غابة الذئاب

عودة الإبن الضال

الفصل الرابع
بقلم سمير الشحيمي

(كيف يجرء على ذلك)
قالها السيد عارم بغضب عندما ضرب طاولته التي يجلس خلفها بكل قوه بيديه ويجلس أمامه بالمكتب السيد قتاده ومعه فلاح وأبناء السيد عارم مؤمن وبارق يقفان خلفه يسار ويمين كتفيه.
السيد قتاده وهو يدخن سيجارته : إهدء يا عارم الغضب لن يحل المشكله.
السيد عارم : هذا اللقيط لن يصبح أحد أفراد عائلة العراب آل السامر ولن يكون له مكان بيننا.
بارق : الأفضل أن نتخلص منه اسمح لي يا أبي بإن أخطفه وأرميه داخل قفص الأسود الذي أملكه بالمزرعه.
مؤيد : لا يا أخي بارق لو يسمح لي أبي سوف أحضره وأجعله عبره لمن لا يعتبر سوف أعذبه عذاب لن يطيقه أبدا.
السيد قتاده : مهلكما أيها الساذجان المسامر ليس بالشخص السهل لا داعي لإبراز العضلات والقوة أمامه أو إرتكاب أي حماقه ضده لا نعرف مصيرها فيما بعد.
السيد عارم : أي مصير تتحدث عنه إن ضل أكثر من ذلك سوف يقوى عوده ولن نستطيع السيطرة عليه فيما بعد.
مؤمن : نعم كلام أبي صحيح يجب أن نتحرك الآن لتخلص منه.
السيد قتاده : لقد حاولتم منذ يومين التخلص منه لكن مالذي حدث بعدها؟ تخلص من رجليكما بسهولة.
بارق : كنا نريد اخافته فقط.
السيد قتاده : لم يفلح الأمر بل بالعكس جعلتم الذئب يكشر عن أنيابه الحذر واجب قبل أي خطوة نخطيها لأن إذا هو إبن العقيد السامر وحدث له مكروه فلا نعلم مالذي سيفعله العقيد حينها.
السيد عارم : سوف أتحدث مع الجد عقيد السامر بنفسي.
السيد قتاده وهو ينهض : أوافقك الرأي الأفضل أن تفعل ذلك بأسرع وقت ممكن لأن التأخير ليس لمصلحتنا جميعاً.
وخرج من المكتب.
السيد عارم يلتفت إلى أبنائه: يبدوا هذا الجرو الصغير يحتاج أن يلقن درساً لن ينساه ، لكن مع ذلك يجب أن أتحدث إلى عمكما الجد عقيد السامر قبل أن نخطي خطوة واحده لإن حديث قتاده به من الصواب.

القصر
تدخل السيدة أنفال إلى غرفة المسامر الذي كان يستعد للخروج وبيدها صندوق أسود صغير نحت عليه حرفين هجائيين ( ع.س) وقالت : تفضل سيد سام.
المسامر : ماهذا الصندوق؟
السيدة أنفال : افتحه لكي تعرف.
نظر المسامر إلى ديبوا ثم فتح الصندوق ووجد داخله خاتم أسود اللون به حجر عين النمر وبه حرفين (ع.س).
المسامر : هذا خاتم.
السيدة أنفال : نعم إنه خاتم خاص بمنظمة الذئب الأسود التي يكون عرابها أبوك السيد عقيد السامر وكل من يترأس هذه المنظمه لابد وأن يلبس هذا الخاتم وقد أخبرني بآخر اتصال معه بإن اعطيك إياه لقد كنت متردده في بادئ الأمر ولكن عندما رأيتك وأنت تتعامل مع السيد قتادة رأيت فيك إبن العقيد السامر.
المسامر يمسك الخاتم ويضعه بيده وهو يقول : شكراً لك سيدة أنفال.
السيدة أنفال : تحياتي لك سيد المسامر.
فخرجت السيدة أنفال من الغرفة وأغلقت الباب خلفها.
ديبوا يسأل المسامر : هل هذه الخواتم والأحجار التي ترصع بها لها مسميات خاصه كأسم عين النمر غريب فعلاً.
المسامر : نعم الأحجار الكريمه لها عدة مسميات ومنها هذا الحجر عين النمر وهو عباره عن حجر يحمل من صفاته بإن يمنح حامله القوة والسيطرة، والثقة بالنفس والتغلب على الطاقة السلبية فهو يعرف باسم حجر الحظ يمكن استخدامه كخاتم في اليد ليمده بالقوة والسيطرة والثقة، أو وضعه بالمحفظة لجلب الثروة والمال، أو في مكان العمل للإزدهار والنشاط وجذب الأفكار الإيجابية.
ديبوا بستغراب : معلومات أول مره اسمع بها أريد خاتم مثله وله نفس الحجر عين النمر.
المسامر : سوف آمر لك بخاتم مثله لأنك ستكون من ضمن أفراد جماعتي بالمنظمة الذئب الأسود.
ينظر المسامر إلى ساعته ثم قال : لقد تأخرنا هيا بنا نذهب إلى برج الكهف المعتم.
ديبوا : وهل أبوك يمتلك برج؟
المسامر : كفاك اندهاشا واسئلة هيا بنا.
ديبوا : شيء رائع هيا بنا.

