قراءة نقدية للمجموعة القصصية “مرايا” للقاص سعيد رضواني
✍🏼 عبد الرحيم التادلاوي :
تحليل الأسلوب السردي في مجموعة “مرايا” لسعيد رضواني
تتميز مجموعة قصص “مرايا” لسعيد رضواني بأسلوب سردي متميز يجمع بين التقليد والتجديد، وبين العمق والبساطة. يمكننا تحليل هذا الأسلوب من خلال عدة جوانب:
1. اللغة والصورة:
اللغة الشعرية: يتميز رضواني باستخدام لغة شاعرية غنية بالصور والرموز، مما يخلق أجواءً خاصة لكل قصة. فهو يستخدم التشبيهات والاستعارات والكنايات ليصور مشاعر الشخصيات وأحوالها النفسية.
الوصف الدقيق: يولي رضواني اهتمامًا كبيرًا بالوصف الدقيق للأماكن والشخصيات والأشياء، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش الأحداث بنفسه.
الرمزية: تتخلل قصصه العديد من الرموز التي تحمل دلالات عميقة، مثل المرآة والماء والكلب، مما يضيف إلى النص عمقًا وتعددية في المعاني.
2. البنية السردية ومن أهم سماتها:
التشابك الزمني: يلجأ رضواني إلى تقنية التشابك الزمني، حيث تنتقل الأحداث بين الماضي والحاضر والمستقبل، مما يخلق حالة من الغموض والإثارة.
التعددية الصوتية: يستخدم رضواني عدة أصوات سردية، مما يمنح القارئ وجهات نظر متعددة حول الأحداث والشخصيات.
البنية الدائرية: تتكرر بعض المواضيع والرموز في قصص المجموعة، مما يخلق بنية دائرية تعكس طبيعة الوجود الإنساني المتكررة.
3. السرد النفسي:
الحفر في النفس: يهتم رضواني بوصف أعماق النفس البشرية، وكشف الدوافع الخفية وراء الأفعال.
الحوار الداخلي: يستخدم الحوار الداخلي بشكل واسع لكشف أفكار الشخصيات ومشاعرها.
الاستعانة بالتحليل النفسي: يتأثر رضواني بالتحليل النفسي، مما يظهر في طريقة تحليله للشخصيات وعلاقاتها.
4. التجريب:
اللعب باللغة: يجرب رضواني في لغته، فيستخدم الجمل القصيرة الطويلة، والكلمات العامية والفصحى، مما يضيف إلى النص حيوية وتنوعًا.
البناء غير الخطي: يبتعد رضواني عن البنية السردية التقليدية، ويستخدم بنية غير خطية تتيح للقارئ حرية أكبر في تفسير الأحداث.
5. التأثير بالثقافة المغربية:
الاستلهام من التراث: يستلهم رضواني الكثير من قصصه من التراث المغربي، مما يضفي عليها طابعًا محليًا.
الاهتمام بالمجتمع: يهتم رضواني بواقع المجتمع المغربي، ويعكس ذلك في قصصه.