(دموع الرجال)
✍🏻مرشدة يوسف فلمبان :
أحبتي / الرجل إنسان أولََا وأخيرََا..ذو مشاعر وأحاسيس لاتقل عن مشاعر المرأة.
فدموع الرجل نادرة.. وآهات عزيزة.. يبكي قسرََا بسبب القهر والظلم والعجز.. ولقد وصفوا دموع المرأة بدموع التماسيح.. وأشرنا على ذلك في مقال سابق.. وهانحن نصف دمعة الرجل بأن دموعه غالية جدََا لايذرفها إلا في حالات قصوى لايمكن تجاوز حدود صمته وغموضه.. فلا يذرفها إلا شعوره بأنه مغلوب على أمره.. فيبكي إن خذلته الدنيا.. ويبكي قهرََا على إنهزامه وضعفه وقلة حيلته حين يرى أبناءه في حالة ذل وانكسار لايستطيع حيالها تبديد ذاك الإنكسار من عالمهم.. فلا يستطيع مغالبة دموعه.
ومن خلال منظور علم النفس البشري أن أفضل وسيلة عند الشعور بالقلق والحزن.. والشعور بالقهر والهزيمة بأن الدموع لاتقلل من قيمة الرجل.. والبكاء والدموع ليست دليلََا على ضعف شخصيته.. بل هي سمة إنسانية يعبر من خلالها شعوره بالقلق.. ولايمكن النظر على أن بكاء الرجل علامة ضعف أو قوة.. فهو سلوك ناجم عن مسببات وقد يساعد البكاء على تخفيف الألم العاطفي.. ومع ذلك فدموعه الغالية لا تسقط بسهولة وهي مؤشر رئيسي على رقة القلب.. ورهف المشاعر.
فالرجل دومََا هو رمز القوة والثبات.. فهو معطف أمان لأسرته.. وحين تتكالب عليه المآسي والأحداث المؤلمة بتمرد أحد أبنائه عليه فيفقد السيطرة على أعصابه يبكي منهارََا ويذرف الدمع لعجزه عن إنقاذ الموقف.. ومن عذابات الدنيا التي لاترحم.
ويبكي الرجل حين ينحني خاشعََا لرب العالمين وهو على سجادته متذللََاخاضعََا يسأله المغفرة والرضوان وهي عين بكت من خشية الله.
فمن الخطأ الإعتقاد بأن الرجل لايبكي فبكاؤه دلالة على الحرقة واللوعة والظلم والقهر.. وهمومه فاقت قمم الجبال.
أناشدك أيها الإنسان تحرر من أي شيء يحزنك.. تغلب على مصاعب الحياة بالصبر والحكمة.. واصنع لنفسك مظلة من السعادة تحجب عنك غبار الحياة الخانق.. وشتات الأمر..
والله المستعان!!!