المدينة الغائمه
السجن المركزي والجد العقيد السامر يتناول طعامه في زنزانته ، يفتح باب الزنزانة يدخل عليه أحد أفراد حراس السجن ويقول له : أيها الجد مكالمة لك في مكتب مأمور السجن.
الجد : عندما أنتهي من طعامي سآتي إلى مكتب المأمور.
الحارس : حسنا.
يغادر الحارس ويقول جوزيف : من تتوقع المتصل؟
الجد : لا بد وأنه اتصال من مدينة الأبراج.
جوزيف: لماذا لم يتصلوا بهاتفك الخاص؟
الجد : لا يعرف الجميع رقمي الخاص.

مكتب مأمور السجن
يدخل الجد على كرسيه المتحرك ويدفعه مرافقه جوزيف.
مأمور السجن : أهلا أيها الجد كيف حالك؟
الجد : بخير.
مأمور السجن: سوف يعاودوا الإتصال بك بعد قليل.
الجد : حسنا شكراً لك.
مأمور السجن وهو ينهض : سأخرج لكي تأخذ راحتك بالمكالمة ، بالمناسبة أحببت أن أشكرك على سيطرتك على عنابر السجن فلا توجد مناوشات كثيرة هذه الفترة وكل هذا بفضلك.
الجد : لا تقلق بما انك تقوم بعملك أنت وأفراد طاقمك من حراس الشرطة وعدم العبث معنا هذا الهدوء مستمر .
يبتسم المأمور ويلبس قبعته العسكريه ويغلق الباب خلفه.
يرن الهاتف يحمل جوزيف السماعه ويناولها للجد.
الجد : عقيد السامر يتحدث.
السيد عارم: إبن عمي عقيد السامر كيف حالك؟
الجد : عارم أخيراً سمعت صوتك بعد غياب.
السيد عارم : أنا متأسف على قلت تواصلي لكن الأعمال لا تنتهي.
الجد وهو يبتسم : يبدو إن ظهور المسامر السامر فجأة في مدينة الأبراج خلق لي نوعاً من الوقت من جدول أعمالكم ومحادثتك لي الآن.
السيد عارم : بالمناسبه ماهذه البلوى التي حذفتها علينا من دون سابق إنذار؟
الجد : ليست بلوى بل تصحيح للأوضاع وهذا هو وريثي الشرعي سيأخذ مكانه بينكم.
السيد عارم : هذا اللقيط من أين احضرته لكي تنسبه إلى عائلة العراب آل السامر.
الجد : بل هو إبني الشرعي إنه إبني وأبن زوجتي المتوفاه جيهان.
السيد عارم : أين كان كل هذه المده؟
الجد : لقد اخفيته عن أعين الأعداء والخونه.
السيد عارم : لكن تخفيه عنا نحن عائلتك يبدوا إنك قد فقدت عقلك.
الجد : بل عاد إلي عقلي وإن أردت أن تحل الأمور دون إراقة دماء أو تعقيدات فعليك إقناع مجلس العائله بأحقيت إبني المسامر (سام) إنه فرد من عائلة العراب آل السامر ويأخذ مكانه الطبيعي بينكم.
السيد عارم : هذا لن يحدث يا عقيد.
الجد : إذا تحمل النتائج.
أغلق الجد الخط وقال لجوزيف : خذني للعنبر الذي يجتمع فيه رجال السجن أريد مجالستهم قليلاً.
جوزيف : أمرك سيدي.

مدينة الأبراج
المسامر (سام) يداخل البرج الكهف المعتم الذي يقع وسط المدينه عند المصعد هناك حارسين استوقفى المسامر ( سام ) وسأله أحدهما: مالذي تريده ؟
فبتسم المسامر وأخرج من جيبه خاتم يحمل شعار منظمة الذئب فسمح له الحارسين بالمرور.
المسامر وديبوا يصعدان إلى المصعد وينطلق بهما إلى الطابق 45 وفتح باب المصعد ودخل إلى مكتب كبير جداً خلف الطاولة فتاة جميلة تجلس خلف المكتب وقال لها : ما أسمك؟
الفتاة بستغراب: أنا السكرتيرة جيداء.
المسامر : الآنسه جيداء أين مكتب المدير العام؟
جيداء : ومن أنت؟
المسامر يريها الخاتم فتقف جيداء مسرعه مرتبكه وهيه تقول : آسفه ياسيد….
المسامر : أسمي المسامر السامر إبن عقيد السامر.
جيداء برتباك : أهلا بك سيدي تفضل من هنا.
فرافقت المسامر (سام ) إلى مكتب المدير الذي كان يتحدث بالهاتف مع أحدى الفتيات ويتغزل بها عندما رأى دخول المسامر وجيداء وديبوا أغلق الخط ثم قال : من هؤلاء يا جيداء وكيف سمحتي لهم بالدخول.
أرادت التحدث جيداء لكن استوقفها المسامر بحركة من يده وهو يقول : نأسف إننا قاطعنا خلوتك أيها السيد.
المدير بغضب : من أنت؟ أخرج قبل أن استعدي الحراس لإخراجك.
المسامر يبتسم وهو يقترب منه ويقف أمامه ويريه الخاتم عندما رآه المدير فز من على كرسيه بسرعه وهو يقول : عذراً يا سيدي لم أعرف من أنت.
المسامر : أنا أبن عقيد السامر أسمي المسامر.
المدير : أنا آسف يا سيدي حقا أنا آسف لم يعلمني أحد بقدومك تفضل بالجلوس في مكاني تفضل.
يجلس المسامر على كرسي المدير وهو كله ثقه بإنه سيسيطر على إمبراطورية منظمة الذئب.

يتبع….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى