اصنع لنفسك قيمة!!

بقلم :  صَالِح الرِّيمِي



دخل رجل تبدو على ثيابه سمات الوقار والهيبة على الإمام أبي حنيفة وهو في مجلس علم، لدرجة أن أبا حنيفة ضم رجليه احترامًا للرجل – وكان يفردها أمام طلبته – ، وبعد طول صمت، تحدث الرجل سائلًا: متى يفطر الصائم؟ قال أبو حنيفة: عند غروب الشمس، فقال الرجل الأنيق: وإن لم تغرب الشمس؟ فقال أبو حنيفة: آنَ لأبي حنيفة أن يمد رجليه..
معذرةً لن يكون الإنسان عظيمًا ما دامت قيمته في الأوراق التي يملكها من مال أو جنسية أو حسبه ونسبه أو شكله وهندامه، فالإنسان قيمته بما يحتوي من علم وفكر وعقل ومعرفة ودراية وتجارب وخبرات ومهارات وقدرات وقيم ومبادئ وأخلاق، فلا تجعل ملابسك أغلى ما فيك، حتى لا ترى نفسك يومًا أرخص مما ترتديه.

ليس من المهم أنت من؟ فالمهم أن تصنع لنفسك قيمه، بأن تحترم نفسك، وتفرض احترامك على الآخرين، وترفع من نفسك بكل إمكانياتك المتاحة، وبقدر عطائك زن نفسك، فالعطاء هو الميزان، وقدر كل منّا عند ربه وأمته ووطنه ومجتمعه مساو للقدر الذي يعطيه، والعمل الصالح الذي يقدمه للمجتمع..
اجعل اسمك أكبر من لقبك، ومكانتك أقوى من مكانك، وحضورك وأعمالك أقوى من كل مسمياتك الدنيوية والوظيفية، فهما علت قيمتك في نظر الناس، تبقى قيمتك الحقيقية في نظر نفسك، ومهما خدعت الناس فلن تخدع نفسك، فقيمتك بما تحمله من أفكار ومبادئ وقيم ومبادرات مفيدة، ومشاعر صادقة أمينة وسامية.

ترويقة:
خلاصة الأمر “قيمة الإنسان”، بما يعطي ويملك من أخلاق بكلمة جميلة، بعبارة لطيفة، بلفتة رائعة، بمشاعر راقية، بابتسامة جذابة، بموقف نبيل، بدعم معنوي أو مادي، بتأييد أو تشجيع أو تحفيز.

ومضة:
يقول الرافعي: (إن قيمتك الصحيحة في أن تكون وسيلة تعطي وتعمل لتعطي، لا غاية تأخذ وتعمل لتأخذ، ومهما ضيق عليك، فإنما أنت كالشجرة الطيبة تأخذ ترابًا وتصنع حلاوة).



رابط:
https://twitter.com/alremi_saleh1/status/1356853927933865987?s=19


كُن مُتَفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى