من قصص الواقع قصة نجود

✍️د. فايل المطاعني :

أفاطم مهلا ، بعض هذا التدلل. وان كنت قد ازمعت صرمي فأجملي. أغرك مني أن حبك قاتلي . وانك مهما تامري القلب يفعل وإن تك قد ساءتك مني خليقة. فسلي ثيابي ،من ثيابك تنسل . وما ذرفت عيناك الا لتضربي. بسهميك في أعشار ،قلب مقتل الشاعر امرؤ القيس بن حجر الكندي
الأخيرة
نهضت، نجود من، الكرسي،الذي كانت تجلس عليه ، و وقفت، بجانب زاوية، من زوايا الصالة تحدث سالم، الذي اتصل بها معاتبا
فقال لها : نجود لماذا كل هذا الدلال ،وانت تعلمي مقدار حبي لك ،وتضحيتي ،بان تركت بنات العائلة المحافظة ،وانت تعلمي أن عائلتنا ،محافظة ولا تقبل بان أتزوج ،من اي فتاة ،ولكني ضربت عرض الحائط بكل ذلك ،وجئت اليك متوسلا ،بان تقبلي طلبي،فلماذا كل هذا التدلل وانشد يقول
أنجود مهلا ،بعض هذا التدلل.
أغرك مني أن حبك قاتلي ….
وانك مهما تامري القلب يفعل .
وبعدها قال وبصوت، حزين :ليعذرني امرؤ القيس أنني اخذت كلماته وبدل ،أن أقول ،افاطم ،قلت أنجود ،وصمت ثم قال :كلن يغني على ليلاه، وحالي وحالك في الهوى واحد !
رغم ،الحزن البادي على وجه نجود ولكنها ابتسمت ،فلم يخطر ببالها ،ان سالم يحبها ،كل ذلك الحب ، كانت تقول إنه حب عابر من. فتي غني، هام بغرام فتاة تمنعت ،ولم تبادله الشعور ، ومع مرور الأيام سوف يذهب ،وتذهب نجود مع الرياح مثل أتت, مع الرياح ،فكل حبا سريع يذهب سريعا,وسمعت سالم يناديها ،نجود ،تعالى ،وكوني نجمة في سمائي بل كوكب ،ليزيح كل النجوم من حياتي!
فكرت نجود قليلا ثم قالت وبهدوء :سالم اريد ان اخبرك بشي سالم يحاول أن يقاطعها ،ولكنها ،قالت بحسم .
نجود : انا امرأة وسكتت ،كان الخبر، صدمة لسالم ،فأغلق الهاتف ، وفهمت نجود ، و اغلقت المحادثة ،وذهبت إلى والدها وهي أكثر اشراق، بعد أن حسمت موضوع سالم ،وقالت له:والدي العزيز ،كان هناك شاب أراد أن يتزوجني، ولكن القدر ،لم يمهله ،فمات في حادث سيارة ،قال لها والدها :هذا الشاب هو علي بن ناصر ،اليس كذلك ، هزت نجود راسها دلالة الموافقة ،ونظر اليها والدها بحزن ،فهو يعلم أنها تحبه ،والا لن يتجرأ، بأن يتصل بي دون علمها ،او أن يأتي إلى البيت ،دون موافقة مسبقة من ،صاحبة الشأن ، وقال حينها : رحمه الله تعالى.
أما سالم هكذا، قالت نجود ،ولكن والدها قال لها :سالم عرفنا موضوعه ،فقال والدها :جاء في الوقت الغلط ،وقبل ابنته فوق جبينها وقال لها :ولكنها إرادة الله عزوجل ،ويبدو أنه يحبك ،صحيح ،لديه غطرسة المحافظين ،ولكن قلبه يحبك ،ولكن ،ما حكاية حمد؟
التفت إليه نجود ،وكانها اول مرة تسمع باسم حمد ، من ضمن الخطاب ،ولاحظ والدها ذلك فقال لها :اتصل ،البارحة،وهو خجل و متوتر ,قائلا لي :أنه يرغب بالتقدم اليك ،ونهض والداها ،ضاحكا وقال لها :يبدو ان ليس شمشون واحد بل عدة شماشيم ،يردون أن يحطمون المعبد من اجلك يا دليلة ، وغادر الوالد الصالة وخرج من المنزل ،وكأنه تعمد أن يضع نجود في لحظة اختيار .ونظرت إلى هاتفها ،واذا والدها ،يرسل لها رقم حمد. بن سلطان !
واشارت نجود إلى منى ان تنظر في الرسالة ،فقالت لها منى :يبدو أن عمي ،ترك لك حرية الاختيار ،برغم أن الأخير ابن أخيه،ولكن لم يشأ أن يضغط عليك ،وقالت نجود :نعم بالضبط ،ابي نوع، نادر من الرجال.
قاطعتها منى : والان ما هي الخطوة القادمة ،وقبل أن تجيب ،ارسل إليها سالم دعوة لزفافه ،الى ابنة خالته  وحدد الزفاف الخميس القادم.
وفجأة رأت ،وجه علي يقول لها : لقاءنا في ،الجنة يا نجود في حفظ الله ،وفرحت نجود ،وقالت لصديقتها  منى
باقي خطوة واحدة لينتصر النمر ، منى :لم افهم الجملة يا نجود؟
نجود تبتسم :مكالمة ،واحدة سوف، تنهي كل ذلك ،هي مكالمة واحدة.
منى: ؟؟؟
نظرت إليها ،نجود، وابتسامة، كبيرة ،على وجهها.
اخذت هاتفها ،وذهبت إلى نفس الزاوية التي كانت تحدث منها سالم .
حمد بن سلطان :الحمدلله بخير .
حمد بن سلطان بفرح  :اهلا نجود
صمت حمد بن سلطان ،ولم يتحدث وترك المجال لنجود لتقول ما بخاطرها ،وبعد أن انتهت، نجود ،قال لها
حمد بن سلطان: كلنا في لحظات الضعف ،وغياب العقل والتفكير ،نخطئ، ولكن ذلك الخطأ لا يكون معول هدم ،و جلد للذات،نعم نخطئ ولكن، نصلح الخطأ ولا نكرر الأخطاء
وقالها بحسم : ماضي لم احضره، ليس لي الحق محاسبتك عليه .
وقبل أن يكمل الجملة التالية قالت له نجود : بإمكانك تأتي الخميس القادم  و تصطحب  معك عائلتك ،والدي في انتظارك ….
وصمت قليلا ،حمد ثم قال :نجود ،انا اقل منك تعليم .
قاطعته نجود بقولها : و لكن أكثر رجولة و اخلاق
من حملة الشهادات و الالقاب .
                انتهت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى