شتان بين ستة وسبعة أكتوبر!

✍️ علي مفرح الشعواني :

كلنا عندما درسنا التاريخ الإسلامي درسنا أن معركة أحد كانت هزيمة لجيش المسلمين، ولم يتقول أو يُحرف أحد المؤرخين تلك الهزيمة ويعنون لها أنها نصر!

كان عدد جيش المسلمين بقيادة خير الورى عليه الصلاة والسلام حوالي سبع مائة مقاتل، بينهم أربعة فرسان فقط، وخمسين نبالا، وكان جيش المشركين ثلاثة آلاف مقاتل وثمانين فارسا، وألفي جمّال، وكانت بداية المعركة تفوّق جيش المسلمين، ولكن عندما خالف النبالون كلام رسول الله والتفّ خالد بن الوليد عليهم من خلف الجبل كانت هزيمة المسلمين..

هل تعلمون كم كان قتلى المسلمين؟!!
سبعين قتيلا، وقتلى المشركين خمسة وعشرين قتيلا..

وختاما ماذا سجلت كتب التاريخ، وماذا تعلمنا منذ طفولتنا؟!

هل وجدنا أن معركة أحد مكتوب أنها نصر للمسلمين؟!

بل إننا درسنا أن خالد بن الوليد هو الفارس الوحيد الذي لم يهزم في الجاهلية ولا في الإسلام، والدليل أنه كان سبب انتصار المشركين في معركة أحد..

انظروا للنسبة بين قتلى المسلمين وقتلى الكفار؟!
لا يوجد فرق شاسع، لا يصل عدد قتلى المسلمين إلى ثلاثة أضعاف قتلى الكفار..

ولم يهدموا دارا للمسلمين، ولم يجتاحوا أرضاً.

ولكننا ماذا نرى في غزة الآن؟! وما نتائج طوفان الأقصى وغزوة سبعة أكتوبر كما أسماها البعض، والتي دمرت حماس ودمرت غزة؛ فالقتلى من أهالي غزة يفوق الثمانين ألفا، والمصابين يفوق مائة وعشرين ألفا، أي أن المصابين والقتلى يفوق مائتي ألف، والنازحين يفوق مليونين، والأسرى يزيدون عن ستة ألف أسير، وهدمت ودمرت واستبيحت مدينة غزة كاملة، وهدمت مستشفياتها ومدارسها ومنازلها كاملة .

وبالمقابل كم قتلى إسرائيل؟!!
لا يتجاوزن الألف، والأسرى لا يصلون مائة أسير.

ولكننا عندما نتحدث عن نصر ستة أكتوبر المجيد الذي يعد علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة؛ إذ تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحًا لنصر مبين، وعلّمت العالم أن الأمة المصرية قادرة دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، وأنّ الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأنّ الشعب المصري لا يفرط في أرضه حتى تفيض روحه، وقادر على حمايتها والزود عنها بل أن مصر أعادت للأمة العربية والإسلامية أمجادها بهذا النصر العظيم .

لقد توقف التاريخ العسكري أمام خطط تلك الحرب العظيمة، ودهاء السادات ،فالعالم كان يرى مصر في هذا التوقيت غير قادرة على الحرب والقتال أمام التفوق العسكري الإسرائيلي، خاصة بعد أن فقدت جيشها ومعداتها عام 1967، لكنها دخلت الحرب على عكس التوقعات، وأذهلت العالم، والنتيجة لم تكن استرداد الأرض المحتلة فقط بل وتأمين الحدود، حتى إن العدو لم يجرؤ على التفكير في المحاولة مرة أخرى، وجلس يتفاوض ووقّع معاهدة سلام، وأدرك العالم منذ ذلك الحين أنّ مصر بها جيش وطني متأهب لقطع أيدي كل من تسول له نفسه الاقتراب من أرضه.

كان العبور واسترداد سيناء كاملة وتدمير الهالة والقوة العسكرية الإسرائيلية، ويكفي أن القتلى في الجيش الإسرائيليّ كان أكثر من عشرة ألاف قتيل، والمصابين يزيدون عن عشرين ألف مصاب، وتدمير ما يزيد عن أربعمائة طائرة حربية إسرائيلية وأكثر من ألف دبابة إسرائيلية، وهذا هو النصر الذي يستحق الذكر والتمجيد والاحتفاء والاحتفال.

وختامًا:
تحيا مصر ونسأل الله عزوجل أن يحفظ الأمتين العربية والاسلامية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى