأشجار حتى وجد عزيز وهو متكئ ظهره على شجرة زيتون ويغط بنوم عميق اقترب منه سفيان وضربه على قدميه بالكرباج ونهض عزيز وهو يصرخ قائلاً : أخ أخ سيد سفيان أنت هنيه آسف ياسيد سفيان.
سفيان يضربه مجدداً وهو يقول : أنت ما أتوب أبدا بكل مره اتفقد المزرعة احصلك نايم.
عزيز : والله غصب عني يا سيد سفيان هاي آخر مره.
سفيان: تحرك جدامي بسرعه.
تحرك عزيز وخلفه سفيان ووصلوا إلى تجمع العمال والفلاحين وقال سفيان : يا محمود اخصم من راتب عزيز ثلاث أيام.
عزيز : سيد سفيان التوبه والله ما أعيدها صدقني.
سفيان : محمود سجل خصم 5 أيام.
عزيز : سيد سفيان….
قاطعه سفيان : عزيز كلمة زيادة بيصير الخصم 10 أيام.
عزيز بأسى وستسلام : تحت أمرك سيد سفيان اللي تامر فيه.
سفيان : كيف الفواكه والخضروات المحصول جاهز؟
عزيز : جاهز وتم تعبيته بصناديق والشاحنات بعد شوي راح تجي عشان تحمل المحصول إلى السوق.
سفيان : ناولني تفاح أحمر من اذاك الصندوق.
عزيز يحضر تفاحه حمراء ويعطيها لسفيان قضمها سفيان ثم قال : طعمها حلو اعطيني تفاح أخضر من اذاك الصندوق.
عزيز أحضر تفاحه خضراء واعطاها لسفيان الذي قضمها وقال : لذيذ الحمدلله محصول هاي السنه فوق الممتاز باشروا على الهمنوال.
عزيز : على أمرك سيد سفيان.
سفيان : عزيز تعرف لولا غلات أبوك المرحوم العم يوسف وقديم معانا بالمزرعه من زمن أبوي كان قبضتك الدرب وطردتك من المزرعه أنت وعايلتك لكن ماراح أنسى العيش والملح اللي بينا وراح اكتفي بخصم راتبك لكن تأكد إذا تكررت يمكن اطلعك من هاي المزرعه صدقني لأن كل شيء له حدود.
عزيز : ماراح تتكرر سيد سفيان.
خرج سفيان وامتطى عربته وانطلق يجوب باقي اقسام المزرعه مع حاشيته.

القصر
المطبخ خلية نحل من الخادمات يطبخن الأكل بشتى أنواعه وتترأسهم روعه وهيه تقول : يالله شدو الهمه يا بنات ماباقي شي عن تصير الساعه 12 بنرسل الأكل لسيد سفيان مانبيه يعصب علينا.
إحدى الخادمات : حاضر سيدة روعه خلاص نحن قربنا نجهز كل شيء تقريباً لو تروحي وترتاحي.
روعه : أنا كذيه مرتاحه بوقفتي وياكم ولا متضايقين من وجودي.
الخادمة : أعوذ بالله لود ودنا تكوني معانا طول الوقت.
روعه : يالله عيل شدو الهمه بدل هاي السكته وازعاج الصحون والطبخ سمعوني صوتكم غنو ، لما أكون فوق اسمع صوت وحده فيكن تغني صوتها وايد حلو وماعرفت من هيه فيكن.
الخادمة بجوارها : هاي وسن يا سيدة روعه.
روعه : وين وسن ما أشوفك رفعي إيدك.
وسن بخجل واستحياء ترفع أيدها : نعم سيدة روعه.
روعه وهيه مبتسمه : أطربينا وسمعينا صوتك اللي يغرد مثل صفير البلبل.
وسن بخجل: بس سيدة روعه….
روعه : من دون بس يالله ننتظر.
وسن تناظر زميلاتها بالعمل في خجل والكل ينظر لها من أجل أن تغني.
روعه : غني لا تستحي وكلنا بنغني معاك يالله يا بنات اللي ماتغني مع وسن ياويلها مني يالله وسن.
وسن : (الحلوة دي قامت تعجن في البدريه والديك بينده….)
كل الخادمات معاهم روعه : (كو كو كو بالفجريه)
وسن 🙁 يللا بنا على باب الله ياصنايعيه يجعل صباحك صباح الخير يا اصطه عطيه)
ولكل يشارك بالغناء وروعه كذلك : الحلوة دي قامت تعجن في البدريه
و الديك بينده كو كو كو بالفجريه
يللا بنا على باب الله
يا صنايعيه
يجعل صباحك
صباح الخير
يا اصطه عطيه.
والصوت يعم جميع أرجاء القصر بطرب وسعادة عارمه.

منزل أفلح
رقيه ومعها جارتها أماني وأبنائها نورة ومحمد ويتناولون طعام الغداء.
أماني : يا سلام تسلم ايدك على هاي الطبخه يا رقيه عليك نفس ما شاء الله.
رقيه : عافيه عليك حبيبتي.
أماني : مرات زوجي جبر يشم ريحة طباخك يقول تعلمي منها يصدعني.
رقيه تضحك : ما تعرفي إن سر الرجل معدته.
أماني : الله وكيلك كل شي اطبخه له بس هو ما متقانع.
رقيه : ما عليه حبيبتي أماني وقت اطبخ أي شي برسلكم صحن منه.
أماني : ماتقصرين الغاليه بس ماريدك تكلفين على نفسك.
رقيه : الخير موجود لله الحمد.
أماني : الحمدلله ، صح على طاري أزواجنا مانعرف شو الامور معاهم مع السيد سفيان العسر.
رقيه وهيه تمد يدها بقطعة تفاح : الله يكون بالعون، حبايبي خذوا هاي من ايدي حمودي نوره بسم الله عليكم.

المزرعه
العربة تقف تحت مظله كبيرة والحصانين يأكلان العلف ومجلس مفتوح به السيد سفيان وهو يتناول وجبة الغداء وحاشيته يأكلون حواليه وهو يقول : ادعو لتاج راسكم السيدة روعه على هاالأكل الطيب.
محمود : تسلم ايدها ويحفظها لك سيد سفيان.
جبر وهو بجانب عزيز وبصوت خافت : السيد سفيان يمن علينا.
عزيز : زوجته ما في أطيب منها بس هذا اللي ما شايف خير.
محمود يسمعهم : كلوا وانتوا ساكتين ولا لازم أحد يسمعكم من الحراس ويخبره عشان يضربكم بالكرباج أو يربطكم بالشجر.
عبد الرحمن: صدقه محمود كلوا وانتوا ساكتين خلوا اليوم يعدي على خير.
الكل يصمت ويأكلون.

يتبع….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى