لماذا عاد ؟

✍🏻 سلافة سمباوه:

بعد 17 عاما من الانفصال، عادت العلاقة بينهما إلى سابق عهدها.

وبهذه العودة، فتح الحبيبان القديمان الباب أمام سيل منهمر من الحنين للماضي ولا يمكن تجاهُل عودة العلاقة بينهما إلى ما كانت عليه.

السؤال الجوهري لماذا عادوا ؟

ما المغزى من العودة ؟

لماذا لم يغلق الباب القديم جيدا ؟

كل القصص لعودة الأحباء تشبه رواية الحب في زمن الكوليرا لغابريل غارسيا ماركيز او مثل فيلم the note book أو عودة جينفر لوبيز وبن افليك

هل العودة لحبيب قديم جاذبة ؟ ام هو محض فضول ؟

الناس العاديون، أكثر ما يجذب انتباههم في مثل هذه القصص هو رؤية قدرة الحب على جمْع شتيتين بعد سنوات من الفراق.

والحقيقة أن استعادة الذكريات مع حبيب سابق تثير مشاعر متباينة في نفوس البشر؛ فالبعض يحذر التقليب في دفتر ذكرياته، بينما يرى آخرون في الأمر ذاته مغامرة تستحق الخوض، بل وهدفا يستحق المغامرة.

وتنسج خيوط العودة إلى حبيبٍ قديم ثوبَ قصة رائعة الجمال في معظم الأحوال. وتشهد بيانات الأبحاث العلمية بأن نحو 50 في المئة من الأحبة المفترقين قد عادوا إلى بعضهم بعضا مجددا.

ومن عجبٍ أن يسهم أي نوع من الاضطرابات في تعجيل عودة البعض، في ظل أزمة ما ، ومعاناة من الوحدة، وإغلاقات بلا علاقات حتى وجد كثيرون أنفسهم في ظل ذلك مدفوعين دفعًا إلى التفكير في الحبيب السابق على أمل لقياه والعيش السعيد في جواره . أن عودة الحبيبين السابقين إلى بعضهما يمكن أن تجلب معها نفعا كبيرا لكن ذلك يتوقف على مدى استعداد الطرفين لعمل الكثير والتحلي بعقلية متفتحة.

ما الذي يجذب في الأحبة السابقين؟

أشياء كثيرة قد تجذب المرء إلى حبيب سابق، لكن أقواها على الإطلاق هو معرفته بما هو مقبل عليه.

هناك مستجدات قد تطرأ على الشخصية يتعين على الراغب في العودة أن يقف عليها، لا سيما إذا أراد لهذه العودة أن تعمّر

إن كل علاقة تحمل في طياتها نقاط اختلاف قائمةتكون بذاتها شررًا للصدامات.

وحتى الأزواج السعداء لديهم تلك الاختلافات؛ ذلك أن أية علاقة هي في جوهرها رابط بين اثنين مختلفين في الشخصية والرؤية.

وتمثل المشكلات العالقة، تلك التي تحترق خيوطها في بطء، سُمًّا يقتل روح العلاقة بين كل حبيبين. وليس الأمر كذلك في حالات الصدام الآنّي أو لدى التعرض لحادث مفاجئ مهما كان كبيرا.

في الثلج لا في النار، تنطفئ العلاقات بين الأزواج أو الأصحاب

يتجنب البعض الحديث عن الخلافات ومن ثم العمل على حلّها حتى تتسع المسافات بينه وبين شريكه، فيغدو كلاهما كما لو كانا شريكين غريبين في غرفة واحدة وليسا متحابين”.

وعندما يشرع المرء في علاقة جديدة يطمع في أن تكون أفضل من سابقتها، “إذا كنت في علاقة وتفكر في الافتراق، فاحذر، لأنك مقدم على استبدال 69 في المئة من الاختلافات القائمة بـ 69 في المئة أخرى مع شخص جديد

أما عندما ترجع إلى شريك قديم، فأنت على الأقل تعرف ماهية تلك الاختلافات بدلا من البداية من الصفر. ومن هنا، تأتى رغبة البعض في العودة إلى شريك قديم، أو على الأقلّ التشبث بالشريك الحالي.

إنك إذ تعود إلى قديمك تبدأ من حيث انتهيت

الوقوف على المستجدات

ويعدّ الفضول من الأشياء التي تجذب المرء إلى البحث عن حبيبه القديم أو شريكه السابق؛ والوقوف على ما استجد في شخصيته خلال فترة الافتراق.

وقد لا يجد المرء في نفسه هذا الفضول عندما يقابل شخصا جديدا لم يعرفه من قبل، ذلك لأنه لا يعرف شيئا عن نشأة هذا الشخص ولا تطوّره مع الأيام، بخلاف الشريك السابق الذي يعرف عن ماضيه الشيء الكثير.

إن أحد أهم دوافع العودة لحبيب قديم يتمثل في ذلك “الشعور بالنضج”؛ ذلك أن تجريب المراحل التي تتطور بها المشكلات مع شخص معين من خلال العيش معه زمنا، يمنح المرء بصيرة يستطيع بها استقراء ما سيحدث فيكون بذلك أكثر تحكمًا في مسار الأمور.

أن المرء بحاجة إلى الوقوف على المشكلات التي كانت تستعصي على الحل والتفاوض قبل الانفصال، والنظر بجدية وبأمانة فيما إذا كانت الأمور قد اختلفت الآن أو أنها لا تزال على حالها

وقبل الشروع في طريق العودة إلى الحبيب القديم، على المرء أن يسأل نفسه أولاً لماذا هو مقبل على ذلك، لأن كثيرين يجانبهم الصواب.

أن التشوق إلى الراحة في جوار الشريك القديم قد يضلل المتشوقين، لا سيما في أزمنة الاضطراب

إن الدافع في تلك الحالات إنما يكون شعور المرء بأنه بلا غد ينتظره، ومن ثم ينقّب في الماضي عن حب قديم أو بالأحرى عن شعور بالأمان بات يفتقده في زمن موسوم بالاضطراب والخوف.

هناك ضرورة تحليل العلاقة القديمة وكيف انتهت قبل طرْق باب العودة الذي قد يأتي بردّ سلبي، لا سيما إذا كانت العلاقة قد انتهت على نحو سيء.

كثيرون بيننا قد يجدون أنفسهم في حالة حنين إلى حب ضائع، وإذا حاولوا البحث عنه بطريقة واقعية وصحية، فقد يجدون ما كان قد ضاع منهم شريطة أن يكون البحث مشتركا. والعمل المشترك على إبقاء الحب مشتعلا ودافئا بحوار ناضج منالطرفين والعمل كفريق لإنجاح العلاقة بفلب صادق

أما تلك العودة التي لا تكون فها الرؤية واضحة والهدف والرسالة والمغزى فهي محض هراء نابع من الفراغ وقلة الوعي

لا تعود لشيء لا تنوي حقا في انجاحه او العمل على إصلاحه بطريقه صادقة وصحية وصحيحه

كونوا واعيين لماذا عاد احبائكم ؟

Related Articles

اترك تعليقاً

Back to top button