الزواج المقنّع

✍️خالد بن محمد الفريجي :

الكثير مناقد يكون يعرف اوسمع بمفهوم البطالة المقنّعة والتي تعني تكدس الموظفين في جهة ما دون وجود أي مهام تسند لهم فقط موظفين من اجل الراتب دون أي اعمال يمكنهم القيام بها وهذا ما نجده واضحاً جلياً في بعض الدول التي تسعى لتوظيف الناس دون ان تخطط وتتوسع في إيجاد مهام تستوعب هؤلاء الموظفين ما اوجد خلل وتراخي في الاعمال .

وربما عزيزي القارئ لا تعلم ان هناك بعض العلاقات الزوجية تصل لمرحلة الزواج المقنّع فهو باهت ودون روح أومهام ملموسة بل انك سترى علاقات زواج فاترة وكلا الزوجين ليس بينهما صلة ملحوظة سوى صك الزواج الاشبه بالقيد الذي يلتوي يوماً وراء يوم حول عنق كلا الزوجين .

هذه العلاقات الزوجية المقنّعه لم تلبي رغبات الأزواج ولم تحقق الأهداف التي شرع من اجلها الزواج واصبح كلا الطرفين يتنصل من مهامه وواجباته اما بهدوء او بصخب عارم .

هذه الحالة من العلاقات المسمومة اوجدت شغف ورغبة ونزعة نحو العلاقات خارج هذا الاطار اما لتلبية حاجات او هرباً من تلك الضغوطات النفسية والاتجاه بكل حب وترحاب نحو علاقات أخرى خارج اطار الزواج والخوض في ارتكاب الخيانات الزوجية دون التريث او التبصر وغياب البصيرة ما يجعل تلك المحاولات نحو نزعات الخيانة محفوفة بالكثير من المخاطر والهفوات والنتائج الوخيمة ويتأكد ذلك ان كان كلا الطرفين منغمسان بتلك العلاقات المحرمة .

قد يرى احدهم ان الحل في تلك العلاقات الصورية والزواج الشكلي هو الانفصال الا ان هذا القرار قد يعقبه الكثير من الشتات للأبناء او أعباء مالية مرهقة او ربما انفلات الانضباط السلوكي لبقية افراد الاسرة فيعزف الزوج عن الخوض في مناقشة هذا القرار خوفاً من هذه النتائج المحتملة بقوة .

ويرى اخرون بأن ممارسة الحق الشرعي في التعدد ربما سيعيد الأمور لنصابها وسيجعل الزوجات يدخلن في صراع حميمي وربما دموي من اجل الظفر برضا الزوج .
كل ذلك لا يعد سوى هروب من المشكلة الحقيقية وتجاهل مقيت لن يضفي على هذا النوع من الزواج الا المزيد من الظلام والفشل .
هذا الزواج الميت من الأفضل ان نقوم بانعاشه بالمزيد من الحوار والنقاش الهادئ والعقلاني في أجواء من الود والهدوء والاحترام المتبادل وفي وقت مناسب لكلا الطرفين .
هذا الحديث ربما سيضفي لحلول وتفاهمات ان لم ترجع تلك العلاقات لسابق عهدها الا انها ربما ستقلل من خطر ذلك الشتات العاطفي والاسري الذي سيعاني منه جميع افراد الأسرة .
العلاقة الزوجية من ارقى وانبل واهم العلاقات الإنسانية وميثاق الزواج من اغلظ واعظم المواثيق .
لذا من المهم ان يعي كل طرف ماله وما عليه وان لاينجرا الى اغراءات التشفي والاقتصاص من الاخر فإن في ذلك خطورة عظيمة ربما ستؤدي الى الفجور بالخصومة وقتل الود والمحبة والاحترام بين الطرفين ومن ثم سينغمس كلاهما في التفكير الشيطاني في كيفية إيذاء الاخر بأكبر قدر من الأذى .
كل مشكلة ولها حل …
فقط اذا مارس كل زوج وزوجه الاحترام المتبادل وأعطى الاخر فرصة للتبرير والتصحيح وبل ساعده في أن يكون إيجابياً معه.
تصيد الأخطاء وتضخيمها لا يؤديان الا لمزيد من الابتعاد ومن ثم قسوة القلب وقتل المشاعر وغياب الرغبة في البقاء .
كل شيئ في الحياة الاسرية قابل للعلاج والمداواة سواء كان ذلك ضمن المشاكل الصحية او المالية او الحبيه او غيرها اذا توفرت الرغبة الصادقة لحلحلة تلك الإخفاقات مع أهمية معرفة ان تلك المشاكل ستستمر وربما بوتيرة اكبر او اصغر وهذا من السنن الكونية لانه لا توجد سعادة مطلقة ولا حياة وردية مهما اجتهدنا في صنع ذلك
لكن عندما نعلم بأن هذه المشاكل يجب ان تكون في اطارها وعدم تصعيدها لتكون محك للبقاء او الابتعاد .
كلما استُحضرت النية الصادقة بين الزوجين في بقاء علاقتهما بشكل جميل فإن ذلك سيتحقق بإذن الله .
نصيحة لكل زوج وزوجة من قلبي لقلوبهم
( اصنعوا قدركم بأنفسكم واجتهدوا بما استطعتم اليه سبيلاً أن تقاتلوا بكل جوارحكم لبقاء اسرتكم واحة أمان واطمئنان وسكن وسكينة ولن بتحقق ذلك الا بإداء الحقوق التي افترضها الله عليكما بلا افراط ولا تفريط )
ومبروك عليكم هذا الزواج السعيد
مستشار اسري ومرشد شبابي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى