الجنرال الراحل

✍️محمد ابراهيم الشقيفى :

بادىء ذى بدء وقبل أن نتترك إلى الحديث عن الجنرال المصري و سيرته الذاتية العطرة المليئة بالمواقف المشرفة والحافلة بالبطولات العسكرية والرياضية والذكية بالروائع لا بد وأن نتوقف كثيراً أمام هذا العملاق سواء على المستوى العسكري أو الخوض في الجانب الرياضي إضافة إلى عمق الثقافة والمستوي العلمى الراقي.
وفى وصف اقرب نوعاً ما إلى الدقة ولو بنسب متفاوتة لوجدنا أنفسنا نجهل الكثير عن قامات كبيرة من أبطال الضباط المتخصصين في الجيش المصري والتى أثرت قواتنا المسلحة بالعلم والمعرفة والثقافة والرقي .
بطلنا اليوم ليس مفتول العضلات المرسومة بطريقة تلفت انتباه العين لكنه يملك الأكثر واقعية من ذلك هو متوسط القامة لكنه نجم ذو هدف وغاية نبحر سويا فى شخصيته الحقيقية من خلال ما توفر لدينا من معلومات عامة تجعل القارئ يشعر بالفخر لن أبدا منذ أن كان فى المهد فإن المقام للمقال النثرى لا يستع هذا العمل بكافة جوانبه بل تحتاج منا هذا الشخصية الفريدة ذات الصلة العسكرية الوطيدة بالوطن إلى مؤلف كامل وقد يصل مداه إلى بضع أجزاء.
لقد تخرج هذا الجنرال العاشق للرياضة والرماية قبل النكسة بعامين من كلية التربية جامعة حلوان ثم التحق سريعاً ليصف مع الجنود المصريين تحت مظلة القيادة العامة للقوات المسلحه فحصل بعد عام واحد على بكالوريوس الكلية الحربية الضباط المتخصصين عام ١٩٦٦
وكان عمر الجنرال عثمان عبد الغني عثمان فى هذا التوقيت أربعة وعشرين سنة ابن قلب الصعيد مواليد قنا ٧/٩/١٩٤٢ التحق بسلاح المدعات ثم دفعته مهارته العقلية وقدرته البدنية إلى الالتحاق بالسرية الرياضية ليشارك فى حرب العزيمة والإرادة والإصرار أكتوبر النصر و السلام .
شخصيتنا أراه من خلال الأحداث المتعاقبة فريدة من نوعها غنية بالمفاهيم الرائعة
يعد واجهة مشرفة للقطر المصرى وفى ظل الحديث عن ماحقق للوطن من إنجازات كبيرة فقد فاز قبل التحاقه بالجيش المصري بالمركز الأول في بطولة الجمهورية ف ال١٠٠ متر عدو اثناء دراسته بكلية التربية الرياضية ورغم انتماءه الراسخ للعقيدة الوطنية والعسكرية إلا أنه لم ينسى أن يأخذ نصيباً وافرا من نهر العلم الغزير واصل واجتهد ورغم تدريبات الجيش القاسية إلا أنه قد استطاع أن يوظف مهارته الدراسية ويجمع تلك الازدواجية الصعبة بين اللياقية البدنية من وجهة النظر الرياضية البحتة وبين اللياقة العسكرية الشاقة التى يخرج من بين اضلعها خير الرجال فقد
حصل بتفوق على ماجستير التربية الرياضية من جامعة حلوان عام ١٩٨٢ قسم العاب القوي تحت عنوان تاثير برنامج مقترح على مستوي التقدم الرقمي لمسابقات العدو ١٠٠ متر و٢٠٠ متر على الرياضيين بالقوات المسلحة من هذا المنطلق استطاع البطل أن يوظف العلم فى خدمة تراب الوطن كانت له إسهامات كبيرة
من خلال تطوير كفاءة السرية الرياضية وتدرج الجنرال الباقى فى الوجدان فى الرتب العسكرية والرياضية إلى أن بلغ ذروة المجد الرياضي بالقوات المسلحة حتى شغل منصب رئيس الاتحاد الرياضي العسكري فى عصره الذهبي ذاع صيت الاتحاد الرياضى العسكري وبرز نجمه فى هذا التوقيت إلى أن حصد العديد من الجوائز في العديد من الألعاب الأولمبية وغيرها وتمضي الأيام والسنين ولا ينسى الوطن رجاله المخلصين فنال الجنرال الباقى فى الوجدان شرف العمل كمستشار عسكرياً لمحافظة المنوفية ١٩٩٠ إلا أن الأمر يتطلب أن نعود إلى الوراء
أياما قليلة اوشهور عدة لنلقى بعضاً من الضوء على شخصيته الرياضية والتي نتج عنها تألقه المستمر و تقلده أعتى المناصب الرياضية فى القطر المصري لقد كان على رأس جهاز العاب القوى الرياضى بنادي القرن وهو النادي الأهلي عام ١٩٨٥ ثم علا نجمه وذاع صيته و شغل منصب رئيس إتحاد كمال الأجسام عام ١٩٨٩ .
هذه الشركات المؤثرة عسكرياً ورياضيا أثرت الساحة الرياضية فقد كان له السبق الأول و أسس اتحاد القوة البدنية و مصارعة الذراعين بمصر والوطن العربي عام ١٩٩٢ ثم شغل رئاسة الاتحادين وظل يكافح بكل السبل حتى أقام بطولة العالم في القوة البدنية و مصارعة الذراعين على أرض السلام بشرم الشيخ عام ٢٠١٠ إنه الشخصية الفولاذية القوية التى تواجه كل بأس لم يترك ثغرة لإضافة شىء يحسب له ويجسد عليه إنه عضو جمعيه المحاربين القدماء التى حصدت مصر في
عصره وعهده على أكثر من كأس رفع راية مصر وتوج بأسطورة الرياضة المصرية على مستوى العالم خاصة في لعبة القوة البدنية و مصارعة الذراعين ننحني أمام ضابط القوات المسلحة الجنرال الأسد
عثمان عبد الغني عثمان رئيس جهاز الرياضة الأسبق للقوات المسلحة والاتحاد المصري لكمال الأجسام زادنا فخراً أنه المصري وإن لم يكن هو الأوحد الذى شغل منصب رئيس الإتحاد العربي الإفريقي والدولي فى مصارعة الذراعين إلا أنه رفع العلم المصرى فى المحافل الدولية على مستوى العالم.
لقد رحل عنا من يستحق أن تخلد ذكراه فى صفحات التاريخ
وأن توضع سيرة الجنرال الذاتية وما حققه لمصر من إنجازات رياضية على المستوى العسكرى فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى