محاولة انتحار

✍🏻 خالد بن محمد الفريجي :

الكثير من العلاقات الأسرية والاجتماعية واحيانا الوظيفية تجد فيها أن احد الأطراف دوما في زاوية العطاء اللامحدود ويحاول ان يظهر بمظهر المرمم لأخطاء الاخرين ولو كان على حساب كرامته او مصالحه او وقته .
وكلما هبت هبوب عواصف الخلاف بين افراد الاسرة تجده ملبيا لنداء الصلح ويحاول ان يلطف الأجواء ويقرب الآراء وربما ينجح مرة وأخرى لكنه لن يستطيع ان يستمر في العطاء الى مالا نهاية لاسيما في حالة النكران لجهوده المباركة , بل ان البعض يراها انها من واجباته ان يكون في دور المصلح في كل الأحوال .
كن نبيلا وساعيا في الخير وباذلا للمعروف الا اذا كان ذلك على حساب علاقاتك الاسرية والانشغال عن اسرتك وممن هم يرجون حبك .
كن متوازنا في مبادراتك والاهم من كل ذلك ان يكون لك جهد اعظم في مساعدة الاخرين في حل مشاكلهم وليس الاعتماد عليك او غيرك في ذلك .
من المهم ان يكتسب الافراد في الاسرة الواحدة مهارات حل المشكلات والاعتماد على انفسهم بعد اكتسابهم للخبرات اللازمة التي تعينهم على اتخاذ القرار الصحيح .
اكتساب فن إدارة الازمات والعمل في أجواء الصراعات لن يأتي جزافا بل من خلال تلك الإخفاقات والتحديات والحلول الفاشلة في اغلبها والتي كلها ستصقل شخصية الفرد وتجعله اكثر وعيا في مثل هذه المواقف .
ابتعد دوما عن ان تكون في كل احوالك المعطاء بلا حساب ولا عقاب ففي ذلك محاولة انتحار بطيء لاهتماماتك وفرحك وسعادتك ووقتك وجهدك .
التدخل المحمود والايجابي هو الذي يكون في الحالات الصعبة والتي تستدعي تدخلك العاجل وان تحاول ان تساعد اطراف المشكلة في البحث عن الحلول واختيار افضلها فبذلك ستعطيهم القدرة على الاعتماد على انفسهم والبعد عن الاتكالية على الاخرين لحل تلك المشكلات .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى