أوهام الحب 2

 قصة قصيرة

بقلم د / سعاد حسني

ويأتي اليوم التالي، ويحضر الأستاذ عمر فى الميعاد. وهنا تتلاقى العيون لأول مرة، وتتحرك المشاعر،.

فكم هو إنسان وسيم يملؤه الحيوية والشباب. وهى أيضا إنسانة هادئة، حالمة. سمراء البشرة، جميلة الوجه، مريحة إلى من ينظر إليها. ودق القلب دقات متسارعة، متلاحقة، وكأنه عقرب ساعات سريع الدقات. وأحست بارتباك وخجل

وقالت : اتفضل حضرتك. ودخل البيت، وتقابل مع أحمد وتناقش سويا، وتبادلا الحديث، وأعجب الأستاذ عمر بشخصية أحمد، ولهفته على سماع المعلومات بشغف وحب. وفى الوقت ذاته كانت علا تراقبهما من بعيد، وهي مستمتعة بحديث الأستاذ عمر مع أخيها أحمد. وتكررت الزيارات، وتعلقت علا بعمر؛ لحسن حديثه وأخلاقه الجميلة. وأخذت تسبح بخيالها، ورسمت أحلاما من قصور عالية، محصنة الأشجار الباسقة، والورود ذات الألوان المختلفة، والرائحة العطرة المنتشرة فى أرجاء هذه. القصور. وازدادت حبا لعمر يوما بعد يوم.وبدأت تعد الأيام والليالي فى انتظار اللقاء التالي. وقلبها يعد الدقات شغفا لهذا اللقاء. وهو بدوره يكن لها كل احترام لأنه علم بظروفها، وتحملها المسؤلية كاملة. رغم صغر سنها، وتعاطف معها. وفى مرة من المرات وهى فى انتظارها كعادتها فى لهفةو اشتياق، وأمنيات حلوة. دق جرس الهاتف ليعتذر عن حضوره؛ لأن خطوبته اليوم على عروس يحبهاو َتحبه. وهنا كانت الصدمة الصاعقة بالنسبة لعلا. الصدمة التي كادت أن تقتلها. وتنهار علا وتنغمس فى بحر دموعها، وألامها وحزنها، ولكن برحمة ربها لها تداركت الأمر بسرعة والتفتت إلى مسؤوليتها. أيقنت أن حبها ما هو إلا وهم عاشت فيه بضعة من الأيام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى