أستسلام كيكل يغير المعادلة ويعجل بنهاية الحرب
✍🏻 إبراهيم شقلاوي :
في خطوة محورية لتعزيز الأمن والاستقرار في السودان، رحبت القوات المسلحة السودانية باستسلام المتمرد ابو عاقلة كيكل مع قواته ، الذي يعد القائد الأول للتمرد في ولاية الجزيرة حيث تأتي هذه الخطوة في وقت حاسم وربما تشير إلى اقتراب نهاية الحرب كما أنها تعبر عن إرادة وطنية وإيجابية صادقة لدى بعض المتمردين للعودة إلى صف الوطن ، ما من شأنه أن يساهم في دفع عجلة السلام واستعادة الأمن ، حيث يرى عدد من المراقبين أن الاستجابة لندا الوطن والاستسلام في هذا التوقيت يمثل بادرة إيجابية وشجاعة تحمل آمالاً جديدة وتحمل تأثيرات إيجابية على الوضع الأمني في البلاد ، مما يمكّن القوات المسلحة من مواصلة جهودها لإستعادة النظام وفرض الأمن وتحقيق السلام للسودانيين .
فإن العفو الذي أعلنه بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الذي اصدره رئيس مجلس السيادة ، القائد العام للقوات المسلحة ، أعاد التأكيد على تمديد العفو للمتمردين الذين يختارون العودة إلى الوطن ، كما أكد على ضرورة توفير بيئة آمنة لجميع الراغبين في الاستسلام دعما لاستقرار البلاد . يُعد هذا العفو بادرة استراتيجية لتعزيز الثقة بين الجيش والراغبين من قوات المليشيا المتمردة ، كما يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة والسلام في السودان في المستقبل القريب ، كذلك من الضروري أن يتعاون الجميع في هذه المرحلة الحرجة التي يتطلع فيها السودانيين للأمن والسلام وعودة الاستقرار .
حيث بدأ ذلك واضحا اليوم بعد استسلام كيكل ، طرأ انخفاض ملحوظ في أسعار السلع التموينية و الاستهلاكية بالمنطقة ، مما أتاح لأهالي الجزيرة فرصة للاحتفال ، جاء ذلك بعد فترة طويلة من المعاناة تحت وطأة الحرب والتهديدات المتمردة وظلم المليشيا المتمردة للسكان المحليين بقرى الجزيرة ، أرجو أن يكون هذا الاستسلام بادرة خير وإعادة الأمل لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في قرى الجزيرة وفي السودان قاطبة ، وينعكس ايجابا نحو تراجع التهديدات الأمنية في المنطقة ، كذلك من المهم أن نشهد تغيير مواقف القوى السياسية نحو السلام بما تتطلب الظروف الراهنة من القوى السياسية تعديل مواقفها لدعم القوات المسلحة في مسعاها لتحقيق الاستقرار . إن الابتعاد عن الأجندات الخارجية والإلتفاف حول التيار الوطني يعتبر خطوة هامة نحو تعزيز السلام . دعم القوى السياسية للقوات المسلحة السودانية سيكون له أثر فعال في الحفاظ على المكاسب الأمنية والإقتصادية التي تم تحقيقها ، وبالتالي يسهم في تعزيز الأمن والسلام في السودان .
يعد استسلام القائد ابوعاقلة كيكل فاتحة بشريات ننتظر إتساعها وهو بلا شك نتيجة لعملية استخباراتية متقدمة ومعقدة قامت بها استخبارات الجيش قبل شهور طويلة وينتظر أن نرى استسلام آخر لعدد من القيادات في أماكن ومحاور أخرى استجابة لندا الوطن وحقنا لدماء السودانيين ، كذلك من المهم أن نؤكد أن هذا الاستسلام له آثار قصيرة و طويلة الأمد على الحرب و الصراع في السودان ، حيث يعكس قوة الجيش وقدرته على إدارة الأوضاع بفعالية وتوجه نحو حسم الحرب وإستعادة الأمن والسلام ، كما أنه يؤكد على انهيار مليشيا الدعم السريع على الأقل في محور الجزيرة كذلك يفتح الباب أمام فهم أعمق عن الصراع المستمر في السودان . الساعات القادمة قد تكشف المزيد عن تأثير هذا الانهيار على التوازنات العسكرية والسياسية في البلاد . أما عن الظهير السياسي للمليشيا تنسيقية القوى المدنية بقيادة عبد الله حمدوك فإننا ندعوهم إلى العودة إلى حضن الوطن قبل أن تفقد فرصتها في مخاطبة وعي الجماهير في هذا التوقيت المهم الذي يتم الرهان فيه على الوطنيين ووحدة الوطن ووحدة القوات المسلحة السودانية ووحدة الشعب أمام انتهاكات المليشيا ، هذا التطورات فرصة لإعادة النظر في المواقف الداعمة للتمرد تحكيم صوت العقل .
لا شك أن الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة السودانية في مواجهة المليشيا تعتبر خطوة هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في البلاد . وبالتالي يجب على الجميع دعم هذه الجهود والتفاهم لضمان استمرارها على الجانب السياسي ، يجب أن تلعب كافة القوى السياسية دوراً فاعلاً في إعادة بناء الوطن وتحقيق التوافق الوطني ، بما يعزز السلام والأمن والديمقراطية ويحقق مطالب الشعب السوداني. ويجب عليهاتقديم برامج ومقترحات تعزز السلام وتضع حداً للصراعات الداخلية والتأكيد على الحوار السوداني السوداني الذي لا يستثني أحدا . نحن بحاجة إلى تضافر جهود الجميع لتحقيق السلام والاستقرار في السودان ، بما يضمن حياة كريمة لجميع المواطنين ويعيد الثقة في مستقبل البلاد . وإذا استمرت هذه الجهود ، فإننا نأمل أن نرى عهد جديد من السلام والازدهار يبزغ على أرض السودان قريباً.، لذلك فإن وجه الحقيقة كما يبدو ظاهرا في هذا التفاؤل الذي عم السودانيين في الساعات الماضية بعد استجابة أحد ابرز قيادات المتمردين لصوت العقل . لذلك نحن أيضا سنظل متفائلين ملتزمين وداعين للعمل من أجل بناء مستقبل أفضل للسودان، وسنواصل التصدي عبر هذه النافذة لكل المحاولات التي تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وترويع أبنائها . يجب أن نعمل معًا كشعب واحد لتحقيق الوحدة والسلام في البلاد ، ونضع نهاية لكل أشكال الانقسام والصراعات . إن السودان يستحق أن يعيش أبناؤه في سلام وازدهار ، وهذا لن يتحقق إلا من خلال التعاون والتضامن بين جميع القوى السياسية لنجعل من السودان مثالاً يحتذى به في بناء الديمقراطية وتحقيق السلام الدائم .
دمتم بخير وعافية.