(العنصريّة)
✍🏼 أحلام أحمد بكري :
كلنا نعلم أن العنصريّة تعني تفضيل شخص على شخص و عدم المساواة بينهما من حيث (الدين ، اللغة ، الجنس ، اللون)..
وإن أقدم أشكال العنصريّة قبل الإسلام (العصبيّة القبليّة) اقتتال القبائل على المرعى والماء وعدم الرضى بتزويج الأبناء من خارج القبيلة..
كما أن أشدها تعصباً (الرّق) الاستعباد و المتاجرة بالجنس البشري..
ومن سيئها جوراً ضد الأنثى (وأد البنات) ودفنهن أحياء بعد الولادة خوفاً من العار والفقر..
.
وجاء سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلم برسالة الإسلام وحارب كل أشكال العنصريّة ونفاها من على وجه الخليقة ونبذها ، وجعل المقياس واحد فقط (التقوى)..
عَنْ ابْنِ عُمَرَ : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) صححه الألباني في “صحيح الترمذي” …
وروى أحمد عَنْ أَبِي نَضْرَةَ : ” حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “. صححه الألباني في “الصحيحة”..
.
وعلى مر العصور عادت العنصريّة بأشكالها المقززة ( دينياً وعرقياً ولغةً ولون) ، فهناك:
(العزل العنصريّ ضد الأفارقة السود ، الحركة الصهيونية ضد السكان العرب الفلسطين ، الحركة العنصريّة ضد اليابانيين في أمريكا خلال الحرب العالمية ، حركة معادة السامية ضد يهود أوروبا عموماً وفي ألمانيا النازية ، العنصريّة العثمانية التركية الحديثة ضد الطوائف المسيحية أدت إلى حدوث مذابح الأرمن والمذابح الأشورية ومذابح اليونانيين ، وبوغروم إسطنبول ومذابحهم ضد العرب في بدايات القرن العشرين ، الحرب العنصريّ ضد المسلمين في البوسنة والهرسك ، العنصريّة ضد الشرق الأوسط والمسلمين في أمريكا والغرب بعد أحداث 11 سبتمبر ، العنصريّة ضد الآويغور المسلمين في الصين ، العنصريّة ضد مسلمي الروهينغا ميانمار في بورما ….)
والقائمة تطول..
الآن العالم ينتفض ويستنكر ويستهجن وجود العنصريّة في الولايات المتحدة بعد مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصل أفريقي ذو بشرة سوداء ووفاتهِ على يد شرطي أمريكي من أصل أبيض ؛ العنصريّة نشأت منذ نشوء الولايات المتحدة الأمريكية وماتزال قائمة عليها..
هنا أقول للمسلم الذي يرى هذا الأمر قمة العنصريّة ولا يرى نفسهُ وهو يسأل من يصادف من المسلمين الغرباء بالعاميّة ( وش لونك ، وش أصلك ، إنت خضيري ، من أي فخذ ، إنت طرش بحر ، إنت صفر ٧ ، إنت زيدي ، إنت عبد ، إنت تكروني ، إنت برناوي ….) والقائمة تطول..
ليقرر بعدها كيفية التعامل معه..
مؤلم يا مسلم ، كفانا عنصريّة وطبقيّة