مزرعه الذل ” الفصل الثاني “

✍🏻 سمير الشحيمي :

يدخل محمود إلى باحة القصر بعربته التك توك وينزل منها ويتجه بخطوات سريعه إلى باحة القصر الخلفيه حيث مجلس السيد سفيان الذي كان يجلس على كرسيه الواسع المريح ويظله سقف من الرخام وأمامه حوض سباحه وقف محمود مسافة عن مجلس السيد سفيان وتحت أشعة شمس العصريه وهو يقول : السيد سفيان آسف على التأخير.
سفيان : خبرتك إني أريد أشوفك تنتظرني ما أجلس أنا أنتظرك من السيد هنا أنا ولا أنت؟
محمود : حاشاك سيد سفيان بس تأخرت شوي بحظيرة الدواجن أخبر العامل يجيب الدجاج عشان شوربة الدجاج اللي تحبها.
أتى أحد الخدم ومعه الشيشه (الأرجيلة) ووضعها بجانب السيد سفيان وأعطاه المبسم ووضع له الفحم ثم ابتعد مغادرا.
سفيان : ما علينا أهم شي خبرني شو صار بغيابي بالمزرعه؟
محمود : المزرعة كلها كانت نفس خلية النحل أوامرك تتنفذ بحذافيرها والسيدة روعه كانت تشرف ببعض الأمور بنفسها.
سفيان وهو ينفخ دخان الشيشه : روعه مافي مثلها سيدة منزل وذكيه وفطينه تعرف كيف تخلي العاصفة تهدء.
محمود : ربي يحفظها لكم يا سيد سفيان.
سفيان : وين دفاتر المحاصيل والحظائر روح جيبها من عربتك وتعال اجلس معاي أراجع شو صار بغيابي.
محمود : تحت أمرك سيد سفيان.
ذهب أفلح إلى عربته ليحضر دفاتره ورجع لسيد سفيان.

منزل محمود
يخرج محمود من دورة المياه ويرتدي ملابسه ثم يذهب إلى غرفة المعيشة بمنزله المتواضع المكون من غرفتين وصالة صغيره ومطبخ ودورة مياه واحدة وواجهة المنزل مطله على أرض زراعيه كبيرة ينادي محمود على زوجته : رقيه وينك شو صار على العشاء ميت جوع.
رقيه تخرج من دورة المياه وبيدها اناء كبير به ماء (طست) ووضعته عند قدمي محمود وهيه تقول : تخسى الجوع حبيبي بس قبل حط رجلك داخل هالطست ماي دافي وفيه ملح عشان ترتاح رجولك من الوقفه طول النهار بالمزرعة.
محمود : جزاك الله خير يا الغاليه عسى ايدك ما تمسهن النار ، لقمت العيش يا رقيه محتاجه صبر وتعرفي أنا المسؤول عن المزرعه وكل صغيره وكبيره محسوبه علي قدام السيد سفيان.
رقيه : لا جاب الله الغلى لم سافر افتكينا من شره وبلاه واللحين رجع يغثنا ويغث اللي بالمزرعه كلهم.
محمود : لازم بيرجع هاي مزرعته ونحن كلنا خدم عنده.
رقيه : نحن مب عبيد معاه نحن نشتغل خدم ما معناته جمعنا داخل هاي المزرعه مساحتها مساحة مدينة كاملة وبنى فيها بيوت وخلانا نشتغل فيها ترا يعطينى راتب ما بلاش يعني اسمنا عمال خدام مش عبيد في فرق.
محمود : عمال خدم مافرقت المهم هو اللي يتحكم فينا وفي ارزاقنا.
رقيه : الرازق الله ، أنا محد كاسر خاطري غير السيدة روعه هاي الذهبه اللي تسوى رجولها وزن اللماس بطيبتها وحضورها ورقيها متزوجه هالوحش اللي مايتسمى سفيان.
محمود : اوص سكتي يا حرمه مافينى حد يسمعك ويخبره ماناقصين مشاكل.
رقيه : وأنا صادقه مع ربي.
محمود : ممكن حبيبتي رقيه تجيبي العشاء والله جوعان.
رقيه تنهض للمطبخ وترجع بصحن فيه فواكه مقطعه من برتقال وتفاح وعنب وقالت : جهزتلك هاي الفواكه تسلى فيهن لين يجهز العشاء ماراح أتأخر.
محمود : يالله عساك على القوه.

القصر
ينهض سفيان من أمام المائدة التي تنوعت بجميع أنواع وأصناف الطعام والفواكه والحلويات والعصائر هو وزوجته فقط واتجه إلى غرفة المعيشه وجلس بعد أن أحضرت أحدى الخادمات وعاء به ماء ليغسل يديه والأخرى تحمل منشفه ثم أتت روعه ومعها صينية بها أكواب شاي ووضعتها أمامه وسكبت الشاي الأخضر برائحة الليمون المنعش.
سفيان : حبيبتي كم مره قلت حقك أنتي عليك تجلسي والخدم هم يسوون كل شي شاله هاي الصينيه الثقيله بروحك ماتسمعي الكلام.
روعه تأخذ لها كوب شاي وتشير على الخادمتين بالمغادرة وهيه تقول : تحسسني إني شاله طابوق إلا صينيه شاي.
سفيان : حتى ولو لا اتعبي نفسك.
روعه : تعبك راحه والزوجه لما تخدم زوجها وهو راضي عنها هذا يسوى الدنيا ومافيها.
سفيان : الله لا يحرمني منك ومن كلامك اللي ينقط عسل.
روعه : شو رايك بالعشاء ترا كله تحت إشرافي.
سفيان : لذيذ وأحسن من اكل المطاعم مليت من أكل المطاعم طول فترة سفري وشوربة الدجاج ولا اللذ منها.
روعه : عوافي حبيبي كل شي كان تحت إشرافي بس الشوربه أنا سويتها بإيدي الحمدلله أنها عجبتك.
سفيان : أي شي يلمسه إيدك يكون حلو حتى لو طعمه علقم يصير عسل على قلبي.
روعه : تخجلني بكلامك.
سفيان : وأنا شو اللي يعجبني فيك غير هالخجل اللي إذا توزع على نساء الدنيا كان كفى وزاد.
روعه : خلينا من هالكلام شو رأيك باكر انسير بيت أهلي نزورهم.
سفيان : ياليت بس باكر من الصباح باخذ جوله على المزرعه بتفقد المحاصيل الزراعيه والحظاير وشوف بقية الأمور عشان كذيه مافي مجال.
روعه : تمام ما مشكلة.
سفيان : لا تضايقي أوعدك اليوم الثاني بنسير لهم زياره.
روعه : تسلم حبيبي.
سفيان يترك كوب الشاي فاضي ويمسك يد روعه ويقول : تعالي نسير فوق كثير مشتاقلك.
ابتسمت روعه بخجل وذهبوا إلى جناحهم الخاص بالقصر.

يتبع…