بيعة دائمة وولاء راسخ
✍️ أحمد بن محمد زقيل :
هذا مكانُكَ في الفــؤادِ تسرمـدا
وفمي لوصفكَ بالمديحِ تفرّدا
و مع دمي يجري البيانُ مسافراً
يرجو احتضانَك في السطورِ مؤبدا
من أين أبتدئ القصيدَ ؟ تفجّرتْ
لغتي بوصفِـك والكــلامُ تـوقّـدا
حجّتْ إليكَ المفرداتُ بسحرِها
و تشبّثَ المعنى بنورِكَ فاهتدى
يا سيدي هذي الحروفُ تبسّمتْ
لما رأتكَ محنكا و مسددا
وتبسّمت جازان ملءَ ربوعِها
طربا فأزهر وجهها و تورّدا
واستبشرت في عهدك الوضاءِ يا
ملكا صداه مدى الزمان ترددا
حتى الصخور تبسمت نشوانةً
والرملُ غنّى للزهورِ و أنشدا
فرأيتُ هذي الأرضَ تغدو روضةً
غناءَ من أفيائها اخضرّ المدى
حملتْ لك الأنسامُ حبّاً صادقاً
باسمِ الولاءِ مدى السنين مُجددا
من أهلِها و شعابِها وسهولِهـا
بيعا وعهداً في القلوب توطّدا
وجميع شعبك بايعوا واسترخصوا
الأروحَ أن تغدوا لموطنهمْ فِــدا
ما أن حللت قلوبهم وعقولهم
لم يتركوا للودِ باباً موصدا
يا حامي الوطن الذي بحسامِهِ
قهرَ الشياطينَ العُتاة و صفّدا
وأقامَ للأمجـادِ صرحـاً واسـعــاً
وبنى عظيمَ المنجزاتِ و شيّدا
حدُّ الجنوبِ مسطِــرٌ أفعالَــهُ
كتبَ الوقائعَ بالدماءِ و أبجدا
يا منْ يهابُ العابثون لـقـاءهُ
دحرَ الغزاة عن الحُدودِ وبددا
دمُنا يفورُ بعزةٍ و كرامةٍ
ودمُ الغزاة على الرمالِ تجمّدا
رهنُ الإشارةِ إنّنا لا نرتضي
غيرَ الكرامةِ و الشهامةِ مقصدا
إنّا لِما ترجوهُ أسدٌ زمجرتْ
نتخطّفُ الباغينَ لا نخشى الردى
سِرْ إننا ماضونَ خلفكَ لن ترى
إلا الرصاصَ يشقّْ أكبادَ العِدا
وإذا قصدتَ السلمَ إنّا أسوةً
بسلامكَ الميمونِ مدّينا اليدا
نبني البلادَ مقبلين ترابها
حتّى نُحيلَ الرملَ فيها عسجدا
نحنُ البناةُ كفوفُنا تواقةٌ
لغدٍ تخِرُّ لهُ الأماني سُجدا
فلنا بكمْ مثلٌ عظيمٌ نقتفي
آثارَهُ فيظلُّ فينا المرشِدا
نعمَ الأمير محمدٌ مَن خيرُهُ
بالنورِ شعَّ كأنما بدرٌ بدا
فلهُ برؤيتهِ مكانٌ راسخٌ
بينَ القلوبِ على الولاءِ تسيّدا
في قمةِ العشرين سجّلَ موقفاً
بالفخر وامتهن الحسودَ و كبّدا
ولنا الأميرُ ( محمدٌ بن ناصرٍ )
مَن حازَ من نفحاتكمْ ثم اقتدى
مثلٌ لتشييدِ البلادِ بهمةٍ
فلكم بنى هذي الدروب و مهّدا
حتّى غدتْ ( جازانُ ) من أعمالِهِ
بالمنجزاتِ لكلِّ فنٍ موردا